كتبت- سمير محمد شحاتة
يصيبنا الذهول والحيرة أمام كثرة الأخبار المتناقضة والنصائح والإرشادات والإعلانات الطبية التي نراها ونسمعها يوميًا في وسائل الإعلام المختلفة.
-مريض يعانى من ارتفاع في درجة الحرارة وكحة مستمرة وضعف فى حاسة الشم وإسهال، يذهب للطبيب فيقيس له الحرارة، ويقوم بالكشف عليه، ثم يكتب له روشتة مليئة بالأدوية للعلاج كمخفض حرارة وخلافه، فلا الحرارة انخفضت ولا عادت حاسة الشم لطبيعتها، واستمرت حالة الإسهال، وبعد انتهاء العلاج ذهب للمستشفى فكانت الطامة الكبرى بأن طلب الطبيب من المريض عمل تحليل وأشعة مقطعية وبعدها “مسحة” أظهرت أنه مصاب بكورونا والحالة متأخرة استدعت حجزه وعزله بالمستشفى فوراً.
-تسمع لطبيب متخصص فى أمراض العيون وهو ينصحك باستخدام العدسات اللاصقة لأنها أفضل من النظارة، ثم تسمع لطبيب آخر وهو يحذرك من العدسات، ويسرد عليك قائمة من الأخطار التى تترتب على تركيبها بصفة دائمة أو باستخدامها من حين لآخر.
-تذهب لطبيب باطنة يقيس لك نبضات القلب وضغط الدم، ثم ينفخ فى وجهك ويفزعك بقوله: راجع أقرب طبيب قلب، فالنبض غير منضبط، والضغط مرتفع، ولون وجهك شاحب، وبعدها تعيش فى دوامة طويلة للحجز عند استشارى القلب الذى يؤكد لك بأنك بصحة جيدة، وقلبك حديد، وضغطك عادى.
-تذهب لطبيب لأنك تشتكى من كحة وزكام، أو مغص وحرقان فيكتب لك علاجاً، وعندما يشاهده طبيب آخر يستعجب من هذا الدواء بأنه لا يصلح لحالتك ويقوم بتغييره ويقول: إرمى هذا العلاج ولا تستخدمه .. وقد يعيب فى الطبيب الأول بألفاظ الجهل.
-تشتكى من رأسك أو بطنك فتذهب لأحد المستوصفات الأقرب لمنزلك، ويطلب منك الطبيب المعالج أشعة، ويبدو عليك الاستغراب لهذا الطلب، لكنه يصر على إجراء فحص إشعاعى لأنها لا تترك أثراً على الجسم، ثم تسأل طبيب آخر فيقول لك بأنها مضرة ولا ينبغى استخدامها إلا للضرورة القصوى.
-نقرأ ونسمع ونشاهد إعلانات لمستشفيات خاصة عن استعدادها لتفتيت حصوات الكُلى وإجراء عمليات البواسير بالليزر، وخلافه من الإعلانات الطبية، ولو ذهبت لأحد المستشفيات لما وجدت تلك الأجهزة، ويقول لك الطبيب بأنها تترك آثاراً على الجسم، وأن المستشفيات الحكومية تهتم بصحة المريض، أما المستشفيات الخاصة فمهمتها الدعاية وإنجازك بسرعة للاستفادة مادياً وتفريغ جيوبك من المال.