المجدول ملك التمور يسيطر على عروض مهرجان التمور هذا العام..

0 223

كتبت : رشا لاشين

 

أشرف الفار: مصر الأولي في إنتاج التمور .. رغم ضعف التصدير.
طارق الجوهري: المجدول المصري ينافس الإسرائيلي والسعودي وننادي بالتوسع في زراعته.

 

مصر صدرت بـ٤٥٠ ألف دولار جريد نخل لدولتي الأرجنتين وبيرو
خلال الأسبوع الماضي انتهت فعاليات المهرجان الدولي للتمور والذي يقام في مارس كل عام تحت رعاية وزارات الزراعة والتموين والتجارة والصناعة والذي يمثل دعما معنويا لهذا النشاط البارز الذي يحظي بتشجيع واقبال جماهيري وخاصة قبل حلول شهر رمضان المبارك.. يقول دكتور أشرف الفار الأمين العام للاتحاد العربي للتمور بجامعة الدول العربية.. أن المهرجان يتميز هذا العام بشعار ”زراعة اليوم .. صناعة الغد” .. حيث تعتبر مصر أكبر دولة منتجة للتمور علي مستوي العالم العربي ولكن هذا الإنتاج يجب أن يضاهي ويوازي بثورة صناعية كبيرة جدا في القيم المضافة المعتمدة علي التمور لأن ليست كل التمور صالحة للتصدير وليست كل التمور تؤكل كما هي .. فهناك ٥٠% من التمور تحتاج للتصنيع والا سيتم فقدها مما يعرضنا لخسارة كبيرة جدا .. ولذلك فإنتاج التمور يعتبر أيضا قطاعا استراتيجيا جالبا للعملة الصعبة لمصر كما لابد أن يتساوى الاهتمام بالزراعة والصناعة في هذا المجال ويضيف : ان المهرجان هذا العام قام بدعوة كل الملحقين التجاريين وسفراء الدول المستهدفة لتصدير التمور والاهتمام أيضا بتنمية صادرات مصر للتمور وذلك لأن مصر تقوم بزراعة كميات كبيرة واصناف متعددة كما أن مصر بدأت تتوسع في زراعة “المجدول” ولذلك بدأنا في البحث عن الأسواق الجديدة لأنه سيكون دافعا قويا جدا لكل المستثمرين.. كذلك تم عقد مؤتمر علمي ضخم جدا أقيم بالتوازي مع المهرجان وهذا المؤتمر كان يهدف بتعظيم قيمة التمور من خلال الاطلاع علي الصناعات المبتكرة وذلك في صورة توصيات للعرض علي وزير الزراعة ورئيس الوزراء من خلال تطويرها في شكل ابحاث يقوم بها علماء أجلاء وباحثين مهرة كما تم مناقشة التأثيرات الضارة والسلبية للتغيرات المناخية علي قطاع النخيل ومستقبل هذه الزراعة في ضوء هذه المتغيرات والذي أصبح أمرا واقعا .. فنحن نحتاج الي عمل دراسات اكثر لمعرفة تأثير التغيرات المناخية على قطاع النخيل حيث أن مصر لديها ما يفوق من ٢٢ مليون نخلة وهذه نقطة مهمة جدا تم مناقشتها في المؤتمر ومهرجان هذا العام وأضاف “الفار” انه تم تمكين المستهلك المصري من الحصول علي احتياجاته من التمور في شهر رمضان المبارك وطرحها بأسعار جيدة جدا بنسبة ٣٠ % خصم عن الأسعار في السوق والتي أظهرت علامات الرضا علي وجوه زوار المعرض من الجمهور المصريين والعرب وهذا يعطينا سعادة اكثر ويشير إلي أننا نسير على الطريق السليم وسنبدا في تحضير النسخة الرابعة بعد الانتهاء من فعاليات مهرجان هذا العام .
