المنيا تحتفل بعيدها القومي

          بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادى سابقًا

 

تخليدا لذكرى شهداء ثورة 1919 حددت محافظة المنيا يوم 18 مارس من كل عام للاحتفال بعيدها القومي، وقد أقيم بهذه المناسبة نصبا تذكاريا في مدخل مدينة المنيا (عروس الصعيد) من الناحية الشمالية الشرقية.

 

جدير بالذكر في هذه المناسبة أنه عندما كانت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) تلفظ أنفاسها، وكان الشعب، وخاصة الفلاحين منهم يعانون قسوة الاحتلال والحماية البريطانية، واعتقل الزعيم الخالد سعد زغلول وزميلاه علي شعراوي (ابن المنيا)، وعبد العزيز فهمي في 8 مارس 1919 حتى ثارت القاهرة وتأثرت بمقتضاها كل الأقاليم ومن بينها مراكز المنيا بأكملها.

 

ويذكر التاريخ أن شعب أبوقرقاص خرج فى مظاهرات عارمة ليهتف بحياة سعد زغلول أو الموت الزؤام وانقطعت المواصلات بين المنيا وكافة المدن فى مصر. ويسجل التاريخ أنه في صبيحة يوم 18 مارس عام 1919 وصل القطار القادم من الأقصر إلي محطة ديرمواس وكان في انتظاره ثوارها الأحرار وعلى رأسهم المرحوم خليل أبوزيد (ابن عمدة ديرمواس) وسرعان تلاحم الثوار مع الإنجليز الذين كانوا في ذلك القطار في قتال شرس أسفر عن قتل ثلاثة ضباط إنجليز وعلى رأسهم القائمقام بوب مفتش السجون بالصعيد، وخمسة جنود، وعند وصول القطار إلى محطة ملوي سحب الثوار جثة بوب ووضعوها فوق عربة، وطافوا بها فى شوارع ملوي، احتفاء منهم وفرحًا بقتله في ديرمواس، بقيادة أحمد أنيس ناظر مدرسة أبوقرقاص الابتدائية، حيث ثار أهالى المدينة على الإنجليز. وقد كانت هذه الحادثة من أشد حوادث العنف التي شهدتها محافظة المنيا، وأفقدت الإنجليز صوابهم، فقاموا بمحاكمة الثوار وأعدموا  34 شخصا منهم، وحكموا على 17 شخصا بالأشغال الشاقة المؤبدة، ثم أُفرج عنهم في عهد حكومة سعد زغلول فى 21 فبراير من عام 1924.

 

وما يثير للاهتمام، أنه في الوقت الذي قام فيه أهالي مدينة مغاغة بالاعتصام ضد الاحتلال بقيادة القاضي الشرعي لمركز بني مزار آنذاك، واعتراضا على معاملة قوات الاحتلال للثوار، شارك بعض الأجانب المقيمين بمصر في الثورة ضد الاحتلال.
وفى الختام أتوجه إلى جيلنا بأن يتذكر هذه البطولات لتصبح مصر دولة مستقلة مرفوعة الرأس أمام العالم.

 

Comments (0)
Add Comment