الحوار الوطني ليس مجرد تبادل كلمات ولابد أن يصل لمخرجات
بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان
إنها دعوة كريمة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للحوار الوطنى يوم 26 أبريل الماضي، خلال حفل إفطار الأسرة وقد استجاب الشعب بجميع طوائفه لحضور هذا الحوار وجاءت فى التوقيت المناسب لتكملة البناء بعد أن أصبحت الدولة المصرية مستقرة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، وسوف يتاح للجميع التحدث بطلاقة ويستمع بعضنا بعضا بعيدا عن الانعزاليةوالسلبية ولا بد من وضع معايير علينا جميعا أن نلتزم بها، وأعتقد أن الجميع أجدر الناس فى إثراءالمجتمع بمفاهيم القيم الأخلاقية والمواقف السلوكية والقدوة الحسنة وأهمها الصدق والأمانة فى الحديث وتقبل الآخر والنقد البناء وآداب الاستماع.
الهدف الذى نسعى إليه هو أن نخرج من هذا الحوار بنتائج تعود على وطننا بالنفع فى كافة الموضوعات التى يتم التحدث عنها ويتفق الجميع عليها ومنها النواحى السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وسيحدث اختلاف بين المتحدثين، وهذا وارد والمهم الشخص الذى يتكلم فى موضوع ما يجب عليه دراسته جيدا ويجد الحلول لها إذا كانت مشكلة عند نهاية العرض ويسمع آراء الآخرين. والمطلوب من الطرفين صدق الحديث وصدق القصد والتواضع والثقة بالنفس والاطمئنان.
أما الإغلاظ فى القول للآخرين، وسوء الأدب، وفرض الرأى الخاطىء بالقوة عن طريق رفع الصوت فى شىء من الحدة والغلظة غير المبررة والمفروض هؤلاء قدوة للشبلب الذين يتابعون هذا الحوار ولهذا أوصى الجميع باللين والسماحة مع الآخرين عند التحدث وإبداء الرأى وتعظيم كلام الله، بتطبيقه قال تعالى (وأغضض من صوتك) لقمان 19.
فإذا كان الأمر من الحق تبارك وتعالى فلابد أن يذعن العبد ويخشع لله سبحانه وتعالى ويستجيب. ولهذا علينا أن نتمسك بأدب الحوار، فالأجيال الحالية هى نبت الماضى والأجيال اللاحقة هى غرس الحاضر والأمم القوية قوية بأبنائها الأصحاء الأسوياء ومن دون ذلك. فلا حديث يليق بتقدم الوطن ورفع شأنه ولا من الأحلام الوردية للغد المشرق إن شاء الله.
وعلينا أن نرجع للتاريخ وندرك أن الحوار الوطنى لم يكن وليد اليوم فقد تحقق قبل ذلك ومع الأسف غابت الحقيقة عن البعض وهو يتعمد لغرض فى نفسه وهو غير مقبول وأذكرهم بأن الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله دعا إلى عقد حوار وطنى وتم ذلك فى 21 مايو عام 1962 فى القاعة الكبرى بجامعة القاهرة وحضرت هذا المؤتمر وتحدث الرئيس عن الوضع الذى مضى وشرح بالتفصيل كافة الخطوات والطريق للوصول إلى تحقيق أهداف المرحلة ودور قوى الشعب العاملة لتحقيق تلك المرحلة الجديدة فى ذلك الوقت وكان فى مقدمتها الديمقراطية السياسية والاجتماعية. وهكذا نجد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى دعوة نبيلة هدفها تثبيت أركان الجمهورية الجديدة وسوف تتاح الفرصة لكل فرد أن يعمل عل إعادة تشكيل الحياة داخل المجتمع الجديد وبشعور الجميع أنهم أبناء الوطن الواحد ويتسع للجميع إلا من تلوثت أيديهم بالدماء ومارسوا إرهابا أو عنفا.