د. أحلام محمود تكتب: “حمى النفاس”  أسبابها .. علاجها وطرق الوقاية منها

الدكتورة أحلام محمود أمين – استشاري أمراض النساء والتوليد  بمستشفى البرتفيل سافوي بفرنسا، والإخصائية في مجال طب النساء والتوليد والعقم.
تُعرف حمى النفاس بالحمى الألمانية، وهي حمى ما بعد الولادة مباشره أو تُسمى عدوى النفاس، وهي حالة مرضية تحدث بسبب التقاط الأعضاء الجنسية الأنثوية للعدوى أثناء أو بعد الولادة أو عملية الإجهاض بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تصل إلى أكثر من 39 °مئوية واستمرارها على مدى 12 ساعة أو ما يقرب من 24 ساعة أو خلال الفترة من نهاية اليوم الأول للولادة إلى نهاية اليوم العاشر، أو الخامس عشر تقريبًا بعد الولادة أو الإجهاض.

 

وعادة ما تُشخص هذه الحالة عند وجود حالات الحمى التي تصل فيها درجة الحرارة إلى أكثر من (39 درجة سيليزية)، خلال الأيام الخمسة عشرة الأولى التالية للولادة أو الإجهاض، وغالبًا ما تنتهي الحالة بوفاة المصابة إن لم تُعالج في أسرع وقت ممكن. وغالبًا ما يكون الجهاز المناعي ضعيفاً لدى المرأة خلال فترة الحمل وبعد الولادة مباشرة، الأمر الذي يزيد من احتمالية إصابتها ببعض أنواع العدوى.

 

اعتبرت حمى النفاس في الماضي مرضًا فتاكًا ومُضر بالصحة. فقد كانت تصيب بعض النساء خلال الأيام الثلاثة الأولى التالية للولادة وتتقدم سريعا، متسببة في ظهور أعراض حادة مثل آلام شديدة في البطن والحمى والضعف (الوهن)، حتى صارت حمى النفاس الآن نادرة في الدول الغربية بسبب زيادة الاهتمام بالنظافة أثناء الولادة، وعادة ما تكون الإصابات قليلة وقابلة للعلاج بالمضادات الحيوية والإبر الصينية.
 
أسباب الإصابة بحمى النفاس
تنجم أسباب حمى النفاس عن استعمال معدات طبية ملوثة، وعدم نظافة الطاقم الطبي المتابع للمريضة أثناء الولادة، مما يتسبب في تلوث القناة التناسلية عند الأم أثناء الولادة. وقد تؤدي أنواع أخرى من العدوى إلى حدوث الإنتان بعد الولادة مباشره، وتشمل عدوى الجهاز البولي، وعدوى  التهاب الثدي، والجهاز التنفسي، وتنتشر الإصابة بها بعد عمليه التخدير بسبب الإصابة في القصبة الهوائية.

 

أما في دول أوروبا، فتحدث حمى النفاس بنسبة بين 1 و10٪ من بين جميع الولادات، وتصل حالات الوفاة  إلى نحو 3 من الالتهاب النفاسي لكل 100.000 حالة ولادة، وتُعد عمليات الولادة القيصرية من أهم عوامل الخطر بالإصابة. ففي بعض الدول (من عام 1990 وحتى عام 2005)، كان عدد الوفيات المرتبطة مباشرة بالتهاب الجهاز التناسلي لكل 100.000 سيدة، ونسبة حدوث وفيات الأمهات في بعض هذه الدول من 13 إلي 15 في 100.000، أما الأعراض التي تظهر على المرأة المصابة بحُمّى النّفاس فهي كما يلي:
  • صداع شديد.
  • شعور بألم في الرحم.
  • شعور بمغص وآلام أسفل البطن.
  • حدوث التهاب في الثدي في حالة الرضاعة الطبيعية.
عوامل الإصابة بحمّى النّفاس
تعتمد النسبة المصابة بعدوى ما بعد الولادة على طريقة الولادة، ومن أعراضها:
وجود بقايا من المشيمة في الرحم بعد الولادة.
عمر المرأة الصغير.
شحوب بالوجه.
صعوبة التبول.
نزيف حاد بعد الولادة.
ولادة مطوَّلة.
فقر الدم.
– السمنة.
 إصابة المهبل بالبكتيريا العقدية.
– التهاب المهبل الجرثومي.
كما أن هناك العديد من المشاكل التي يُمكن أن تواجه المرأة بعد الولادة، ومنها، نزيف ما بعد الولادة: وهو نزيف حادّ تخسر فيه المرأة كميه كبيرة تصل إلي 1000مم من الدم بعد ولادة الطفل وخروج المشيمة، والتهاب بالغدة الدرقية بعد الولادة، وهو أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تُصيب الغدة الدرقية بعد الولادة. كما يبدأ التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة على شكل فرط النشاط في عمل الغدة، وفيما بعد يتبعه كسل في عمل الغدة الدرقية. وجدير بالذكر أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية بعد الحمل.

نصائح تساعد في الوقاية من الإصابة بحُمى النفاس
لابد من حرص المرأة الشديد على تعقيم وتنظيف المناطق التناسلية لعدة مرات في اليوم بعد عمليه الولادة، وعدم ممارسة العلاقة الحميمة خلال الأسبوع الأخير من الحمل، ويفضل خلال الشهرين قبل الأخيرين للحمل، وأن يتم تعقيم المناطق التناسليّة بشكل مباشر بعد العلاقة الحميمة، مع شرب كميات كبيرة من المياه خلال أشهر الحمل وبعد الولادة. كما يجب الحرص على شرب العصائر الطبيعية الخالية من السكريات كعصير الليمون، والتفاح، والبرتقال، وتناول المزيد من الخضروات والفواكه خلال أشهر الحمل وبعد الولادة، وعدم الإسراف في تناول الوجبات الجاهزة، وعدم التعرض للفحص المهبلي، ومتابعة الطبيب بشكل دوري خلال أشهر الحمل، وتناول الفيتامينات التي يصفها الطبيب المختص بشكل منتظم.
 وعلي المرأة الحامل متابعة الطبيب المختص في فترة الحمل وما بعد الولادة لمدة لا تقل عن سنتين.
Comments (0)
Add Comment