ويؤكد أشرف الفار أن مصر من أكثر الدول إنتاجا ولكننا متأخرين في التصدير حيث أننا نمثل المركز الثاني عشر أو الثالث عشر علي مستوي العالم لذلك فنحن نحتاج إلى تطوير وتحسين الإنتاج وجودته وأيضا القيم المضافة حتي نتمكن من التصدير لأن التصدير يشمل زراعة التمر بالإضافة إلي القيم المضافة والصناعات المنبثقة منه فنحن لا زلنا متأخرين في التصدير وما دفعنا إلي ذلك هو مبادرة السيد رئيس الجمهورية بتكليف زراعة النخيل وتحديدا نوع تمر المجدول وهذا يمثل دخل قومي قوي جدا حيث أن المجدول يبلغ سعر الطن سبعة آلاف دولار في حين أن الطن من التمور المصرية العادية يباع بألف دولار فب الخارج وهذا يمثل فرق ضخم جدا ولذلك توجهنا إلي زراعة اتنين ونصف مليون نخلة جديدة مما يؤهلنا انتاجها إلي التصدير مما يدفعنا للريادة في تصدير المجدول والاصناف الجديدة في الأعوام المقبلة .
ويقول الفار .. إن من الدول البارزة التي شاركت في مهرجان التمور هذا العام هي ليبيا والتي تتميز بجودة منتجاتها من التمور الليبية والذي نال إعجاب كل المصريين وكل العارضين الذين تذوقوا هذا المنتج الجيد والذي من خلاله اشجعهم علي الاستمرار والظهور من جديد في السوق العربي والعالمي .. كذلك تواجد بقوة دولة السعودية وتونس والسودان وأيضا مشاركات من خمسين عارضا من المصريين من مختلف القطاعات ومختلف المحافظات .. فالتمور في مصر تنتج في أربع أماكن هم أسوان ، الدلتا، سيوة ، الوادي الجديد بالإضافة إلي أن أرض مصر كلها صالحة لزراعة النخيل بدرجات متفاوتة وبأصناف معينة لكل منطقة .. ونحن لا نستطيع أن نقيم مهرجانا للتمور من دون مشاركة أسوان لانها تنتج التمور “الجافة” مثل “الملكابي” و”السكوتي” و”الجندولا” وهي من الأصناف المحببة للمصريين في شهر رمضان كذلك [الاكتشاف المصري العظيم ] .. الذي لا يخلو من أي مائدة مصرية علي الإفطار في شهر رمضان( الخشاف) والذي تستهلك منه مصر ١٠٠ الف طن خلال شهر رمضان.
ويعلق ”الفار” علي الدعم المقدم من وزارات الصناعة والتجارة والتموين أنه دعم معنوي فإقامة المهرجان تكون علي حساب المستثمرين والمشاركين بالمعرض كل عام [أصحاب المزارع وأصحاب المصانع والمسوقين والتجار ]وتحت رعاية وإشراف هذه الوزارات فقط ..لطرح التمور بأنواعها المختلفة لكل طوائف الشعب المصري بأسعار مخفضة فهي تمثل غذاء ذكي متكامل لكل أفراد الأسرة.
أما بالنسبة لتوصيات مهرجان هذا العام فهم حوالي عشرون توصية من خلالها توصلنا إلي تطوير زراعة وصناعة التمور في مصر في ظل التغيرات المناخية تحت رعاية الشركات الناشئة التي تعمل في مجال التمور من خلال تخصيص مساحات لاقامة معارضهم في المهرجان ومساعدتهم علي إبراز منتجاتهم والتنافس في إنتاج الجديد من صناعة التمور مثل منتج “الطاقة” مثلا وهو عبارة عن تمر ولبن يتم تصنيعة بطريقة ذكية جدا مما يؤهل شبابنا وفتياتنا إلي تناول هذا المشروب بديلا عن مشروبات الطاقة الضارة التي يقبل عليها الشباب كذلك سيكون هناك مشاركات لدول أفريقية لأن السوق الإفريقي يستهدف من التمور المصرية خاصة التمور منخفضة القيمة .
طارق الجوهري:
“المجدول مغربي الأصل وإسرائيل الأولي في زراعتة”
