د. أشرف رضوان يكتب: رفقًا بالمنظومة الطبية

0 606

 

                    د. أشرف رضوان

 

لا تزال الأطقم الطبية التابعة لوزارة الصحة تعمل بلا توقف بعد أن حطمت الرقم القياسي لتحمل الأعباء والضغوط .. فما يحدث معهم يفوق تصور البشر، إذ إن العمالة المتوفرة من تمريض وأطباء بشريين لا تتناسب مع حجم الأعمال المسندة إليهم. فقد أصبح كل من يفكر فى خلق مبادرة جديدة يضع لها إسمًا قبل أن يفكر ما هو الغرض منها. فبالإضافة إلى المبادرات القديمة التابعة لحملة ١٠٠ مليون صحة كمبادرة فيروس سى، وصحة المرأة، والأم والجنين، والسمعيات، والأمراض المزمنة، ولقاح كورونا، بالإضافة إلى مبادرة الاعتلال الكلوى والتى يتم فيها قياس السكر التراكمي، والدهون الثلاثية، ووظائف الكلى، وهى مبادرة مفيدة للمواطن، إلا أنها لم تأخذ مكانها الطبيعى فى الدعاية نظرًا لانشغال المسئولين فى منظومة “كوفيد-19” والتى أصبحت تتصدر قائمة المبادرات نظرا لأهميتها لدى المواطن.

 

ومؤخرا مبادرة كبار السن والتى تتطلب توفير طبيب بشرى، وطبيب أسنان، وفنى معمل، وممرضة، فمن أين تأتى وزارة الصحة بكل هذه القوى العاملة وهي لا تمتلك القوى البشرية اللازمة لذلك؟! وإذا افترضنا أن الوزارة سوف تعمل على توفير هذه الخدمات فى آن واحد، فلابد من توزيع القوى البشرية بالتساوي عليها وهو ما لم يحدث نتيجة العجز الشديد فى القوى العاملة. ولكى نبحث فى أسباب هذا العجز فلابد أن نعترف بإهمال المسئولين وغض نظرهم عن أجور المنظومة الطبية فى وزارة الصحة التى أصبحت تواصل الليل بالنهار من أجل تحقيق المستهدف اليومى لكل مبادرة ولم تستطيع فى كثير من الأحيان.

 

فهل من المعقول أن تعانى الفرق الطبية من قسوة العمل فى منظومة “كوفيد-19” نتيجة التعامل اليومى مع الجمهور بكافة المشكلات المتنوعة ولم تتقاضى آية أجور حتى الآن؟! ومن الملاحظ أنه لا يخلو مركز من مراكز تطعيم لقاح كورونا من المشكلات اليومية مع المواطنين نتيجة التزاحم الشديد والتى تصل فى بعض الأحيان إلى السب والقذف فى حق الفرق الطبية دون أن يهتز جفن المسئولين أو على الأقل توفير الحماية اللازمة لهم؟!

 

ومما يثير غضب الفرق الطبية يومًا بعد يوم خاصةً مع حرمانهم من الأجور اللازمة فى عملهم فى منظومة الكوفيد ويزيد معها الإحساس بالقهر والسُخرة بسبب الضغوط الواقعة عليهم لتنفيذ مهامهم، أن تمادى المسئولين بالوزارة فى تجاهل مطالب الفرق الطبية سوف يزيد من حالة الاحتقان التى خلقها المسئولين دون مراعاة لمشاعرهم وظروفهم، والأمر الغريب هو تكدس المبادرات وزيادة عددها الذى تسبب فى زيادة ضغوط العمل على الفرق الطبية بلا مقابل. والأمر الذى نخشاه جميعًا هو أن يأتى يوم تنفجر فيه هذه الفرق العاملة وتتوقف فجأة عن العمل فى كل المبادرات نتيجة إصرار المسئولين فى تجاهلهم للعاملين فى المنظومة الطبية.

 

فرفقًا يا أيها المسئول، وحرصًا على المصلحة العامة للجميع، فلابد من أن تستمع للعاملين فى هذه المنظومة .. فبدونهم لن يستمر النجاح.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق