الاحتفال العالمى بيوم الأب يُصحّح مفهوم الأبوة
بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادي سابقاً
يحتفل العالم يوم 21 يونيو من كل عام بيوم الأب العالمي، بالرغم من أن هذا اليوم يتم الاحتفال به دولياً، إلا أنه لا يلقى في مصر الاهتمام الواسع من الناس. ولكن هذا العام كان الوضع مختلفاً، إذ امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي ببوستات الاحتفال بالأب، سواء من الأبناء الذين يتذكرون محبة والدهم لهم، أو الآباء الذين اتخذوا هذا اليوم مناسبة ليؤكدوا مدى فخرهم بأبوتهم.
بدأت فكرة الاحتفال بتخصيص يوم للأب تكريمًا وتقديرًا له عندما أعلنت السيدة (سونورا سمارت دود) من سكان سبوكين فى واشنطن عام 1909 عندما استمعت إلى إحدى المواعظ الدينية التى تتحدث عن فضل الأم، فقررت أن يكون هناك أيضًا يوم لتكريم الأب. ومن هنا أصبح يوم 21 يونيو من كل عام هو يوم تكريم الأب فى العالم .
والاحتفال بيوم الأب له أهميته الكبيرة، فهو اعتراف بدور الأب وإسهامه فى العائلة، فله الدور العظيم فى تنشئة الأبناء النشأة الطيبة، وأهميته فى الأسرة لا تقل عن أهمية عن الأم فى توفير الحنان والعطف لأطفالهم.
لقد سبق ديننا الحنيف العالم أجمع فى الدعوة إلى تكريم الوالدين لأكثر من 1500 سنة، حيث يوضح لنا أن بر الوالدين حق وواجب بالاحترام لهما، ومساعدتهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، والحديث معهما بكل أدب واحترام وإجلال وتقدير والاستماع إليهما عندما يتحدثان، وعدم التضجر وإظهار الضيق إلى غير ذلك من معانى البر والإحسان .
وتوجد آيات كثيرة تحثنا على ذلك منها:
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، النساء(الآية 36).
ويقول الله سبحانه وتعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) الإسراء (الآية 23).
وقال الله سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍۢ وَفِصَٰلُهُۥ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوَٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ) لقمان (الآية 14).
ومن الأحاديث التى تشير إلى ذلك أيضا عندما سأل ابن مسعود النبى عليه الصلاة والسلام، قائلا أى العمل أحب إلى الله قال: “الصلاة على وقتها”، قال (ﷺ): ” ثم بر الوالدين“.. رواه البخارى.
وحقوق الوالدين كثيرة منها: الطاعة، وتلبية أوامرهما، والتواضع لهما، واستعمال أعذب الكلمات عند الحديث معهما، والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، يقول الله تعالى: (رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِى وَلِوَٰلِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ) إبراهيم (الآية 41).
وهكذا، نجد أن ديننا الحنيف يوضخ لنا أهمية احترام الأب وتقديره، فهو الذى نرتوى منه الحب والحنان، لأنه أحسن تربيتنا. فتحديد يوم فى العام لتكريمه يعتبر أقل واجب نحوه، ومهما كتبنا أو تكلمنا عنه أو قدمنا له الهدايا في هذا اليوم لا يُعد شيئًا يُذكر مما قدمه لنا في حياته، فكل النعم التى نستشعرها هى من رضاه علينا.
فأنت أيها الأب خير قدوة نقتدي بها .. رحم الله آباءنا الذين فقدناهم وغفر لهم وجعل قبورهم نور وضياء وروضة من رياض الجنة إلى يوم يبعثون.