أما طارق الجوهري المنسق العام لمهرجان التمور فيقول أن مشكلة مصر الحقيقية تتمثل في ثلاثة أشياء أولها أننا أكبر دولة منتجة في العالم وأقل الدول تصديرا حيث أننا ننتج حوالي اثنين مليون طن من التمور كل عام ولكن في جميع الأحوال الدولة التي تلي مصر في الإنتاج هي إيران والذي يمثل إنتاجها حوالي ١،٣ مليون طن سنويا والفرق بيننا وبينهم كبير جدا ولكن المشكله لدينا تكمن في حجم الصادرات .. فأي دولة أخري وهي صغيرة جدا في الإنتاج وهي تونس والتي يمثل إنتاجها ٤٥٠ الف طن وتصدر أكثر من ٨٠٠ ألف طن والذي يمثل أكثر من الإنتاج.. فتونس تستخدم ذكاءها في الاستيراد من الجزائر ومصر ويقومون بإعادة تصدير المنتج مرة أخري إلي العالم .. كما أنهم يستثمرون زراعة النخيل في مصر وخاصة في مناطق سيوة والواحات البحرية ويصدرون المنتج علي أنه إنتاج تونس .. فمصر تصدر ٥٣ ألف طن وهو رقم ضعيف جدا لا يمثل ٢.٥% من إجمالي إنتاجنا وذلك بسبب ضعف الصادرات.. العام الماضي كانت صادراتنا تمثل ٥% من الإنتاج ولكن في الأيام القادمة حجم الإنتاج زاد جدا وسيزداد أكثر الأعوام المقبلة وهذه مشكلة كبيرة ستواجهنا قريبا وهي [التخزين] ومن هنا كان شعار المهرجان هذا العام ”زراعة اليوم.. صناعة الغد ” .. وصادراتنا من التمور ضعيفة بسبب ضعف إقبال السوق العالمي علي نوعية التمور المصرية والتي لا يتحمل بعضها عوامل الجو وتتلف بسرعة مثل [الحياني- السماني – الزغلول الأحمر- أم فراخ – بنت عيشة] .. فمصر تنتج تسعين صنف من التمور وليس لدينا ثلاجات كافية لتخزين تمور التصدير ولذلك وجه الرئيس السيسي دعوة إلي مزارعي النخيل بزراعة النوعية المطلوبة في التصدير وهي [البلحي أو المجدول].. وهو أغلي صنف في العالم ويباع في لندن (ثلاث تمرات ) بـ ٢.٥ يورو هذا العام وإنتاج مصر من المجدول وصل إلي ٢٠ الف طن تم تصديرهم بالكامل وحجم التجارة العالمية كلها ١٤٠ ألف طن وهناك صنف اخر منتشر في الصعيد وهو (البلح الجاف) ومصر تتميز عن دول العالم كلها بشيئين .. الشيء الأول أن مصر تنتج ثلاث أصناف رئيسية من البلح [جاف- نصف جاف- رطب ] أما العالم ينتج صنف او اثنين فقط من هذه الأصناف.. الشيء الاخر الذي تتميز به مصر أن كل المناطق في مصر تنتج تمر ولكن يختلف المنتج حسب كل محافظة كما أن البلح المجدول المصري تفوق السعودي.. والمفاجأة أن افضل من ينتج بلح المجدول هي إسرائيل والمجدول أصلة مغربي وتم نقلة من المغرب إلي كاليفورنيا بأمريكا سنة ١٩١٣ وبدأ يزرع وتطور صناعته في أمريكا.. ويتميز المجدول أن فيه كمية لحم كثيرة والسكر فيه قليل .. أما بالنسبة لإسرائيل فهي أخذت هذا الصنف وزرعته في أراضيها وصورته وجعلوا حجمة أكبر من الأمريكان ثم استعارت زراعته الأردن وفلسطين وقاموا بتصديره إلي العالم ولكن مصر تفوقت عليهم جميعا في النوعية لأن المناخ المصري والتربة المصرية أفضل وأنسب من هناك .. إذا ركزنا في زراعة المجدول سيجلب لمصر دخل قومي لا يقل عن دخل البترول.. مثال علي ذلك أسبانيا دخلها من تصدير زيت الزيتون يساوي دخل السعودية من البترول فبرميل زيت الزيتون سعره العادي ألف دولار أما برميل البترول في أعلي مستوياته يمثل مائة دولار .. أما عن مصر فهي أكبر دولة في العالم منتجة ومصدرة للزيتون المخلل ومن أقل الدول دخلا .. لأن الأسبان لديهم معتقد أنهم زعماء العالم في إنتاج الزيتون ولا يوجد منافس لهم .. في مصر يستخدم الزيتون في شيئين ” العصر – والتخليل” .. وأسبانيا تشجع مصر علي تخليل الزيتون حتي لا تكون منافسة لها ..

