أين الدراما الرمضانية من أفريقيا؟
بقلم: محمد عبد المنصف
لم يقتصر شهر رمضان المبارك على الصوم والعبادة وأداء الفرائض، بل تحول إلى ساحة خصبة للتنافس الدرامي خلال الشهر الكريم. ولا يختلف إثنان على وجود إفلاس في أفكار المسلسلات الرمضانية، التي غزت بيوتنا هذا العام، مثل الخيانة الزوجية في مسلسل “حرب أهلية”، حيث دخلت الزوجة في علاقات متعددة انتهت بالزنا والحمل من غير زوجها. وكذلك الزوج الذي يعمل طبيبًا نفسيًا ويبتز زوجاته للدخول في العديد من العلاقات غير المشروعة، ومسلسل “ضد الكسر” الذي يطرح قصة رجل يقوم بخيانة زوجته، فيما تقوم الزوجة بخيانة زوجها حتى أنها تضع طفلاً من الزنا وتقنعه بأنه أبيه، وكذلك الصديقة التي تخون صديقتها مع زوجها يوم زواجه في مسلسل “النمر”. الغريب أن الكثير من المسلسلات المعروضة حرصت علي الإكثار من مشاهد التدخين والمخدرات والمشاهد غير اللائقة أخلاقيًا سواء على مستوى السلوك أو الألفاظ المستخدمة والخادشة للحياء، كما في مسلسل “حرب أهلية”، و”ملوك الجدعنه”، و”بين السماء والأرض”، و”كل ما نفترق”، و”بنت السلطان”، و”لحم غزال”، و”كله بالحب”.
وتناست الدراما الرمضانية، الظهير المصري في أفريقيا والذي يأتي على رأس أولويات الأمن القومي للبلاد، فهناك أحداث ساخنة تدور من حولنا في ليبيا، وتشاد، وإثيوبيا، واليمن، ولبنان، وإعصار “إيداي” الذي ضرب موزمبيق، وملاوي، ومدغشقر، وزيمبابوي في مارس عام 2019، وتأثر به 920 ألف مواطن في ملاوي وحدها. كما تسبب في تشريد 16 ألف أسرة، ومصرع 344 شخص في زيمبابوي بالأمراض المختلفة فى كارثة إنسانية مخيفة ليس فقط لشعوب جنوب القارة وإنما لكل شعوب أفريقيا، ألم تكن تلك الأحداث كافية لإلهام كُتابنا بأفكار جديدة لتقريب المواطن المصري بهموم شقيقه الأفريقي. ألم يكن من الأجدى أن نتناول فيضانات السودان في صيف 2020 التي دمرت آلاف المنازل وأجبرت سكانها على مغادرة منازلهم. فمتى يدرك القائمون على الدراما المصرية أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه لمعايشة المواطن المصري داخل الحياة في أفريقيا، ومعايشة المواطن الأفريقي داخل المجتمع المصري.