بقلم/ د. أشرف رضوان
فى عصرنا هذا نري العجب في الفن وفي من يُطلق على نفسه “نمبر 1” (Number 1) كي ننسى زمن الفن الجميل الذي كان كل أبطاله بدون استثناء هم “فتيان الشاشة الأوائل”، ولازلنا نشاهدهم حتى الآن كبيرًا وصغيرًا، ولكن انقلب الزمن رأسًا على عقب لنشاهد “نمبر 1” عصره يرقص مؤخرًا في مهرجان الملابس الساخنة ويوزع القبلات والأحضان على الفنانات، ويرقص مع مضيفات الطائرة الخاصة، وتسبب فى القضاء على كابتن طيار توفى بحسرته بعد نشر صوره وهو يلتقط صورة سيلفي مع نفس الممثل المثير للجدل بأفعاله التى لا تعبر إلا عن عقدة نقص.
ومن ناحية أخرى نشاهد العجب في مهرجان الجونة السنوي الذي لا يُمت بصلة إلى الفن، ولكن نحتسبه مهرجانًا للعراة ومسابقة تتنافس فيها الفنانات على ارتداء الفساتين الأكثر إثارة بألوانها الزاهية وتتميز بوجود فتحات جريئة عند الساق ومكشوفة عند منطقة الصدر، وعندما يعبر المواطنين عن غضبهم لإثارة مشاعرهم، خاصة وأننا فى مجتمع شرقى ويرفض هذا العبث الأخلاقى، يطل علينا من يتهم المعارضين بالتخلف وكأن التقدم فى نظره هو مسايرة موجة العرى والتخلى عن الأخلاق والسلوكيات الأصيلة.
ومن المثير هو ظهور بعض المحامين الذين ينتظرون هذه المناسبة بين الحين والآخر من أجل تقديم بلاغات إلى النائب العام تتهم هؤلاء الفنانين بالانحراف الأخلاقي، وكأن مشكلات المجتمع أصبحت قاصرة على متابعة مهرجان الجونة وضيوفه من الفنانين والفنانات وما يرتدونه من ملابس لإثارة غرائز ومشاعر المواطنين.
وإذا نظرنا لواقع الحياة بعين المسئولية نجد من يستحق الاهتمام إعلاميًا وقضائيًا مثل متضررى النصب العقارى الذين يصرخون منذ سنوات ولا يسمعهم أحد، فلماذا لم تحاسب الدولة هؤلاء المرتزقة من مستثمرى النصب العقارى الذين يسرقون أموال الشعب ولم يهتم أو يمسهم أحد من المسئولين، ودون أن تحفظ لهم حقوقهم بشكل قانونى وتحميهم من نصابى الاستثمار العقاري، مما يعطي انطباع للمتضررين بأن الحكومة تستهين بمواطنيها البسطاء الذين وقعوا ضحية لنصب عقاري قضت على كل ما يملكون من أموال وأصبحت جيوبهم خالية وخاوية من المال وأوضاعهم المعيشية سيئة؟ ناهيك عن ارتفاع الأسعار، ألم تتساءل الحكومة يومًا عن سبب ابتعاد المستثمر الأجنبى عن العمل في سوق العقارات؟ لأنها لم توفر الأمان الذي يضمن له ذلك.