خطورة الكلمة في الإسلام

0 469
بقلم/ رحمة رشاد – واعظة بوزارة الأوقاف
 
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ( )إبراهيم: 24-27).
فالكلمة هي الحياة, هي الروح التي تسري في أجساد الناس؛ فتكون الكلمة حياةً لبعض الناس, وأحياناً تكون موتاً للآخرين. بعض الكلمات نور, وبعضها كالقبور؛ لذلك أمرنا الله سبحانه أن نقول أحسن القول.
قال تعالى }وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن {(الإسراء-53), وقال رسول الله (ﷺ) «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ». وقال (ﷺ) «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».
وعندما ذُكر للنبي (ﷺ) أن امرأة تصوم, وتقوم الليل, وتتصدق, غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها, قال: “لا خير فيها هي في النار“. فلتحذر من الكلمات الخبيثة والكلمات الهدامة.قال تعالى }مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{ (سورة ق – آية 18). فلنختار, إما أن تكون الكلمة طيبةً صالحةً, أو خبيثةً هدامةً, ولا ننسى أن الله تعالى يزكي الكلمات الطيبة بقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّيبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر: 10).
وقال رسول الله (ﷺ) (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ). وقدم اللسان قبل اليد؛ لأن اليد تؤذي من قريب, أما اللسان فيؤذي من كان قريباً أو بعيداً, أو في أي مكان, فلنحذر خطورة الكلمة, سواء المسموعة, أو المقروءة, أو المكتوبة. فنحن مسئولون عن كل كلمة؛ خصوصاً نشر الشائعات, والخوض في أعراض الناس وسبهم, وقذفهم  بغير دليل.
فالواجب على المؤمن الحذر كل الحذر من شر اللسان، وأن يحرص على استعماله في الخيرات، وفيما يرضي الله جل وعلا، حتى تحصل له بذلك الخيرات العظيمة، والدرجات العالية، وليحذر من إطلاق لسانه وكلامه وعدم تقييده، فإنه خطير جدًا، فكم من كلمة أودت بصاحبها إلى المهالك.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق