أعيادنا جميعا ربيع
بقلم: سارة طالب السهيل
أخصائية في علم النفس التربوي
عيد الفصح أو عيد القيامة في المسيحية يرمز لآلام السيد المسيح وما لقيه من أذى قبل أن يرفعه الله إليه، وهو أيضا تذكار قيامة يسوع من بين الأموات حسب العهد الجديد واحتفالا بانتهاء فترة الصيام تقريبا مثل عيد الفطر الذي يعقب صيام شهر رمضان عند المسلمين.
إلا أن أسباب الصيام اختلفت قليلا، فالمسلمون يصومون رمضان لأنه كُتب وفُرض عليهم الصيام في هذا الشهر الكريم بأمر الله ونزل في القرآن الكريم، وأيضا لأن هذا الشهر له أفضلية لأنه الشهر الذي نزل به القرآن على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في ليلة القدر، حتى اليهود يصومون في هذه الفترة ولكن لأسباب مختلفه حيث اعتبر اليهود خروجهم من مصر برفقة نبي الله موسى عليه السلام عيد اسمه “بيتساح” ويعني في العبرية العبور أو الاجتياز، وهو واحد من ثلاثة أعياد يهودية وُردت في التوراة.
أما الصيام عند المسيحيين الذي تزامن مع صوم المسلمين وعيد الفصح اليهودي فله خصوصية مختلفة، فهو الصوم الكبير الذي يستمر عادة أربعين يوماً. كما ينتهي أسبوع الآلام، ويبدأ زمن القيامة المستمر في السنة الطقسية أربعين يوماً حتى عيد العنصرة.
والبعض يصوم 55 يوم يقومون بتقسيمها إلى ثمانية أسابيع، ويبدأ الأسبوع الأول يوم الأحد ويسمى بأحد الرفاع، والأسبوع الثاني أحد السامرية ثم المخلع ثم التناصير ثم انتهاء بأحد الشعانين، وأحد العيد سبت لعازر يشارف زمن الصوم الكبير على الانتهاء، على الرغم من أن الصوم يستمر لأسبوع آخر. بعد سبت لعازر يأتي أحد الشعانين – الأسبوع المقدس (أسبوع الآلام)- يكون هذا الأسبوع تمهيداً ليوم القيامة في هذا الأسبوع تتجلى آلام المسيح وكل أيام الأسبوع صلوات، قبل القيامة بثلاثة أيام.
أما عن كيفية الصيام فاختلفت حسب ما أشاهد من أصدقائي، فهناك من يصوم عن كل شيء حيواني تماما حتى الحليب والزبد وكل مشتقات الألبان وكل ما نتج عن الحيوان من طعام أو شراب، وهناك من يصوم عن الطعام لساعات محدده تقريبا مثل صيام المسلمين ومنهم من يصوم عن الأشياء التي يحبها ويشتهيها، هنالك من لا يأكل شيئا تضامنا مع آلام المسيح ويتناولون في سبت النور الذي بعده بيوم يكون عيد القيامة. والبعض يصوم الجمعة والأربعاء، وفي الأحد الأخير للصيام يعايد أتباع يسوع المسيح بعضهم بعضا بتأكيد العهد فيقولون المسيح قام .. حقا قام.
أما توقيت عيد الفصح المجيد يكون عادة الأحد الأول بعد اكتمال القمر في الربيع الأول – أي 21 مارس؛ وهو ما يدفع تاريخ الفصح بين 22 مارس و25 أبريل. أما الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني الذي هو التقويم الرومي الذي أقره يوليوس قيصر سنة ٤٦ ق.م.
أما التغيير في موعد الفصح فهو نتيجة عدم تصحيح حساب السنوات في القرن السادس عشر فأصبح بالتقويم الحالي هو 3 أبريل، هذا ما جعل موعد الفصح خلال القرن الحادي والعشرين بين 4 أبريل و8 مايو لمتّبعي التقويم الشرقي.
أما كلمة Easter فهي مأخوذة من إلهة الربيع لدى الأنجلوسكسونيين، أوستر أو أوستارا (Eostre)، والتي كانوا يحتفلون بها لأنها نجت من فصل الشتاء القاسي.
كما أن بالعبرية (فيساح) فمعناها الفصح.
كما أن هناك أكثر من ديانه تحتفل بطقوس متشابهة قليلا في فصل الربيع وخاصة في عادة سلق البيض وتلوينه مثل عيد اليهود، وعيد الفصح المسيحي، وعيد الأربعاء الأحمر عند اليزيديين، وعند قدماء المصريين “الفراعنة”، وشم النسيم الذي اعتبر فيه المصريين البيض رمزا للولادة والخصب واستمرار الحياة بعيد الربيع، وكانوا يتهادون البيض حتى وصل بهم الأمر إلى دفن البيض في قبور موتاهم، وفعل الإغريق والرومان كذلك إيمانا منهم بالأسطورة التي تقول – إن الحياة تأتي من البيضة.
أما المسيحيين فبدأوا بهذا الاحتفال منذ عام 325م، إلا أنه يقال إن تبادل البيض الملون عادة بدأت حديثا في القرن التاسع عشر حيث بدءوا بتبادل البيض الملون بأوراق ذهبية، مُحيين بذلك عادة قديمة.
الأرنب هو أحد أبطال عيد الفصح المجيد، فهو الذي يحمل سلال الحلويات والهدايا للأطفال في العيد. ورمزية الأرنب لم تأتي عبثا، فالأرنب هو رمز الخصوبة المرتبطة بالربيع والعطاء والوفرة، كما أن الأرنب أيضاً رمز قديم للقمر، وتاريخ عيد الفصح يعتمد على القمر. قد يكون هذا أحد أسباب وجود الأرانب في احتفالات عيد الفصح.
ويقولون أيضا إن هناك أسطورة أنجلوسكسونية عن الإلهة أوستري التي كانت الإلهة تلاعب مجموعة من الأطفال وتضحكهم فحوَّلت طائرها الأليف إلى أرنب، وأعطته القدرة على وضع بيض ملون، ثم أعطت أوستري البيض للأطفال.