أهمية وخطورة تضييع الوقت
بقلم/ أحمد فيظالله عثمان
مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادى سابقا
نردد دائمًا شعار: “الوقت من ذهب”، و”الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”، وهذا يؤكد معنى واحد بأن الوقت هو رأس مال الإنسان، وهو الحياة، وهو أثمن شئ يملكه الإنسان. فمن أدار وقته بمهارة فقد أدار عمره بمهارة وفاز به كأفضل ما يكون. فنعمة الوقت من النعم العظيمة التى خص الله بها عباده، حتى أقسم الله تعالى ببعض الوقت فقال: (والعصر) لأهمية الوقت وبركته، وقد قال النبى (ﷺ): اغتنم خمسًا قبل خمس: (حياتك قبل مماتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) صحيح البخارى.
ولما كان أكثر الناس غير مدركين قدر هذه النعمة، وما يجب عليهم نحوها من عمارتها بشكر الله وطاعته، فقد قال النبي (ﷺ): (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ) رواه البخارى، والمغبون هو الخاسر فى بيعه وشرائه.
ولما كان للوقت أهمية كبيرة فى حياتنا، فإن سيد البشر محمد (ﷺ) يخبرنا أننا سنحاسب على تلك الأوقات، ولهذا علينا أن نتخذ كل السبل الممكنة والواعية لترشيد الوقت واستثماره استثمارًا جيدًا سواء كان فى مجال العمل أو الحياة الخاصة .فحينما يوفق الإنسان إلى إدارة واستغلال وقته، فهو من السعداء، ولذلك فإن أكبر إنجاز هو أن نحسن إدارة الوقت، لذلك فإن سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قال: (الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما).
انظر إلى صورتك قبل خمسين أو عشرين عاما مثلاً، ستجد هناك فرقا كبيرا، وهذا من فعل الليل والنهار”، فالليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما.”
الوقت إما أن تنفقه استهلاكا، وإما أن تنفقه استثمارا، يُنفق الوقت استهلاكا كما يفعل معظم الناس، يأكلون، ويشربون، ويتمتعون، ثم يفاجأون بالموت، وأيديهم صفر، ليس لهم عمل صالح. أما المؤمن فينفق الوقت استثمارا، يفعل فى الوقت الذى سينقضى عملا ينفعه بعد انقضاء الوقت، ولذلك فالذى ينفعه أربعة أشياء:
1- جلسة إيمان: والعصر إن الإنسان لفى خسر، إلا الذين آمنوا.
2- عمل صالح: وعملوا الصالحات.
3- التوصى بالحق: وتواصوا بالحق.
4- الدعوة بالتواصى بالصبر: وتواصوا بالصبر.
(سورة العصر )
ولهذا ينبغى على كل إنسان أن يرتب يومه ويضع لنفسه برنامجا يوميا حتى يستفيد بكل لحظة فيه، وتلك القدرة على إدارة الوقت متدرجة ولكن إبدأ وستصل بعد فترة ناجحة فى أن تنظم فيه يومك ووقتك.
يقول الإمام أبى حامد الغزالى فى تنظيم الوقت: فلا تكن كالمغرورين الذين يفرحون كل يوم بزيادة أموالهم مع نقصان أعمارهم، فأي خير فى مال يزيد وعمر ينقص، ولا تفرح إلا بزيادة علم أو عمل صالح، فإنهما رفيقاك يصحبانك فى القبر حيث يتخلف عنك أهلك، ومالك، وولدك، وأصدقاؤك.
وفى ختام حديثى أنصح شبابنا، وهم المستقبل بأن: (استفيدوا بوقت فراغكم، فإن وقت الفراغ ثروة يمكنكم استثمارها، وأعدوا جدولا لتنظيم الوقت فهو يفيدكم كثيرا ويبعد عنكم الشعور بالتوتر والملل وعدم الاستقرار ويقيكم قرناء السوء).