من نفحات شهر رمضان المبارك

0 930

     بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان

  مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادي سابقًا

 

شرع الله عز وجل العديد من العبادات من صلاة وصوم وغيرهما لتقرّبنا منه ولننال جزيل الأجر والثواب، ونكسب محبته ورضاه وكل عبادة يقوم بها المسلم لها منزلة خاصة ولها أجرها وثوابها عنده سبحانه وتعالى، ومن العبادات التى شرعها الله عز وجل لعباده هى عبادة الصوم.
ما الصيام؟ يُعرف الصوم بأنه الإمساك عن جميع المفطرات من طعام، وشراب، وجماع منذ طلوع الشمس وحتى مغيبها، طاعة وامتثالا لأوامره جل وعلا، وهو من العبادات العظيمة التى خصها الله عز وجل بمنزلة عظيمة، فالصيام هو ذلك السرّ الذى يكون فقط بين العبد وربه، فلا أحد يعلم ما فى قلب الصائم ولا يعلم نواياه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
وفي شهر رمضان المبارك تُفتح أبواب الرحمة وتسلسل أو تصفد الشياطين. فعن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وأُغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين) رواه البخارى ومسلم.
وصيام رمضان فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب، فعن أبى هريرة -رضى الله عنه -عن النبى (ص) قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه)، رواه الشيخان وأبوداود والنسائى.
وللصائمين باب مخصوص يدخلون منه الجنة يسمى الريان، فعن سهل بن سعد – رضى الله عنه – عن النبى (ص) قال: (إن فى الجنة بابا يُقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، قال أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد) رواه البخارى.
والصيام مع القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فعن عبد الله بن عمر – رضى الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة).
ومن أعظم وأجل نعم شهر رمضان ليلة القدر، ففى هذا الشهر المبارك أنزل القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى: (شهر رمضان الذى أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، ويقول سبحانه وتعالى: (إنا أنزلناه فى ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر ..), سورة القدر.
ويقول الرسول (ص): الصوم جنة، فالجنة تعنى السلاح الذى يستتر به المرء والصيام سلاح لا يراه الآخرون ولكنه يمارس عمله فى الخفاء فيقوم بتدمير الخلايا الهرمة والضعيفة ويحسن الصيام أداء أجهزة الدفاع لدى الجسم ويقوى نظام المناعة، بالإضافة إلى أنه فى الوقت نفسه يهاجم السموم فى مخابئها ويخرجها ويبعدها.
وحتى ينال العبد العطاءات والنفحات السلبقة فإن عليه أن يلتزم بعدة أمور، فمنح الله عز وجل فى رمضان تعطى لمن يستحقها ولذا فعلى المسلم:
– الالتزام بأركان الصيام
– تجنب ما يبطل الصيام
– مراعاة آداب الصيام
– الإكثار من قراءة القرآن الكريم والصدقات واجتناب المحرمات والبعد عن النميمة والغيبة ومجالس الشر واللهو والعبث.
– المحافظة على صلاة التراويح
– الاعتكاف
-إخراج زكاة الفطر .
وعلى المسلم الحقيقى أن يتهز الفرصة ويجدد التوبة إلى الله سبحانه وتعالى فقد لا يدرك شهر رمضان مرة أخرى.
وهكذا نجد أن الصيام سبب لمغفرة الله عز وجل لذنوب عباده وسبب لاستجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء ويعزز الصلة بين الصائم وربه جل وعلا، فهو يبعث على الخشوع والخضوع والامتثال لأوامره سبحانه وتعالى.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق