هل ستؤثر الحرب الروسية-الأوكرانية بشكل سلبي على سوق التأمين؟

       

               جمال شحاتة

        خبير في قطاع التأمين

في حواره مع “الطريق الثالث” أكد الأستاذ جمال شحاتة، الخبير في قطاع التأمين، مساعد العضو المنتدب لشؤون التسويق والإنتاج لشركة إسكان للتأمين، أن الأزمة الروسية-الأوكرانية ستُلقى بتداعياتها على الأوضاع المحلية ومنها قطاع التأمين، ومن المتوقع أن ترفع أسعار التأمين عالميًا، وأشار إلى أنه يبدو للبعض أن الحرب الدائره ما هى إلا أنها حرب سريعة لا تتعدى آثارها وأبعادها سوى بين الدولتين المتحاربتين، وقد يظنها البعض أنها لن تكون سوى رحلة استعراض للقوى سرعان ما سيتم حسمها لصالح روسيا، إلا أن الأمر بات جليًا إلى أن تلك الأزمة ستُربك العالم وتتسبب في عواقب وخيمة.
وأضاف شحاتة، إلى أن هذا الأمر سينعكس سلبًا على جميع المناحى العسكرية والاقتصادية، وعلى سلاسل الإمداد والتجارة العالمية، وتؤثر على اقتصاد العالم وارتفاع أسعار السلع والخدمات، نظرًا لأن روسيا وأوكرانيا من أهم الدول المصدرة للنفط الخام، والغاز، والقمح، والذرة، والحديد، ولهذا ستتباطأ حركة التجارة العالمية لحين انتهاء الأزمة الراهنة.
لذا، سيكون هناك تأثرًا فى التجارة البينية مع استمرار الحرب وستظهر دول أخرى على السطح بديلاً لروسيا وأوكرانيا لإطعام العالم بعد خفوت نجمهما كالهند، حيث أنه تواترت أنباء محذرة من البنك الدولى أن النزاع فى أوكرانيا أظهر ضعف البلدان المستورده للغذاء، وأن الحرب ستؤدى إلى أكبر كارثة غذائية سيشهدها العالم منذ الحرب العالميه الثانيه، لأن مزارعى البلد التى كانت تُعد سلة خبز العالم ولاسيما بعد انحسار ذلك عن اليونان، وانصرافهم إلى القتال ضد روسيا، والدفاع عن وطنهم فى الخطوط الأمامية، وفى الوقت نفسه لا تستطيع روسيا سد هذه الفجوة رغم إمكانياتها الزراعية الهائلة بسبب العقوبات الأمريكية الأوروبية التى فُرضت عليها.
كما أن الغزو الروسى لم يؤثر على الشعبين فحسب بل ستمتد آثاره لتشمل أوروبا وإفريقيا وآسيا الذين كانوا يعتمدون على الأراضى الخصبة لمنطقة البحر الأسود والتى كان يُطلق عليها سلة غذاء العالم، فضلاً عن أن تلك الحرب ستُلقى بآثارها حتما على صناعة التأمين لاسيما النقل البحرى، والذى سترتفع أسعاره لأنه لم يعد قاصرًا على تغطية أخطار الرحلة، بل ستٌضاف عليه تكلفة تغطية أخطار الحرب، خلافًا لما سينتُج عنه من إطالة وقت الرحلة لتفادى الطرق المحظورة السير فيها، وترتفع معها درجات الخطورة، الأمر الذى يصاحبه تخوف مُعيدي التأمين من ازدياد احتمالية الخطر ومن ثم ارتفاع الأسعار.
وسيصبح الأمر أكثر سوءًا في حال اتساع نطاق الحرب ودخول أطراف أخرى في ظل فرض عقوبات على روسيا، مما سيزيد الأمر تعقيدًا ويصيب طرق التجارة بشلل، وبالتالي ستكون هناك طرق بديلة ستُلحق أضرارًا سيكون منها مضاعفة التكلفة وازدياد درجة الخطورة مما سيتضاعف معه سعر التأمين، وقد يصيبه بشلل مؤقت حتى احتدام وحسم الصراع الروسي-الأوكرانى.

Comments (0)
Add Comment