سيدتى .. الجمال المادى لا يكفى!

     بقلم/ لواء محمد مختار قنديل

   مهندس استشارى – عضو اتحاد الكتاب
قالت العرب قديماً ومازالت تقول: “النساء رياحين خُلقن لنا” وأنا أضيف إلى هذه المقولة “إنهن رياحين خُلقن لنا وخُلقن لأنفسهن”، لأن المرأة أو الفتاة الجميلة ريحانة لنفسها ولكل المحيطين بها.
وقال شاعرنا العظيم أحمد شوقى: خدعوها بقولهم حسناء، والغوانى يغرّهن الثناء .. وهى غريزة ركبت فى المرأة على مر التاريخ وإلى قيام الساعة. وقال الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضى: لكل الناس الرجال والنساء كن جميلاً ترى الوجود جميلاً وهو يقصد بالطبع جمال الروح قبل جمال البدن والوجه.

 

والحُسن فى النساء يلفت الرجال والنساء أيضًا، حتى رسول الله خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم عندما حدد الله زوجات المسلم بأربع كان لدى المصطفى تسعة فأبقاهن الله له على أن لا يستبدل واحدة منهن بواحدة جديدة كما يتاح للمسلم العادى. يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب: “لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حُسنهن إلا ما ملكن يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا” (الآية 52).

 

ونبي الله يوسف بن يعقوب الذى أعطاه الله شطر الحُسن وعرف بجماله الذى لا يقاوم أكمل الله عليه نعمته فآتاه الله الحكم والعلم فجمع بين الحسنيين، حُسن الخلق وحُسن العقل والحكمة والعلم، فاستحق أن يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد ونجاّه الله من كيد النساء اللاتى كدن له لحسنه، وأجرى الخير على يديه لمصر وشعبها العظيم.

 

يقول الحق فى سورة يوسف: “ولما بلغ أشده أتينه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزى المحسنين” (الآية 22). إن جزاء المحسنين ليس الجمال وإنما الحكم والعلم أولاً.

 

ولكى يكتمل جمال المرأة أو الفتاة عليها أن تملك روحاً جميلة مزودة بالعلم والثقافة والذوق الرفيع وأدب الحوار وجميل الحديث وجميل الأخلاق التى أجمعت عليها كل الأديان والفلسفات والثقافات والحضارات الإنسانية.

 

وإذا كان الحق قد نبهنا إلى نعمه الكثيرة علينا عندما قال فى سورة البلد: “ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين” (الآيتين 8، 9). فالعينان تريان كل شئ لصاحبها واللسان والشفتان ينطقان بالكلام ولهم جميعاً وظيفة مهمة أخرى هى إبراز جمال المرأة وحُسنها فى وجهها وجمالها وحُسنها فى حديثها وألفاظها ولسانها.

 

الفتاة الجميلة نعمة إذا حافظت على النعمة وأدت حقها بحسن إظهارها والحفاظ على عفافها وخلقها.

 

وقد يقول قائل أو قائلة إن خفة الظل أو خفة الدم أفضل بكثير وتلقى القبول من الناس من وجه جميل جامد كصفحة الماء الآسن .. كما قد تفتح الأبواب المغلقة لروح طيبة خفيفة تحب الحياة والناس تسعد بهم ويسعدون بها وبجمالها بجناحيه المادى والروحى.

 

فالجمال المادى يمكن الاستزادة منه بالمساحيق والعقاقير الطبية والتدريبات الرياضية، أما الجمال الروحى فهو هبة من الله أيضاً كالجمال المادى ولكنه هبة لا تقدر بثمن.

 

 

Comments (0)
Add Comment