سرطان الثدى (Cancer du Sein) .. وحش يمكن ترويضه

0 516
الفحص الدوري ينقذ المرأة بالاكتشاف المبكر للمرض وعلاجه
 

تقرير تكتبه: د. أحلام محمود
استشاري أمراض النساء والتوليد – مستشفى البرتفيل سافوى – فرنسا 

 

 

حسب إحصاءات البرنامج القومى لمواجهة السرطان، فإن سرطان الثدى هو وحش مفترس يتحرك بخطره بين السيدات، يحمل بين خلايا آلامه وأوجاعه صورة لمستقبل أسود، خصوصا إذا كان اكتشاف ذلك المرض متأخراً وفى مراحله القاتلة، والمثير أن ذلك الوحش بخطورته يمكن ترويضه بالفحص الدورى والاكتشاف المبكر الذى يكتمل دائماً بالعلاج السريع.

 

فهو لا يعتبر من الأمراض الحديثة، بل عرفه قدماء المصريون منذ ألف وستمائة عام قبل الميلاد. وأصبح من أكبر المشكلات الصحية خلال الخمسون عاما الماضية، ويعتبر سببًا رئيسيًا لحالات الوفاة عند السيدات بعد سرطان الرئة. وتوضح التقارير والبحوث الطبية أن هناك نحو مليون حالة من المرض تُشخص سنويًا فى جميع أنحاء العالم، يتوفى منها ما يقرب من 400 ألف حالة، كما أنها تتزايد فى البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء.

 

وسرطان الثدى من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين السيدات فى مصر، ويرجع السبب الرئيسى فى ذلك إلى أن المرض يتم تشخيصه متأخرًا وفى مراحله المتقدمة، مما يؤدى إلى صعوبة الشفاء منه. وبرغم توفر الأجهزة اللازمة لتشخيص المرض (جهاز تصوير الثدى بالموجات) إلا أن كثير من السيدات الذين يعيشون فى مناطق ريفية نائية يجدون صعوبة فى التشخيص. ويتراوح معدل الإصابة بالمرض فى مصر ما بين 30 إلى 60 عامًا، بمتوسط 45 عامًا، أى أقل بعشرة أعوام من متوسط معدل الإصابة فى أوروبا والولايات المتحدة.

 

وبالرغم من عدم وجود سبب معين يؤدى للإصابة بسرطان الثدى، فإن هناك عوامل تزيد من فرصة الإصابة بالمرض، وتشتمل هذه العوامل على:
1- السن: وهو من أكبر العوامل المسببة للمرض، حيث تزيد فرص الإصابة به مع التقدم فى السن، حيث نجد أن نسبة الإصابة:
  • من تاريخ الولادة إلى سن 39 عامًا نسبة الإصابة : من 1 إلى 231.
  • من سن 40 إلى 59 عامًا: من 1 إلى 25.
  • من سن 60 إلى 79 عامًا: من 1 إلى 15.
2- وجود أقارب من ناحية الأم سبق لهم الإصابة بالمرض: سواء كانت الأم نفسها، أو الأخت، أو الخالة.
3- البلوغ المبكر أو التأخر فى الطمث.
4- تأخر سن الولادة: السيدات اللاتى ينجبن بعد سن الثلاثين تزيد لديهم فرص الإصابة بالمرض.
5- عدم الإنجاب.
6- التُخمة: تزيد من فرص الإصابة بالمرض وكذلك كثرة الدهون فى الطعام.
7- الإصابة المسبقة بسرطان الرحم.
8- حبوب منع الحمل وبدائل الهورمونات: حيث يتعرض الجسم لكميات كبيرة من الأستروجين لفترات طويلة.
9- التدخين، تناول الكحوليات والتعرض للإشعاع.
10- المستحضرات التى تمنع التعرّق: هناك أبحاث تؤكد ذلك حيث أن تلك المستحضرات التى تمنع التعرّق الطبيعى للجسم تقوم بحبس العرق وما يحتويه من سموم فى منطقة الأبط مما يزيد من فرص الإصابة بالمرض.
11- اكتشف الباحثون أن الرضاعة الطبيعية لمدة 3 شهور تخفض الإصابة بالمرض بنسبة 25%.
الأعراض التى تحذّر من سرطان الثدى؟
  • ظهور كتل تحت الثدى أو الأبط (حتى وإن كانت غير مؤلمة) تستمر لفترة طويلة.
  • تهيج فى جلد الثدى.
  • ألم فى الحلمة.
  • ظهور إفرازات غريبة من الحلمة.
الهورمونات التى تؤثر على نمو خلايا الثدى:
  • قبل سن اليأس: هورمونى الإستروجين والبروجيسترون اللذين تفرزهما المبايض.
  • قبل وبعد سن اليأس: البروجيسترون والأندروجين اللذين تفرزهما الغدة الجار كلوية.
ملاحظة أن: الأندروجين الذى تفرزه الغدة الجار كلوية يتحول أولاً إلى الإستروجين عن طريق إنزيم (الأروماتاز) الذى يؤثر على نمو خلايا الثدى.
       طرق حديثة لعلاج المرض:
ظهرت مؤخرًا مجموعة كبيرة من طرق العلاج تحمل أمل كبير لمرضى سرطان الثدى، فأصبح متاحًا الآن قائمة من البدائل واختيارات العلاج، بينما كان المتاح بديلان على الأكثر للعلاج، وتنقسم هذه البدائل إلى ثلاثة طرق رئيسية:
  • العلاج الموضعى: ويشمل استئصال الكتلة السرطانية مع الحفاظ على سلامة الثدى، أو استئصال الثدى بالكامل، أو العلاج الإشعاعى.
  • العلاج الشامل للجسم بأكمله: ويشمل ثلاثة أنواع رئيسية:
  • العلاج الكيماوى.
  • العلاج المناعى: باستخدام (الهرسيبتين) وهو عبارة عن أجسام مضادة لبعض الجينات المسببة لسرطان الثدى.
  • العلاج المضاد للهورمون المسبب للسرطان: وهو هورمون الإستروجين. والغرض من هذا النوع من العلاج هو حرمان الخلايا السرطانية من هورمون الإستروجين الذى تعتمد عليه فى النمو والتكاثر.
ويشتمل هذا العلاج على أربعة أقسام رئيسية:
  • مثبطات إنزيم الأروماتيز: مثل الأناسترازول والليتروزول حيث تعمل هذه الأدوية على منع إنزيم الأروماتاز من تحويل الأندروجين إلى الإستروجين، ويستخدم هذا النوع من العلاج للسيدات بعض انقطاع الطمث لأن أنزيم الأروماتيز هو المصدر الوحيد للإستروجين.
  • الأدوية التى تعمل على غلق مستقبلات الإستروجين فى خلايا الثدى: مثل الرالوكسيفين والتاموكسيفين.
  • الأدوية التى تقلل من إنتاج مستقبلات الإستروجين: مثل فولفيسترانت، فبدون تلك المستقبلات، لا يستطيع الإستروجين دخول الخلايا السرطانية.
  • غلق المبايض أو إزالتها: حيث تعتبر المبايض هى المصدر الرئيسى للإستروجين قبل سن انقطاع الطمث، وبالتالى تستخدم تلك الطريقة للسيدات قبل بلوغ سن اليأس، وتشمل إزالة المبايض بالجراحة، غلق المبايض باستخدام الإشعاع أو تناول بعض الأدوية مثل الجوسريلين أو الليوبروليد حيث تمنع تلك الأدوية المبايض من إفراز هورمون الإستروجين.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق