في الذكري الـ80 لتأسيس الجامعة العربية .. دعوة لمواصلة المسيرة التي أطلق شعلتها الآباء والأجداد

في الذكري الـ80 لتأسيس الجامعة العربية .. دعوة لمواصلة المسيرة التي أطلق شعلتها الآباء والأجداد

      بقلم- ربيع شاهين

بعد مضي ثمانية عقود على تأسيس جامعة الدول العربية بالتمام والكمال “١٩٤٥- ٢٠٢٥” لا يزال يحلو للبعض عن جهل أو عمد سن سكاكينه ضدها للتخلص منها بدعوي فشلها .. وكأن لديها قوة مسلحة تنوب بها عن الدول الأعضاء، خاصة في شأن القضايا والمشكلات الملتهبة مثل القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا ولبنان واليمن والسودان العراق.

 

ولا ينبغي توجيه أي لوم للجامعة العربية ويعلم كل ذي عقل رشيد دور البعض «العمدي» في إضعافها وتعجيزها عن النهوض بمهمتها تجاه أمتها العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وماليا.

 

وبالبحث عن مدي التزام هذه الدول بدفع حصصها بميزانية الجامعة يكشف نظرتها إليها وأسلوب تعاملها معها.. أما الدور السياسي للجامعة فحدث ولا حرج والذي يصدق عليهم مقولة الشاعر “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي”.

 

ومضت أيام كان من حق أي دولة لو صغيرة فى تعدادها تستطيع أن تعرقل قرارات الجامعة “بالفيتو وضرورة توافر الأغلبية” حتي تم تعديل هذا النظام إلي التوافق.

 

وكم عشنا وعايشنا وشاهدنا اجتماعات كان لا يحضرها نصف القادة أو وزراء الخارجية .. وكان في أحسن الأحوال أن بعض وزراء الخارجية يحضرون الجلسة الافتتاحية ومحركات طائراتهم لم تتوقف في مطار القاهرة بانتظار المغادرة بعدها مباشرة.

أكثر من ذلك مضت سنوات طويلة كان نادرا ما يبيت بعض وزراء الخارجية في القاهرة، أو أن تشهد الجامعة عقد جلسة ثانية أو يوم ثاني وكانت مشروعات القرارات يتم سلقها وتجهيزها ولا تغير من الأمر والواقع شيئا.

أما أعضاء جهاز الأمانة العامة فحدث ولا حرج، إذ كانت الدول تصدر إليها موظفين من أبنائها، إما تكريما لبعضهم “يعني مسنودون ومن ذوي الحظوة بدولهم”..دون اعتبار للكفاءة، ما انعكس على أداء جهاز الأمانة العامة لعقود طويلة.

 

والحق يقال والذي يعلمه الجميع ولا ينكره إلا جاحد أو حاقد أو كاره أن رجلا سيذكره التاريخ أحدث ثورة في أداء الجامعة العربية سواء دورها السياسي أو إعادة هيكلة جهاز الأمانة العامة بمعني إعادة تدوير وإنتاج موظفيها وإكسابهم الخبرات ومنحهم الدور والثقة للاضطلاع بمهام كبيرة حتى باتت تنافس كل المنظمات الإقليمية وهو الأمر الذي ذكره عمرو موسي صراحة للدكتور نبيل العربي رحمه الله خلال مراسم تسليمه مقاليد قيادة الجامعة خلفا له وقال له نصا:

“أسلمك اليوم الجامعة وهي تضم نخبة من خيرة موظفيها على أعلى مستوى تنافس بهم كل المنظمات الإقليمية والدولية بما اكتسبوه من خبرات”.

 

وأخيرا، فإنه من أسف أن كثيرا من الاتفاقيات التي أنجزتها الجامعة في نواح كثيرة اقتصادية واجتماعية يصر البعض على عرقلتها .. ووضع المعوقات أمامها وإعلاء مصلحته الوطنية على المصالح القومية .. خذ مثلا اتفاقية التجارة الحرة والسوق المشتركة وحتي اتفاقية تحرير الخدمات وقواعد المنشأ ..ماذا جرى فيها بعد هذه العقود؟

وبمناسبة دور عمرو موسي أحيلكم إلى أعظم شهادة للراحل الكبير الأستاذ سلامة أحمد سلامة يرحمه الله في اليوم التالي لسقوط بغداد وغزو العراق، وماذا قال في مقاله المنشور بعموده في الأهرام عن كيفية تعطيل الجامعة بقيادة أمينها العام لخطة غزو العراق لأكثر من عام وإصرارها على أن يكون أي قرار في شأن الاتهام الأمريكي الكاذب بحيازة أسلحة كيماوية تحت مظلة الأمم المتحدة ولما فشلت الإدارة الأمريكية المتربصة لم يكن أمامها إلا اتخاذ قرار منفرد بتنفيذ المؤامرة تحت مظلة الناتو وفبركة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن امتلاك العراق تلك الأسلحة.

 

أيها السادة تاريخ ودور الجامعة يتعين أن تعرفه الأجيال، خاصة ممن يتطاولون عليها، ويتربصون بها ويصرون على اعتبارها الشماعة التي يلقون عليها بمسئولية الفشل أو العجز العربي ولا يتجرأون عن ذكر مسئولية الأنظمة القائمة منذ نشأة الجامعة وحتي اليوم.

Comments (0)
Add Comment