عاش مركز رعاية طفل العباسية التابع لمنطقة الوايلى الطبية تجربة صعبة ولا يزال يعيشها حتى الآن . تبدأ الحكاية عندما حاولت أشخاص من الذين يغتصبون المراكز الطبية المؤجرة فى وزارة الصحة الاستيلاء عليه مثلما فعلوا بعيادة الجلدية ومستوصف الصدر من قبل مستغلين فى ذلك ضعف إدارة المنطقة الطبية آنذاك وتسهيل عملية الاستيلاء لهم بالتنازل عن مستوصف الصدر وعيادة الجلدية دون أى مقاومة لكى يبدأ هؤلاء الأشخاص فى طرد العاملين بهما وهدم العقارين لبناء أبراج تتربح من خلالهما الملايين دون النظر لمستقبل المرضى البسطاء الذين كانوا يترددون على هذه المراكز الطبية لتلقى العلاج بالمجان .
بالإضافة إلى تشريد العاملين بهذه المراكز وإعادة توزيعهم مرة أخرى فى أماكن متفرقة بعيدة عن سكنهم . ولما وجدت هذه الفئة من الأشخاص سهولة فى التخلى عن هذه المراكز جاء الدور على مركز رعاية طفل العباسية والذى تبلغ مساحته ما يقرب من ٦٠٠ متر مربع ويخدم شريحة عريضة من المواطنين فى تخصصات طبية مختلفة ما بين الباطنة والأطفال وتنظيم الاسرة والنساء والسونار والأسنان ومعمل التحاليل وصيدلية لصرف الدواء بالمجان وأيضا جميع المبادرات الرئاسية بالمجان .
إلا أن الإدارة فى ذلك الوقت بعد تغييرها رفضت تسليم المركز على الرغم من حصول الورثة على حكم قضائى بالطرد وبدأ مشوار طويل لهذا المركز فى تطويره وإضافة خدمات جديدة مثل العلاج الطبيعى وعيادة ومعمل تركيبات أسنان ثابتة ومتحركة بالتبرعات دون تحميل أية أعباء مالية على وزارة الصحة الأمر الذى أدى إلى حصول هذا المركز الثانى على مستوى القاهرة من ضمن أكبر عشرة مراكز طبية لأفضل أداء.
ومن ناحية أخرى استمرت جهود الإدارة للإبقاء على المركز وعدم تسليمه وقد تقدموا بطلب لنزع الملكية للمنفعة العامة مع تعويض الورثة طبقا للقانون رقم ١٠ لسنة ١٩٩٠ ولا تزال الإجراءات فى مسارها الصحيح . ولن ننسى الدور الوطنى الذى يقوم به كل من ساهم فى رفع كفاءة المركز خاصة فى هذه الظروف العصيبة وعلى رأس هؤلاء شركة طيبة للتطوير العقارى صاحبة مشروعات لافيستا التى ساهمت فى تطوير المركز بتركيب بلاط وسيراميك ودهانات بالإضافة إلى المساهمة بالتبرع ببعض الأجهزة الطبية منها ٤ وحدات أسنان كاملة و٦ أجهزة لافتتاح معمل البورسلين والذى سوف يكون نقلة كبيرة فى تاريخ المركز لأنه المركز الوحيد الذى سيقدم خدمة التركيبات بنوعيها الثابت والمتحرك .
وقد تبرعت شركة لافيستا أيضا بجهازين لعيادة العلاج الطبيعى من قبل وأيضا بمكيفات لمكتب صحة العباسية التابع لمنطقة الوايلى الطبية . لذلك .. دائما نقول أن مصر بخير بأبنائها الشرفاء الوطنيين، فقد قدم أصحاب هذه الشركة نموذجا يمثل فخرا لكل مصرى غيور على بلده حريص على مصلحة أبناء هذا الوطن .
عاشت مصر بابناءها الشرفاء .