_ من الضروري والمهم بناء قواعد حضارة جديدة لجمهورية جديدة أساسها العلم والابتكار والإبداع, لابد وأن نكون مدركين لما قامت به مصر من جهود على المستويين الوطني والدولي في قضية التغيرات المناخية، وخطواتها السريعة لتحديد مساهمتها في العمل المناخي، ودمج بعد تغير المناخ ليصبح أحد ركائز التخطيط الاستراتيجي فيها، وكذلك المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حالياً، والتي توجت باختيار مصر لتنظيم قمة المناخ “كوب 27″، إلا أننا مازلنا مطالبين كمصريين على المستوى الشخصي والمجتمعي بالكثير من الالتزامات السلوكية والتعهدات البيئية والمناخية التي ترسخ مفهوم أن لا حياة بدون بيئة ومناخ مستدامين.
لك تاريخي طويل في العمل البيئي التطوعي .. إحكي لنا نبذة عنه؟
_ بدأ اهتمامي بالبيئة منذ أن كنت طالبا فى كلية الطب بجامعة القاهرة، وأسست مع زملائي المكتب العربى للشباب والتنمية عام 1978، برعاية الدكتور محمد القصاص من داخل أروقة مؤسسة الأهرام التي ساعدتنا لسنوات لاحتضان فكرة الجمعية وتنفيذ أهدافها، من خلال التثقيف البيئى للشباب بخمس محافظات وقتها، نتج عن هذا العمل إنشاء بعض الزملاء في المكتب العربي لجهاز شئون البيئة، وإدارات حماية البيئة بالمحافظات، وتحضير مسودة قانون البيئة، حيث سبقنا بحلمنا وفكرتنا الدولة في الاهتمام بمجال البيئية.
وكنا في المكتب العربي للشباب والبيئة لنا رؤية مستقبلية حيث أقمنا أول نشاط عن آثار التغيرات المناخية عام 1990، حيث تم اتهامنا وقتها بأننا مجموعة من المجانين ونتكلم عن خزعبلات لن تحدث، وها هنا الآن أصبحت قضية تغيرات المناخ حديث العالم كله وشغله الشاغل.
صف لنا من خلال خبرتك في المجال دور المجتمع المدني في حل قضايا البيئية والتنمية وعلي رأسهم تغير المناخ؟
_ دور المجتمع المدنى حاليا إزاء مواجهات آثار التغيرات المناخية، دور أساسي لا غنى عنه بل قد يكون عادا سابق لدور الدولة لأنه يعمل برؤية مستقبلية وحلم وطموح لإنشاء بيئة أفضل. ولهذا، فإن دورها الآن مهم جدا في زيادة الوعى بين المواطنين للاهتمام بقضايا المناخ بشكل يجعله قادرا على مواجهة التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها، ومن المهم أن يدرك المسئول أهمية دور المجتمع المدنى حتى تتكامل الأدوار.