كامل الكعبي يكتب: نَبعٌ يتفجّرُ بِقاعي !!
مَرّتِ الذكرى فَسَرَتْ في جوفي نارُ الغليلِ تلهبُ مشاعرَ الحُبِّ فتعرجُ الروحُ للسفر إلىٰ عالمكَ الفسيحِ حيثُ ترقدُ في كنفكَ آلافُ الحكاياتِ من ألمٍ وحبورٍ عوالمُ من التفرّدِ النفيسِ لا تحدّها جغرافيا ولا يحتويها زمانٌ أحطّ رحالي في محرابِ عشقكَ لأُصلّي صلاةَ الوالهينَ أفيضُ في طقوسِ التَلاشي حَدّ المماتِ ثمَّ أحيى مخضرّ الجنابِ..
حينَ لمحتْ سفائنُكَ شواطِئي المعشوشبةِ كأنّ الرُبى شعلةٌ والمرايا حقولٌ شاهدّتُ طيفَكَ يومِئُ لي باللقاءِ علىٰ ساحلِ الغيمِ في واحةٍ مخمليّةٍ وحينَ انتشيتُ علمتُ بأنّي سكرتُ بلَحْظكَ كسكرةِ الدراويش حينَ تعانقُ أرواحَهُم النجومُ وتزفّهُم إلى فراديسِ الشموسِ علىٰ جناحِ حمامةٍ تبرقُ والمدى لحنُ اشتهاء ..
من عطشِ الروحِ ومن ظمأِ الكلماتِ الغرقى بالصمتِ خُذْ من القلبِ المتيّمِ هذا النداءَ الحزينَ : يا مَنْ كنتَ صوتاً تفجّرَ نبعاً من عمقِ الزمنِ لكَ السقاءُ الأدومُ في أرضٍ كُلّ معابرِها ريحٌ تطوفُ بخيالٍ يملكُ سِرّ أنينِ النايات.