حلوان .. فوضى وعشوائية ورقابة غائبة
أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام إدارة المعادى التعليمية سابقًا
تُعد حلوان من المدن الهادئة الجميلة التي يفد إليها السائحون للاستمتاع بهدوئها والاستفادة من مياهها المعدنية والكبريتية للعلاج وزيارة معالمها. لكن سكان المدينة الآن يشعرون بالآسى والمعاناة التى يتكبدها المواطن لوضعها المذري الذي آلت إليه ويعلم بذلك السادة المسئولون والأحياء المسئولة عن المدينة ويرونها يوميًا. لذا، أقدم بعض المشكلات التي يعاني منها سكان المدينة، والمقترحات التي أرجو أن تلقى الاهتمام من أجل تحسين حلوان وإصلاحها وتجميلها لإعادة مجدها القديم باعتبارها مشتى عالميًا وموردًا مهما لثروة البلاد.
عرض للمشكلات
1-يشكل وجود الباعة الجائلين خطورة كبيرة لمن يريد أن يدخل محطة حلوان أو يخرج منها. فالمواطن يسير بصعوبة سواء في الشارع أو على الرصيف المكدسة فيه سلع المحلات فيضطر للسير فى الشارع وهو أيضًا مزدحم بالسيارات الأجرة والتكاتك والسلع المعروضة على العربات الصغيرة، وبذلك أصبح سكان حلوان هم الضحايا حيث تحدث مشاجرات، وحالات نشل، وسرقات، وسماع ألفاظ تخدش الحياء، بالرغم ما يقوم الحي مع شرطة المرافق بإبعاد الباعة الجائلين، ولكن مع الأسف ما الذى يحدث؟ بعد مغادرة الشرطة يعودون في الحال إلى أماكنهم بعد إخفاء بضائعهم داخل العمارات ويعود الوضع إلى ما كان عليه بل يزداد سوءًا.
2- لا يوجد شرطى مرور ينظم حركة سير السيارات، فالشوارع مزدحمة بالسيارات مع عدم الالتزام بالاتجاهات المرورية، ولهذا تحدث مشاجرات بين السائقين.
3-يعانى السكان من الشوارع المتهالكة والتى تكثر بها الحُفَر والمطبات، وغالبية الشوارع غير نظيفة، فالقمامة فى بعض شوارعها تظل أيامًا، وتفوح منه الروائح الكريهة التى تتسبب في انتشار الأمراض.
4-المعالم السياحية المعروفة في حلوان في طريقها إلى الزوال لعدم الاهتمام بتجديدها أو ترميمها، ومنها عين حلوان التى اندثرت فعلاً، والتي كانت مزارًا للشفاء من بعض الأمراض الروماتيزمية، لوجود المياه المعدنية بها والتي يرجع تاريخها إلى عام 1939 حيث انفجرت من الأرض وهى تشفى أيضًا من أمراض مختلفة كالكبد والأمعاء والصفراء، ولا أحد من الأجيال الجديدة يعلم شيء عنها إلا ما قل وندر، والغريب فى الأمر أن أحد رؤساء الحي السابقين قد توجه إلى هذا المكان “عين حلوان” وكان الهدف منه هو “شو إعلامي” لا أكثر، لأخذ صور ولم يتحرك ساكنًا فهى مهملة لأكثر من40 سنة.
5- لا تزال المناطق العشوائية منتشرة منذ زمن بعيد، وهى مزدحمة بالمواطنين الذين يأتون من المحافظات للبحث عن أرزاقهم.
عرض للحلول
وبعد هذا العرض أضع بعض الحلول أمام المسئولين فى المحافظة والحي، على أمل العمل على بحثها ليشعر المواطن بالهدوء والاستقرار والأمن، وبأن حلوان دخلت فى بؤرة الاهتمام والرعاية كالمناطق العمرانية الجديدة الموجودة فى أنحاء الجمهورية، خاصة مشروع “حياة كريمة” الذى أعلن عنه الرئيس السيسى، وستكون نقلة حضارية غير مسبوقة. وهي كالآتي:
-
إنشاء سوق حضاري يستوعب البائعين الجائلين، على أن يُخصص مكان لكل بائع لا يغيره مع عمل سجل تجارى له، وتأمينات، ويلتزم بدفع الضرائب المقررة عليه.
-
منع المحلات من عرض سلعهم على الأرصفة والتى أصبح من الصعب السير عليها.
-
توسيع الشارع الخلفى الشرقي لسور المحطة والذي لا توجد به محلات، ويمكن استغلاله لوقوف السيارات الأجرة على الجانب الأيمن من الشارع ووقوف التكاتك على الجانب الأيسر مع وجود شرطى لتنظيم المرور.
-
تنظيم حركة الميكروباص الموجودة فى “شارع حيدر”، وتكثيف النظافة حيث تنتشر القمامة والروائح الكريهة.
هـ- إنشاء مدارس جديدة للمراحل الدراسية المختلفة لتخفيف الكثافة فى الفصول الدراسية.
و- يوجد مبنى قديم خلف مستشفى حلوان العام يرجع تاريخه إلى عهد الملك فؤاد، وأصبح وكرًا للخارجين على القانون، ولم يُستغل حتى الآن بحجة أنه مكان أثرى، ويمكن هدمه واستغلاله في بناء مساكن للشباب متوسطي الدخل، كما توجد قطعة أرض فضاء أيضًا على امتداد فناء مستشفى حلوان العام تُلقى فيها القمامة ويمكن استغلالها لبناء ملحق للمستشفى لاستقبال المرضى.
ز- إعادة ترميم المعالم السياحية لكى تُدر أموالاً يُستفاد بها فى النهوض بحلوان، خاصة فى العِزَب، ومن هذه المعالم “عين حلوان” التى يرجع تاريخها إلى عام 1939.
ويمكن لوزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الصحة إقامة مشروع مدينة علاجية تدر أموالاً تساعد على تطوير حلوان، وتطوير العشوائيات الموجودة بها وهي ضرورة إنسانية واجتماعية لابد للدولة أن تتحمل مسئوليتها، وقد تم بالفعل تطوير بعض المناطق التي شملت مدينة الهدى وركن حلوان وعزبة الوالدة ومنشية حلوان، ولا تزال هناك بعض المناطق العشوائية التي تحتاج إلى وقف النمو السرطاني فيها.
وقد شاهد أهالى حلوان البرنامج التلفزيوني الذي تقدمه لميس الحديدي، حيث أظهرت صورًا للبائعين الجائلين حول محطة مترو حلوان، ووصفت ذلك الوضع بالعشوائية المشينة، وفى اليوم الثانى مباشرة وجهت الشكر لمحافظة القاهرة ولحي حلوان للاستجابة السريعة وأصبح المكان خاليًا من الباعة بالصور التى أظهرتها للمشاهد، ولكن ما الذى حدث، وكما هو المعتاد تقوم الشرطة بطرد الباعة ويسرعون بإخفاء السلع داخل العمارات وفى أرض فضاء ويعودون مرة أخرى وبشكل مكثف، ولا تزال العشوائية المشينة موجودة. والسؤال الذى نطرحه هل هذا الوضع المتدهور يقبله المسئول بكل رضا وارتياح ويظل ساكنًا لا يتحرك لبحث هذه المشكلات التى تواجه هذه المدينة العريقة.