الخط الأحمر الثانى .. ورسائل الرئيس للعالم
بقلم/ د. أشرف رضوان
رسم الرئيس السيسى الخط الأحمر الثانى بعد أن حدد الخط الأحمر الأول فى حال اقتراب الميليشيات المدعومة من تركيا إلى سرت والجوفرة الليبية وهما المنطقتين اللتان تسعى تركيا لاحتلالهما نظرا لوجود النفط بهما .. فبعد أن تأكدت تركيا من قوة الجيش المصرى وقدرته على تنفيذ المهام الصعبة بدقة متناهية أبهرت العالم، وتحول الموقف التركى العدائى لمصر إلى محاولة للتقارب وفتح صفحة جديدة مع مصر بعد الضغوط التى مارسها بعض أعضاء مجلس النواب التركى على أردوغان وتوجيه أصابع الاتهام له بأنه تسبب فى فقدان العلاقة مع مصر بسبب الإخوان بعد أن كانت علاقة طبيعية، إلا أن الموقف المصرى ظل ثابتًا تجاه تركيا مؤكدًا على تنفيذ الشروط التى أعلنتها مصر لعودة العلاقات إلى سابق عهدها.
يمثل هذا الموقف إضافة لتاريخ مصر الحافل بالأمجاد. فرض شروط من مصر على تركيا لعودة العلاقات يُعد بمثابة درس لدول العالم، لأن تركيا ليست دولة ضعيفة بل هى عضو فى حلف الناتو، وهو أقوى حلف عسكرى أوروبى فى العالم، ومع ذلك استطاعت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ترسم لها خطًا أحمر لا تستطيع الاقتراب منه، وبعد هذا الخط -من الطبيعى- أن تتجنب دول كثيرة خلق عداءات مع مصر، إلا أن أثيوبيا لاتزال تصر على الملء الثانى فى ميعاده فى شهر يوليو القادم، رافضة أية وساطات من أمريكا، أو الاتحاد الأوروبى، أو الأمم المتحدة، وتسلك طريق القرار الأحادى الذى سوف يضر بمصلحة دولتى المصب مصر والسودان.
حرص الرئيس السيسى فى جميع تصريحاته السابقة التأكيد على حرص مصر على تشجيع التنمية فى إثيوبيا بما لا يضر بمصلحة مصر أو ينتقص من حصتها فى مياه النيل، إلا أن أبى أحمد لا يزال مستمرًا فى تصريحاته الاستفزازية بشأن ملء السد. وفى آخر حديث للرئيس أكد على حرص مصر على استكمال المفاوضات، وأضاف أن المساس بمياه النيل المصرية خطًا أحمر آخر، وذلك فى رسالة شديدة اللهجة مؤكدا فيها على تبعيات الموقف وتأثيره على استقرار المنطقة بأكملها، وهى رسالة ليست لإثيوبيا فقط، ولكن لكل من يساندها ويدعمها فى موقفها العدائى تجاه مصر.