بوتين .. ونجلاء المنقوش
أيمن السيسي
ما مدى صعوبة أن تدافع أوكرانيا عن نفسها بعد أن بدأ الغزو الروسي؟ أولاً: في رأي بعض المحللين السياسيين والخبراء “الاستراتيجيين” الذين ناقشوا وقَدروا الموقف بكلمات من قبيل (ليعلم بوتين أن الحرب ليست نزهة) وغيرها .. أقول: وهل لا يعلم رئيس بحجم بوتين أن الحرب ليست نزهة! وأنها بالفعل حرب، وإلا فلماذا خُلقت الجيوش، وأُذكرهم بكلمات سمعتها من شباب مصري في مقتبل العمر ممن تقدموا إلى اختبارات الكلية الحربية بقولهم: “رايحين وعارفين أننا سنتشهد.
ثانيا :هل ما أعلنه بايدن ودول أوروبا عن عقوبات ستُلحق أضرارًا مدمرة بالاقتصاد الروسي؟ في تقديري لن تكون الأضرار فادحة وستعوضها روسيا من جهات أخرى سواء استراتيجية أو أمنية أو اقتصادية. فروسيا لا تزال موجودة في سوريا، وليبيا، واليمن، وبحر العرب، وإفريقيا الوسطى، ومالي، وتشاد، ولها شراكة مهمة مع إيران، وتكتيك استراتيجي مع كوريا، والصين، وأوروبا. فأمريكا لن تغامر لأن بوتين يهدد بجدية حتى ولو اتحد الجمهوريون مع حزب أوباما وبايدن، وإلى أن تتم التسوية الشاملة ستشتعل أماكن عدة وستتوجه الصين إلى تايوان وتقايض على ملفات كثيرة، وهو ما سيفعله بوتين بأوكرانيا التي تحالفت أمريكا وأوروبا على خداعها واستخدامها كمحاولة لإظهار قوة مصطنعة أو وهمية.
والسؤال: هل هذا العجز الجزئي الأوروبي-الأمريكي سيزلزل الإمبراطورية الأمريكية؟ بقى أن نتوقع اتساع رقعة اجتياح أوكرانيا، ولبوتين الحق في تقوية بلاده واستعادة أمجاد “السوفيت”. أما المضحك في الأمر أن اختنا الطيبة نجلاء المنقووش، وزيرة خارجية ليبيا فقد خرجت بتعليق سلبي على ما فعله بوتين قائلة: “الهجوم الروسي على أوكرانيا يُعد انتهاكًا للقانون الدولي ..”!.