محمد (ﷺ) خاتم النبيين
بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادى سابقًا
خير خلق الله أجمعين، سيدنا محمد (ﷺ)، الأسوة الحسنة لنا وللعالمين، كما قال الله سبحانه وتعالى “لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة”. واليوم ونحن نحتفل بذكرى مولده، فإن أى كتابة عنه (ﷺ) لن توفيه حقه، أو تضيف جديدًا بعد أن كرمه الله كأحسن وأفضل وأعظم ما يكون التكريم حينما وصفه بقوله سبحانه وتعالى “وإنك لعلى خلق عظيم “.
وعلينا أن نتذكر السيدة عائشة رضى الله عنها عندما سُئلت عن أخلاق الرسول (ﷺ)؟ قالت (خُلُقه القرآن) بمعنى أنه اتخذ من القرآن الكريم كل ما فيه من القيم والتعاليم وطبقها، حيث كان يتعامل مع الناس بالرفق واللين والمودة والرحمة، صادق الوعد، عفيف اللسان، يكظم غيظه، ويعفو عمن أساء إليه، فقد كان فى كل ما يأتيه، وفى جميع أحواله وأعماله وتصرفاته وحركاته وسكناته وتعبيراته وإشاراته يمثل القرآن الكريم .
فما أمر به القرآن الكريم فعله، وما نهاه عنه تركه، لقد امتزج بالقرآن الكريم جسمًا وقلبًا وعقلاً وروحًا، وامتزج القرآن به عقيدةً وتشريعًا وأخلاقًا. فكان قرآنًا يسير بين الناس يهديهم إلى الصراط المستقيم، وكان روحًا ينتقل، وقلبًا ينبض بالحب والخير، وكان لسانًا ينطق بالإرشاد والهداية .
ومن المواقف التى نتذكرها عندما نزل قول الله سبحانه وتعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين(. سأل النبى (ﷺ) جبريل عليه السلام فقال: “يامحمد إن ربك أمرك أن تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وتعفو عمن ظلمك”.
وكان رسول الله (ﷺ) يقول فى دعائه: “اللهم كما أحسنت خُلقى فحسن خَلقى”، وقد جعل تتميم مكارم الأخلاق أساس بعثته وقاعدة رسالته، فقال فى حديث الموطأ: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق “.
وقد كتب العلامة والكاتب جوستاف لوبون فى كتابه “حضارة العرب”: “إن التعاليم الأخلاقية التى جاء به القرآن الكريم هى صفوة الآداب العالية وخلاصة المبادىء الخلقية الكريمة، فقد حض على الصدقة والإحسان والكرم والعفة والاعتدال، ودعا إلى الاستمساك بالميثاق والوعد والوفاء بالذمة والعهد، وأمر بحب الجار وصلة الرحم وإيتاء ذى القربى ورعى الأرامل والقيام على اليتامى، ووصى فى عدة مواضع أن تقابل السيئة بالحسنة” .
جاء خاتم النبيين (ﷺ)، وأُرسل للناس كافة، فدعا إلى الإخاء والسلام، وحبب إلى الناس المودة والوئام، فكان مع خصومه مثلاً أعلى للإنسان الكامل .فعلينا أن نذكر هذا النبى الكريم فى يوم احتفالنا بميلاده ونستعرض حياته وسيرته مع أولادنا وأحفادنا، لنخرج بما ينفعنا، فكلها دروس وعظات نحن الآن فى أشد الحاجة إليها لتستقيم الأمور فى حياتنا.
“ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”.