ندوة الإدمان .. الأسباب والعلاج بكلية التكنولوجيا والتعليم جامعة حلوان

0 355

كتب/ محمد عبد البصير

عقدت كلية التكنولوجيا والتعليم جامعة حلوان ندوة “الإدمان .. الأسباب والعلاج” تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، والدكتور إبراهيم لطفي عميد الكلية، والدكتور مصطفى الطوخي، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإعداد وتقديم الدكتور أشرف ميمي السعيد الأستاذ المساعد بقسم تكنولوجيا التبريد والتكييف.

 

رحب الدكتور أشرف ميمي السعيد بالسادة الضيوف وقدم نبذة مختصرة عنهم معبرا عن فرحته باستقبالهم، ثم تحدث عن مشكلة الإدمان ووصفها بأنها من أخطر مشكلات العصر التي تواجه المجتمعات على اختلاف طبقاتها المتقدم والمتنامي، خاصة بعد أن لوحظ انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في مجتمعاتنا العربية عما مضى وبالأخص بين مجتمع الشباب. وأصبحت هذه الظاهرة بمرور الوقت سلاحًا خفيًا للحروب بين الدول مستهدفة بشكل خاص الشباب لتحويلهم من قوة وطنية فاعلة ومنتجة إلى قوة مدمرة تشل حركة ذلك المجتمع وتبدد ثرواته، بل امتد أثر ذلك ليشمل صغار السن.
ثم افتتح الندوة عميد الكلية وشكر السادة الحضور على قبول الدعوة وأفاد أن مثل هذه الندوات تمثل اهتماما كبيرا بالشباب لما لهم من دور مؤثر في مجتمعهم، وأوضح الدكتور مصطفى الطوخي أن الطالب لابد ان يتلقي المعلومات من مصدر موثوق فيه، فمثل هذه الندوات تحارب الإدمان بطريقة صحيحة ومؤثرة وتحث الطلاب على حب الكلية والوطن والمحافظة عليه من الدمار.
وقدمت الدكتورة سماح ربيع أستاذ الطب النفسي بكلية الطب – جامعة حلوان شرح مفصل عن الإدمان المرض والعلاج  فقالت: إن أي عادة  تتزايد فى معدلها بسبب لهفة إليها مع تبلد تجاه ما تسببه من خسائر تعتبر إدمان مثل (إدمان الأكل – التسوق – الإنترنت – العلاقات العاطفية .. الخ). وقالت: إن الإدمان مرتبط بالمشاعر والحالة المزاجية، فالذاكرة تقوم بتخزين حاله المزاج والانبساط ٦٠٠ ضعف حالة الانبساط للفرد العادي فهو يعطي سعادة لحظيه لكن مع الوقت قدرة الفرد على السعادة تقل فيضطر المريض لزيادة الجرعة، واللهفة تتخطى أي تفكير أو إرادة،  فمن الممكن الوقوع في جرائم عديدة بسبب سيطرة الإدمان على مراكز الإحساس بالسعادة والتأثير العاطفي، ويعتبر الإدمان تحدي مجتمعي.
وشرحت الإعلامية والكاتبة الدكتورة رشا الجندي استشاري الصحة النفسية ومدرس الصحة النفسية بجامعة بنى سويف “الإدمان والصحة المجتمعية” وقالت أن الجرائم في الفترة الأخيرة  كثرت بطريقة ملحوظه بسبب التعاطي فهو يؤثر على العقل والغرائز والمشاعر، فأكثر المتعاطين بعد فعل الجريمة يقول كان زي الحلم، فهو يذهب العقل ويؤثر على الصحة النفسية، وقالت: إن الفرد طالما إنه قادر على الاستمتاع بالمتاح ويسعى للغير بدون أذى نفسي.

