الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة
بقلم: أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادي سابقًا
أعد الله سبحانه وتعالى للصائمين فضلًا كبيرًا وأجرًا عظيمًا. فالصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة مع القرآن الكريم ويقبل الله شفاعتهما فيدخله الجنة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما، أن رسول الله (ﷺ) قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أى رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعنى فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعنى فيه، قال: ( فيشفعان) رواه أحمد.
فقد خصص الله عز وجل باب فى الجنة للصائمين دون غيرهم يُسمى “باب الريان”، فعن سهل (رضى الله عنه) عن رسول الله (ﷺ) قال: إن فى الجنة بابًا يقال له “الريان” لم يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق ولم يدخل منه أحد (متفق) عليه، وغير ذلك من عطاء الله عز وجل للصائمين فى رمضان مما يعجز اللسان عن وصفه. فالصيام عبادة لا مثيل لها، فعن أبى إمامه (رضى الله عنه) قال: أتيت رسول الله (ﷺ) فقلت مرنى بأمر آخذه عنك، قال: (عليك بالصوم فإنه لا مثيل له) (سنن النسائى).
والصوم الصحيح الذى يلتزم فيه صاحبه بالآداب الشرعية هو فى الأصل مدرسة لتهذيب السلوك وتقويمه، وتزكية للنفس والسمو بها للوصول إلى الكمال، وتطهير الجوارح من كل ما يغضب الله عز وجل، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ“ (البقرة: 183)، فالصوم يؤصل فى الناس خلق التقوى، فيضبط سلوكيات المسلم وتصرفاته.
ولهذا أرشد النبى الكريم (ﷺ) الشاب الذى لا يقدر على الزواج إلى الصوم، لما يحققه الصوم من تهذيب للنفس ليصل بها إلى العفاف. فعن ابن مسعود (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (ﷺ): يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له، متفق عليه، والمراد أن الصوم قامع للشهوة، وكاسر لحدتها.
ولكى يؤتى الصوم ثمرته المرجوة لابد وأن نتلمس فيه هدى النبى الكريم (ﷺ) ونسير على خطاه، فالخير كله فى هديه (ﷺ)، فعلى كل مسلم أن يبذل وسعه وطاقته فى الاقتداء برسول الله، قال الله تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب: 21).
وللحديث بقية