الكنائس المصرية تحتفل بـ”أحد الشعانين” في غياب “الشعب” و”السعف”
كتبت دينا رمزي
للمرة الثانية في تاريخها، احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بأحد السعف (أحد الشعانين) من دون حضور شعبيّ، وسط اتّباع الإجراءات الصحية العامة الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). حيث أعلنت الكنيسة، الأسبوع الماضي، إقامة القداسات والصلوات كافة المتعلقة بطقس عيد القيامة في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، من دون حضور جماهيري.
وترأس قداس أحد السعف، البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذكسية وبطريرك الكرازة المرقسية، من كنيسة التجلي في دير الأنبا بيشوي، بحضور محدود من الأساقفة والشمامسة المعاونين له. وتم نقل القداس عبر البث المباشر على القنوات الفضائية المسيحية التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وغابت عن الكنائس مظاهر العيد، حيث كانت الشوارع المقابلة لها تكتظ بالسعف والورود وسنابل القمح.
و”أحد الشعانين” هو الأحد السابع من الصوم الكبير الذي يسبق عيد القيامة، ويمثل ذكرى دخول السيد المسيح مدينة القدس، تمهيداً لمسيرة “الصلب والقيامة”، حيث يبدأ عقب قداس الأحد ما يعرف بأسبوع الآلام، وهو الأسبوع الذي شهد خيانة يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذ المسيح الذي سلّمه للكهنة اليهود لمحاكمته، ويختتم بالجمعة العظيمة حيث صلب المسيح، بحسب المعتقدات المسيحية.
وتحتفل الكنيسة بأحد الشعانين من خلال تزيينها بسعف النخل وأغصان الزيتون، في تمثيل للحفاوة التي استقبل بها أهالي مدينة أورشاليم من البسطاء السيد المسيح، حيث فرشوا الأرض أمامه بسعف النخل وثيابهم.
وبحسب موقع الأنبا تكلا، يطلق عليه “أحد الشعانين” أو “عيد الشعنينة”، نسبة إلى الكلمة العبرانية “هو شيعه نان”، ومعناها “يا رب خلّص”، ومنها الكلمة اليونانية “أوصنا”، وهي الكلمة التي كانت تصرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح، وهو في طريقه لدخول بيت المقدس.
وخلال عظته، قال البابا تواضروس إن قصة “زكا العشار” قصير القامة الذي لم يستطع رؤية المسيح وسط الجموع الكثيرة التي احتشدت، ومن ثم تسلّق شجرة حتي يتمكن من رؤيته، تمنح تعزية للذين لم يتمكنوا من حضور القداسات في الكنيسة نظراً للظروف الصحية التي يمرّ بها العالم مع انتشار وباء كورونا المستجد، حيث قال السيد المسيح لزكا عندما رآه “ينبغي أن أكون اليوم في بيتك”.
كما فسّر البابا في عظته الكثير من المعاني التي حملها ذلك اليوم، حيث قام المسيح باستخدام “حمار” عند دخوله المدينة، وهو الحيوان الأكثر وداعة، كما استقبله الشعب بأغصان الزيتون وسعف النخل، وليس بالسيوف مثلما كانت العادة عند استقبال الملوك، في تعبير عن السلام، كما أن السعف يرمز إلى النقاوة والليونة في تشكيله، فضلاً عن أنه نبات ينمو لأعلى، مثل المؤمن في حياته الروحية.
والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليست الوحيدة التي تحتفل من دون حضور شعبي، حيث تحتفل الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية بالصلوات السابقة للعيد في حضور الكاهن أو القسيس وعدد محدود من خدام الكنيسة فقط، ويتم نقل الصلوات عبر القنوات الفضائية أو الصفحات الرسمية للكنائس على الـ”فيسبوك”.
وتقيم الكنيسة الإنجيلية أيضا احتفال أحد السعف، في غياب شعبي، مع نقل بث مباشر،عبر قناة “سات 7” الفضائية.