التعليم .. ومعاناة أولياء الأمور
بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادى سابقًا
صدر قرار لوزارة التربية والتعليم خاص بتقنين الدروس الخصوصية فى السناتر المنتشرة فى أنحاء الجمهورية ووجد معارضة شديدة من أولياء الأمور ومما يثير الدهشة أن الوزارة فى عهد الوزير السابق كان يحارب الدروس الخصوصية، وكان الوزير الحالى يشغل فى عهده نائبا له وتم إغلاق الكثير من السناتر بالتعاون مع المحافظين وبصورة غير لائقة وتغير الوضع حاليا كما وضح ذلك. لكن هذا القرار له سلبيات كثيرة ستظهر على مدى الأيام ومن أهمها:
1 -تزيد من معاناة الأسرة وتثقل كاهلها وتسبب لها الكثير من الهموم لأنه سيتم فرض ضرائب على الستاتر مما يدفعها إلى زيادة رسوم الحصة وستئن الأسر تحت وطأة الالتزمات المالية المتزايدة وخاصة بعد الحرب الروسية-الأوكارنية مما أدى إلى التضخم وارتفاع الأسعار وسيظل الوضع فترة كبيرة .
2 – تقليص دور المدارس التعليمى والتربوى ومع الوقت ستصبح المدارس خاوية من الطلاب ويفضلون السناتر مع أن المدارس لها دور كبيرفى بناء شخصية الطالب وفى استثمار للقوى البشرية التى هى أغلى أنواع الاستثمارات .
3 -سيأتى الوقت الذى لايذهب الطالب للمدرسة وبذلك أصبح الطالب لا يستفيد من دورها الذى يتمثل فى بناء شخصيته حيث يستطيع من خلال انتظامه بالمدرسة ينمى قدراته مستمتعا بالتعليم ويتواصل مع الآخرين بفاعلية ونشاط ويعتز بهويته وثقافة وطنه ويحترم القواعد والقيم الأخلاقية داخل المدرسة وخارجها وكل ذلك يفتقده الطالب عندما يلتحق بالسناتر .
4 – تحقيق الغايات النبيلة فى النشىء الذى يحيا اليوم محتاجا إلى اليد الحانية التى توجهها الوجهة الصالحة حتى يشب مواطنا صالحا عارفا بقيمه وتقاليد بلده وهذا لا يجده إلافى المدارس .
5 – هذا الوضع إذا تحقق سوف يؤدى إلى كسل الطلاب وعدم الرغبة والميل إلى العمل وأداء الواجب والإعراض عن بذل أى مجهود وعدم اهتمامه بالمدرسة ومافيها من ألوان النشاط العلمى والاجتماعى ويفتقد روح التنافس كل ذلك لايجدها إلا فى المدرسة .
6 -الطالب الذى لا يواظب على الحضور للمدرسة ويلجأ إلى السناتر لا يجد أدوار المعلم والتى تتمثل فى الآتى :
أ – لا يجد المعلم المهتم بنقل قيم المجتمع المختلفة والسلوكيات السليمة ، والمهتم بمشكلات الطلاب.
ب – دوره فى تفعيل النشاط المدرسى وكرائد اجتماعى وتربوى .
ج – دوره فى إكساب التلاميذ المهارات الاجتماعية والحياتية .
د -دوره فى إشباع الحاجات النفسية للتلاميذ .
