عندما اعتقدت إسرائيل أن جيشها لا يُقهر، وأنها تملك ساتر ترابي يستحيل تدميره أو اجتيازه هو “خط بارليف”، وصدقها العالم حتى انتفخت بالونة الأوهام ثم انفجرت “بشكة دبوس” أبهرت العالم وحطمت الغرور والغطرسة الإسرائيلية بتفوق العبقرية المصرية وانتصارها في حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣، فكانت هذه الشكة بمثابة درس استوعبته كل شعوب الأرض بما فيها الصهيونية العالمية. وقد عادت إلي الذاكرة لعقود من الزمن، تلك السنوات التي سبقت نصر أكتوبر “سنوات اللاسلم واللاحرب”، والمفاوضات العقيمة التي لم تثمر إلا أشواك تعرقل الخطي وتدمي أقدامنا الماضية دوماً نحو السلام.
السيسي يحذر من المساس بحق مصر في مياه النيل
امتزجت تلك الذاكرة بالواقع الذي نشهده اليوم إزاء التعنت الإثيوبي والتفاوض الساذج الذي تنتهجه الدبلوماسية الإثيوبية التي لو أطلت برأسها عبر ستائر الماضي القريب لأدركت مدي الغباء الذي تغوص فيه، فهي لا تدرك مدي صبر المفاوض المصري النابع من قوة حقيقية وإيمان راسخ بالسلام القائم على عدم المساس بالأمن القومي، فما بالك إذا كان هذا الأمن متعلقًا بشريان الحياة.