إعمار غزة.. فى ختام الدورة 116 للمجلس الاقتصادي بجامعة الدول العربية

كتبت- د. شاهيناز العقباوى

 

أختُتمت الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الـ116 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بمقر جامعة الدول العربية، وذلك بمشاركة واسعة من الوزراء وممثلي الدول الأعضاء، و أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
شهدت الجلسة نقاشات معمقة حول أبرز القضايا التي تشغل المنطقة، وفي مقدمتها الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة. حيث وصف الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، ما يجري هناك بأنه “إحدى أكثر الحروب شراسة في التاريخ الحديث”، مؤكدًا أن معاناة الشعب الفلسطيني تستدعي تحركًا عربيًا جماعيًا وفعالًا.

 

وشدد أحمد أبو الغيط على أهمية توحيد الصف العربي لدعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل، والعمل على إعادة إعمار غزة وبقية الأراضي الفلسطينية التي تعرضت لدمار واسع. وأوضح أن الإمكانات الاقتصادية للعالم العربي قادرة على توفير مساهمات أكبر بكثير مما يُقدَّم حاليًا، مؤكدًا أن هذا الملف يجب أن يكون في صدارة أولويات العمل العربي المشترك.

 

كما دعا أحمد أبو الغيط إلى تأسيس منصة عربية متكاملة لتبادل الخبرات في مجال إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن العديد من الدول العربية، بخلاف فلسطين، تمر بظروف مشابهة نتيجة الحروب والصراعات، وهو ما يفرض الحاجة إلى آليات عملية للتعاون والدعم المتبادل.

 

من جانب آخر، ناقشت الجلسة خطة التنمية المستدامة 2030، حيث أبدى أحمد أبو الغيط قلقه من أن التوترات والصراعات الإقليمية المتزايدة قد قلصت من الوقت المتاح أمام الدول العربية لتنفيذ الأهداف الطموحة للخطة. وأكد أن استمرار الأزمات السياسية والأمنية يعطل مسيرة التنمية، ويؤثر بشكل مباشر على فرص تحسين معيشة المواطن العربي.

 

وطالب أحمد أبو الغيط بضرورة تضافر الجهود بين الحكومات والهيئات الاقتصادية، إضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، من أجل تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع التنموية وتحقيق نتائج ملموسة، بما يتماشى مع تطلعات الشعوب العربية.

 

المناقشات التي شهدتها الدورة الـ116 أبرزت الحاجة الملحة لتعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية، وفي مقدمتها أزمة غزة، مؤكدًا المشاركون أن القضايا المشتركة تتطلب تحركًا سريعًا يوازن بين العمل الإغاثي العاجل وبين التخطيط لمستقبل مستدام.

 

كما طالب الوزراء وممثلو الدول على أهمية توسيع نطاق التعاون في مجالات البنية التحتية، الطاقة، والتعليم، من أجل بناء قاعدة اقتصادية قوية تساعد على مواجهة الأزمات المتكررة، كما أكدت الجامعة العربية أن الحلول لا يمكن أن تكون محلية أو جزئية فقط، بل تحتاج إلى رؤية شاملة تعكس روح العمل المشترك.

 

تعد الدورة الـ116 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بمثابة دعوة مفتوحة لإحياء روح التضامن العربي، وتأكيدًا على أن القضايا الإنسانية والتنموية لم تعد قابلة للتأجيل، بل تحتاج إلى إجراءات عملية وسريعة تحفظ كرامة الشعوب .

Comments (0)
Add Comment