 

ويضيف طارق الجوهري .. أن مصر لابد لها أن تتوسع في زراعة وتصنيع التمور لأن صناعته تقوم عليه أربعين صناعة .. فصناعة “نوي التمر” تقوم عليه عشر صناعات وأول الصناعات هي صناعة القهوة من نوي التمر عن طريق تحميصة وطحنة ثم تعريضة للهواء الجاف وهو نفس طعم القهوة العادية لكن بدون كافيين مع القليل من المعالجات ووضع التحويجة الخاصة بة ومن منتجات نوي التمر أيضا والتي عرضها السوق الليبي العام الماضي في المهرجان[زيت الشعر] ،[كريمات البشرة] ،[البخور] ، [علف الدواجن والأسماك] ، [سماد عضوي للنخيل] ،[كحل للعين] أما التمر نفسة تدخل في صناعته دبس التمر – سكر التمر – البلح التالف ويستخرج منه الكحول أو خل التمر ويدخل أيضا التمر في الصناعات الغذائية عن طريق حشوه بالمكسرات ويتم تغليفه بالشيكولاته كذلك جرش التمر الجاف ليتحول الي سكر باودر كذلك صناعة منتجات النخيل مثل لوف النخل وجريد النخل والسعف ويتم صناعة الجريد كأثاث للمنزل وخاصة في المناطق الصحراوية بسبب انتشار العقارب والثعابين وتحديدا في مناطق الصعيد حيث أن الثعبان أو العقرب لا يستطيع السير فوق جريد النخل والجدير بالذكر أن مصر صدرت بحوالي ٤٥٠ الف دولار جريد نخل لدولتي الأرجنتين وبيرو.
ويضيف طارق الجوهري أن تقدم صناعة التمور في مصر [تطوير الإنتاج التقليدي في مصر من التمور ] حيث عكف علماء الهندسة الوراثية وعلماء المركز القومي للبحوث علي تطوير شكل البلح الصعيدي أو السيوي بحيث يأخذ شكل المجدول فإذا كان فيه حلاوة أكثر في الصعيدي والسيوي سيأخذ شكل المجدول وسيتم تصديره للدول العربية .
” صابون من نوي التمر والمجدول ملك المهرجان”
أما راندا سيف من محافظة الوادي الجديد ومن أحد العارضين هذا العام فتقول .. نعرض منتجات نوي التمر وكذلك منتجات صنعت من إعادة تدوير مخلفات النخيل وكيف نحولها إلي منتجات طبيعية صديقة للبيئة فيوجد لدينا صابون التمر وحاصل علي شهادة مواصفات للمعايير الدولية والاوروبية من مصلحة الكيمياء كما أنه لدينا أيضا مقشر طبيعي للجسم من التمر وصابون التمر الذي يعالج البقع والتصبغات الموجودة في البشرة لأنه غني بعسل التمر وعسل التمر غني بفيتامين سي الذي يحفز إنتاج الكولاجين للبشرة ونعرض أيضا منتجات طبيعية من شمع النحل وزيت الجوجوبا وهو لتفتيح البشرة وزبدة الكاكاو وبها فيتامينات عالية تفتح وتغذي البشرة .
أما صلاح عبد العزيز صاحب شركة لاند سكيب ومن ضمن عارضين محافظة أسوان فيقول أنه يشارك لأول مرة في مهرجان التمور وأنه يعمل أساسا في مجال اللاند سكيب ثم التمور ويقول استفدت كثيرا من مشاركتي هذا العام وسعيد بالاقبال الجماهيري المعقول حيث أني أعرض تمر [ سعودي- تمر المجدول- الخلاص ] والمنتج المصري أفضل المعروض لأنه ينافس الأردني والسعودي في السعر والشكل ومن أكثر التمور التي يقبل عليها الناس هو [السجعي] وذلك لأن نسبة السكريات به قليلة علي عكس نوع يسمي[الخلاص] والذي يحتوي علي نسبة عالية جدا من السكر .. أما بالنسبة للأسعار فكيلو المجدول فرز أول سعره حوالي مائة جنية أما الفرز الثاني من المجدول سعر الكيلو سبعين جنية كذلك الخلاص نفس السعر ولكن خارج المعرض الكيلو بحوالي مائتين جنية.
أما محمد شرف مدير مبيعات بإحدي الشركات العارضة بمهرجان التمور ويشارك لأول مرة بالمهرجان ولكن يقول أننا شاركنا أيضا في مهرجانات أخري مثل (افريكانا فود) ، معرض القاهرة الدولي للمؤتمرات ونشاط شركتنا قائم علي التصدير ونشارك لأول مرة في البيع المباشر للجمهور والذي يلقي اقبالا فيه أكثر من المهرجانات الأخري التي شاركنا بها نظرا لقرب شهر رمضان فالجمعة والسبت الماضيين شهدوا ازدحاما كبيرا بالمهرجان فنوعيات التمور التي تعرض في هذه الفترة أكثر من أي فترة أخري بالسنة .. والمعروض لدينا عبارة عن بلح الوادي المصري- البلح النصف جاف- البلح الرطب – المجدول المصري – التمر السعودي [الصقعي – الخضري] – بلح المدينة المنورة وسعره الثلاثة كيلو بحوالي خمسمائة جنية وأنواع أخري من التمور السعودية يتراوح سعرها من ٧٥ جنيها إلي ١٥٠ جنيها .

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق