كنت سأكتب عن البهجة

          شعر: إسلام سلامة

كنت سأكتب عن البهجة..
لذلك تهيّأتُ لأركض في شوارع خالية..
مرفرفًا كعصفورٍ ملون..
تدرّبتُ لأقفَ شامخًا..
كنخلة توشوش الريح في كبرياء..
إلا أنه طعنتني نوبة البرد، والقيء..
وجارتُنا البيضاء بآلام أسنانها المزمنة..
قريتي بفحيحها في صدري..
ورعشةُ الصحراء الناشفة..
موسيقى صراصير الحقول الرتيبة..
والنساءُ العجائز بجلابيبهن السوداء الكالحة..
وأثدائهن المترهلة والمنتفخة كقرب الماء..
والرجال الشاخصون بنظراتهم..
كأهداف للرماية من الورق المقوى..
“كل هؤلاء كان مسئولا”..
لم يتركوا لي فرصة حفر هذا البئر بقلبي..
أو شق جدول صغير يمرر ابتسامتي..
لذلك قررت أن أعتق الصبر..
وأشحذَ أظافري للمواجهة القادمة..
غير أن قرية هامدة..
وخمسة وعشرين عاما لطمتني بعنف..
لأسقط بصدري فوق نصل مدبب..
كنتُ – عفوا – سأكتب عن البهجة.

______________________________________________________

* إسلام سلامة من ديوان (أمامه على ورقة بيضاء)
الخارجة – 2008 – سبيل العابر
Comments (0)
Add Comment