من نفحات شهر رمضان المبارك
بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادى سابقًا
شرع الله عز وجل العديد من العبادات من صلاة وصوم وغيرها لتقرّبنا منه ولننال جزيل الأجر والثواب منه جل وعلا، ونكسب محبته ورضاه، وكل عبادة يقوم بها المسلم لها منزلة خاصة ولها أجرها وثوابها عنده سبحانه وتعالى، ومن العبادات التى شرعها الله عز وجل لعباده هى عبادة الصوم .
ما الصيام؟
يُعرف الصوم بأنه الإمساك عن جميع المفطرات من طعام وشراب، وجماع منذ طلوع الشمس وحتى مغيبها، طاعة وامتثالا لأوامره جل وعلا، وهو من العبادات العظيمة التى خصها الله عز وجل. فالصيام هو ذلك السر الذى يكون فقط بين العبد وربه، فلا أحد يعلم ما فى قلب الصائم، ولا يعلم نواياه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
وفى هذا الشهر المبارك شهر رمضان تفتح أبواب الرحمة وتُسلسل أو تُصفد الشياطين.
عن أبى هريرة رضى الله عنه: أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين).. رواه البخارى ومسلم .
وصيام رمضان فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب، عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى (ص) قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر غُفر له ما تقدم من ذنبه).. رواه الشيخان وأبو داود والنسائي.
وللصائمين باب مخصوص يدخلون منه الجنة يسمى “الريان”: عن سهل بن سعد رضى الله عنه، عن النبى عليه الصلاة والسلام قال: (إن فى الجنة بابا يقال له الرّيان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، قال أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه غيرهم ،فإذا دخلوا أُغلق الباب فلم يدخل منه أحد غيرهم) .. رواه البخاري.
والصيام مع القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (الصوم والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة).
ومن أعظم وأجل نعم شهر رمضان ليلة القدر، ففي هذا الشهر المبارك أنزل الله القرآن الكريم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ويقول الله سبحانه وتعالى: “إنا أنزلناه فى ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر).
وحتى ينال العبد العطاءات والنفحات السابقة فإن عليه أن يلتزم بعدة أمور، فمنح الله عز وجل فى رمضان تعطى لمن يستحقها، لذا فعلى المسلم:
1 -الالتزام بأركان الصيام.
2- تجنب ما يبطل الصيام.
3 -الإكثار من قراءة القرآن الكريم والصدقات واجتناب المحرمات والبعد عن النميمة والغيبة ومجالس الشر واللهو.
4 – الإكثار من ذكر الله والدعاء.
5 – المحافظة على صلاة التراويح.
6 – إخراج زكاة الفطر .
وعلى المسلم الحقيقى أن ينتهز الفرصة ويجدد التوبة إلى الله سبحانه وتعالى فقد لا يدرك شهر رمضان مرة أخرى.
وهكذا نجد أن الصيام سبب لمغفرة الله عز وجلل لذنوب عباده وسبب لاستجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء ويعزز الصلة بين الصائم وربه جل وعلا فهو يبعث على الخشوع والخضوع والامتثال لأوامره سبحانه وتعالى.