دور الشباب الجامعي في الحد من آثار التغيرات المناخية
د. رانــدا ابـراهيــم
– أستاذ زائر بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجية
– أستاذ زائر بالاكاديمية العربية للعلوم المصرفية والإدارية
لماذا دور الشباب الجامعي مهم وفعال في الحد من آثار التغيرات المناخية؟
إن أهمية الحفاظ على البيئة من خلال حزمة من المشروعات والبرامج المختلفة بالتعاون مع المؤسسات المعنية بالتغيرات المناخية والتحول للأخضر، وشركاء التنمية الدوليين في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في إطار دور الجامعات في رفع الوعي للطالب الجامعي، وتزامنًا مع استضافة مصر للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ بشرم الشيخ نوفمبر 2022.
إن نهج توعية النشء والشباب بالتغيرات المناخية له أهمية كبرى في تنظيم أنشطة تفاعلية مختلفة خلال الفترة الحالية والتي تشمل بناء القدرات، وحوار الشباب، والمسابقات، والعروض المسرحية، ومعسكرات التدريبية، بالإضافة إلى حملات التوعية عن تغير المناخ. ويجب أن تأتي في إطار حرص مصر على تمكين النشء والشباب وقيامهم بدور فعال ضمن الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ.
وعلى الصعيد العالمي، يواجه الأطفال تحديات مرتبطة بتغير المناخ والبيئة الطبيعية. فبعض الأطفال هم أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من غيرهم، ويعتمد ذلك إلى حد كبير على توافر الخدمات الأساسية للأطفال واستدامتها، مثل المياه، والصرف الصحي، والرعاية الصحية، والتغذية، والتعليم.
والجامعات لها دور محوري مهم خلال تلك الفترة، بهدف زيادة وعي الشباب الجامعي بالمخاطر التي تؤثر على البيئة، وقيامهم بدور توعوي وتنويري للمجتمع مع إبداء الآراء والمقترحات، والبحث عن الحلول كمساهمة فاعلة لمشكلة عالمية تؤثر على الجميع ، خاصة خلال الفترة القادمة.
إن مصر تستضيف الدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ والذي يأتي انعكاسًا للدور المحوري لمصر إقليميًا ودوليًا لمجابهة ظاهرة التغير المناخي والتكيف مع آثارها.
إن تبعات الثورة الصناعية والسلوكيات الخاطئة للبشر، أدت لارتفاع درجة حرارة الأرض، ونتج عن ذلك تغير بدرجات الحرارة عالميًّا وصلت لمعدلات غير مسبوقة أدت بدورها إلى تحرك دول العالم لاتخاذ إجراءات للحد من هذه الظاهرة. ويجب أن تكون لقاءات التوعية موجهة للشباب الجامعي، والدور المنوط به كل طالب للحد من التغيرات المناخية.
إن ظاهرة تغير المناخ تحدث نتيجة اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة والرياح، التي تميز كل منطقة جغرافية على سطح الأرض، ويؤدي هذا الاختلال فى الظروف المناخية على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الطبيعة. كما أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى تغير في أنواع الطقس، بالإضافة إلى حدوث عدة أحداث مناخية تؤدي إلى عواقب بيئيـة واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير، لا يمكن توقعها أو السيطرة عليها.
إن ما يحدث يُعد ثورة من الطبيعة على السلوكيات البشرية الخاطئة، التي زادت من الانبعاثات الكربونية، وأدت بدورها إلى زيادة حرارة الأرض، وذوبان القطبين، مما يؤدي لارتفاع مستوى أسطح البحار والمحيطات والتأثير السلبي على مخزون المياه الجوفية القريبة من السواحل وجودة الأراضي وتأثيرها على توقيتات الدورات الزراعية، مما سيترتب عليه حدوث تغيير فى أنظمة إنتاج المحاصيل، كما لها تأثير على الصحة العامة، وانتقال الأمراض الوبائية انتشار المجاعات.
وفي مواجهة هذه التحديات، تسعى الدولة من خلالها إلى خفض الانبعاثات وتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة، والتوعية البيئية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، منها ترشيد الاستهلاك للطاقة والماء، وتقليل إنتاج المخلفات، وزيادة المسطحات الخضراء. كما أن استراتيجية الدولة تعمل على ضمان استدامة الأمن الغذائي، وتطوير البنية التحتية، وتطوير منظومة الري، وتطبيق التحول الرقمي، والشمول المالي في القطاع الزراعي، والذي يسهم بـ ١٥٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتحقيق تنمية شاملة تعيد بناء الدولة المصرية.