لذا نجد أن أدوار المعلم فى المدرسة تتداخل مع بعضها وأن هذه الأدوار تشتمل على التزمات وواجبات على المعلم أن يقوم بها – وإذا قام بهذه الأدوار خير قيام – الأمر الذى يؤدى إلى إكساب التلاميذ النواحى المعرفية والمهارية والوجدانية بسهولة ويسر وأن تؤدى المدرسة فعلا الوظيفة التربوية والتعليمية وأن تكون مركز إشعاع للمجتمع تساهم فى إكساب تلاميذها الأهداف المرغوبة وكل ذلك يفتقده الطالب عندما يترك المدرسة ويفضل السنتر ومع الأسف الشديد ونحن فى أول العام الدراسى سألت مجموعة من الطلاب فى الحى الذى أسكن فيه عن حضور الطلاب للمدارس فعلمت منهم أن طلاب الصف الثالث الثانوى والثالث الإعدادى لايذهبون للمدارس والسؤال الذى نطرحه ماأسباب ذلك ونحاول أن نبينه فى الآتى:
ا -كسل بعض المدرسين فى الأداء داخل الفصل مما يؤدى إلى التحاقهم بالسناتر .
2 -بعض المدرسين يشجعون الطلاب للالتحاق بالسناتر والطلاب أنفسهم يشجعون الآخرين .
3 – بعض المدارس لا يجد الطلاب فيها أى اهتمام للانشطة تجذب الطلاب إليها .
4 – يلجأ بعض المدرسين إلى الوسائل الرخيصة كالتحفيظ الآلى والملخصات كى ينجح الطلاب بغير استفادة عما درسوه فالمعلم الذى يقتصر عمله على تدريب الطلاب للامتحان وتحسس أنواع الأسئلة يرتكب أشنع جرم فى حق هذا الجيل.
ونلخص الجهود التى يجب على وزارة التربية والتعليم القيام بها وبالتعاون مع أولياء الأمور والمؤسسات والمنظمات المختلفة فى المجتمع لكى نساعد على رفع مستوى المدارس تعليميا وتربويا ولكى نحقق الهدف من انتظام الطلاب وعدم الغياب :
1 -زيادة راتب المدرس أولا ولكى يستطيع أن يواجه الحياة بصورة تشعره بالكرامة والاحترام والتقدير .
2 – تجنيد كافة أجهزة المتابعة فى الادارة التعليمية وانتشارها فى المدارس صباحا ومساء للقضاء على مايظهر من سلبيات وتوقيع الجزاء عل المقصرين وابعادهم عن مواقعهم .
3 – الاتجاه نحو بناء المدارس نظرا لوجود عجز كبير يجب أن يتم سده على سنوات قريبة لكى نقضى على زيادة كثافة الفصول فالمطلوب بناء 60 ألف فصل كل سنة .
4 – استكمال ما تنقصه المدارس من أجهزة ومعامل تساعد على استفادة الطلاب .
5 – تزويد المدارس بالمقاعد وخاصة فى المدارس الموجودة بالقرى فى المحافظات المختلفة .
6 – إشراك مدير المدرسة ومدرس أول المادة فى المتابعة المباشرة خاصة فى إعداد الدروس والإستفادة من الأجهزة المختلفة والـتأكد من وجودها ولامانع من وجود مديرين أحدهما للعمل الفنى و الآخر للعمل الاداري .
7 – تقرير مكافأة للسادة الموجهين ليتمكنوا من قيامهم بالعمل على أكمل وجه وأن يقوم الموجه بتقديم تقرير يومى عن زيارته يشمل الجوانب الفنية للمادة وإلى جانبه ملاحظاته الادارية وحتى تؤتى المتابعة ثمارها لابد من تكرار الزيارة للتأكد من إزالة نواحى القصور التى لم يتم إزالتها أثناء الزيارة الأولى .
وإذا تم تقنين السناتر وترخيصها وأصبحت تحت إشراف التربية والتعليم لابد من المتابعة عن طريق موجهى المواد المختلفة فى الادارات المختلفة وهل أعدادهم تسمح بذلك وخاصة أن الموجه مثقل بتوجيه مدارس الادارة الموجود فيها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى معظم السناتر لا توجد فى مكان واحد فهى تنتقل إلى أماكن كثيرة مما يكون عبئا على الموجه الفنى والموجه المالى .
وأخيرا، يجب أن يكون الهدف هو تربية جيل يحافظ على وطنه ويعمل بإخلاص من أجل رفعته وتقدمه.