 

فإذا كان المريض بصحة نفسية جيدة ويقدر على الاستغناء بالبدائل المتاحة وليس بالإدمان ولابد أن يتأقلم مع سيكولوجية البدائل، واختيار الصديق الصحيح، ومعرفة طبيعة المرحلة التي يعيش فيها. وضربت مثلا عن مرحلة المراهقة عند الشباب فإنه يتمتع بطاقة لابد من استخدامها بالطريقة الصحيحة ليكون مثال مشرف بين الناس مثل تنمية المواهب الموجودة بداخلهم وممارسة الرياضة وبر الوالدين والجلوس مع الأصدقاء.
فلابد من تحديد الأهداف والحماية من البداية واللي معندوش هدف بيبقي عرضة للإدمان ولابد من رؤيه النماذج المشرفة باستمرار مثل محمد صلاح، ود. مجدي يعقوب، ود. أحمد زويل. وفي نهاية حديثها أهدت لمكتبة الكلية كتاب من تأليفها بعنوان “كيف تصبح طبيبك النفسي” لضمه بمكتبة الكلية للاستفادة منه.
وعرض نيافة القمص اثناسيوس يوسف فهمي كاهن كنيسة الشهيد جورجيوس، سكرتير المجلس الإكليريكي للأحوال الشخصية بإفريقيا “الإدمان من رؤية مسيحية” تحت عنوان “نحو إرادة حرة”، وقال: إن الإرادة عبارة عن عقل يسيطر على السلوك والمغريات، فالعقل هو الضاغط على الإنسان. وعرض استبيان على الطلاب اشترك فيه ٧٠ طالبا، وقال: إن التوعيه المجتمعية تقصر الطريق وطرق العلاج وشرح مفهوم الإرادة الفلسفية من التخيل للحقيقة للوصول إلى الهدف، فلابد من وجود هدف رئيسي للفرد، وقوة إراده لكي يصل إلى طريق النجاح بالطرق الطبيعية، فأي مؤثر خارجي يضعف الإرادة. فالمخدرات تشوه الحرية.
واستفاض في الحديث عن الحريه باعتبارها العامل المتحكم، فالحرية مغلوطة مثل اعمل اللي أعمله أو أشرب اللي أشربه، وقوة الإرادة هي ضبط لحرية الرأي، ولابد من إدراك المعطلات قبل حدوثها، فالسعادة ليست دائمة، والنجاح يكمن في التغلب على العقبات بدون ترك أثر سلبي إذا ما كانت لها أثر إيجابي للأمام بعد ذلك. وشرح أسباب رفض المسيحية للإدمان، فالإنجيل يرفض الخمر والإدمان، ويصف المدمنين وشكلهم وقال لابد من التوعية والتأثير الإيجابي في الآخرين.
وتقدم  فضيلة الإمام الشيخ محمد عبد المؤمن عبد الحميد كبير أئمة وزارة الأوقاف والداعية الإسلامي بالحديث عن “الإسلام في مواجهة الإدمان” وقال: إن الإدمان يمس الأمن القومي للبلاد، فهو العدو رقم واحد في ضرب الأمة في سويداء القلب، فالطفرة الرهيبة التي حدثت في الفترة الأخيرة في الجريمة من أسبابها المخدرات. فالامة في خطر، وأن أكبر معدل نسبة طلاق توجد في مصر بسبب ذلك، وتطرق الحديث عن سؤال: هل الإدمان حرام أم حلال؟ وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسي ميزان الحلال والحرام في الضرورات الخمس وهي (دين – عقل – نفس (صحة) – مال – نسل)، فالمخدرات تلقي ضررا بالخمس ضرورات.

 

وقال: إن القرآن والسُنة بها أدلة على تحريم الإدمان في الآيه الكريمة: “ياأيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان”، فلا يقترب من المسجد الحرام، والخمر يُذهب العقل. وفي الختام قال للطلاب والسادة الحضور: أنتم أصحاب رسالة، فالغرض من الندوة توصيل المعلومة في كافة الأماكن ونشرها من حولك من أجل الحد من ظاهرة الإدمان، ودعا للجميع وقال: أسأل الله العظيم أن يقينا وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
واختتم عميد الكلية الندوة بمناقشة أسئلة الطلاب والرد عليها بمشاركة الضيوف العلماء الأجلاء وقال لهم: أنتم أولادنا ولابد نتقي الله فيكم، فنحن نقابل الكثير من الحالات التي تحتاج متابعة ونحلها من بعيد، والقصص لن تنتهي، ونصح الطلاب بقوله: خدوا بالكم وخافوا على أنفسكم وعلى أهلكم ووعوا زملائكم وخافوا على بعضكم بعضًا.
وعلى هامش الندوة تم تكريم السادة الضيوف من العلماء الأجلاء بدروع تكريم وشهادات تميزًا لدورهم الوطني التوعوي في خدمة المجتمع، بالإضافة إلى تكريم مقدم ومنسق الندوة د. أشرف ميمي السعيد.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق