” بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27″ مبادرة لحشد المجتمع المدني مع الحكومة لمواجهة تأثير تغير المناخ

0 822

 

د. عماد الدين عدلي صاحب المبادرة:
 – رفع الوعي البيئي ومشاركة النساء والشباب للإستعداد لقمة المناخ.
 – 500 جمعية مشاركة في المبادرة تحت رعاية وزيرة التضامن الدكتورة نفين القباج.
 – الدكتور محمود محيي الدين: رائد المناخ للقمة القادمة شريك أساسي للمبادرة _ أطلاق ميثاق الشرف الإعلامي لتغيير السلوك والممارسات التى من شأنها المساهمة فى الحد من الاحتباس الحرارى.
– حلمي: ترسيخ مفهوم أن لا حياة بدون بيئة ومناخ مستدامين.

 

أجرت الحوار: وفاء فراج

 

مؤسسات المجتمع المدني قوة لا يُستهان بها في أي من دول العالم المتحضر لأن وجودها شريك أساسي في مشاريع التنمية والتقدم، وفي مصر العمل التطوعي والجمعيات العاملة في شتى المجالات “الاجتماعية والنسائية والتنموية والبيئية”موجودة منذ عقود طويلة، وكانت تعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة في مشروعات التنمية .. ولأهمية تواجدها وقوة تأثيرها في الشارع المصري، اختار رئيس الجمهورية (عبد الفتاح السيسي) عام 2022 عام للمجتمع المدني.
بشكل خاص، فإن الجمعيات العاملة في مجال الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، والتي أُنشئت في مصر منذ السبعينات من القرن الماضي، وعلي يد بعض الشباب الحالم بمستقبل أفضل وقتها، جاء الآن وقت أن يروا حصاد عملهم على مدى أكثر من 40 عام، وعلى رأسهم الدكتور “عماد الدين عدلي” أول من فكر في إنشاء جمعية وكيان لنشر الوعي البيئي وترشيد الاستهلاك ومواجهة آثار التلوث والتنوع البيولوجي والتصحر، والذي قام مؤخرا بسابقة لم تحدث من قبل حيث أنشأ مبادرة “بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ 27” وجمع كل الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال البيئة والتنمية.
تحت مظلة هذه المبادرة للالتفاف سويا والاستعداد لقمة تغير المناخ (كوب 27 ) التي ستقام في مصر، وتحديدا في مدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم، ومن خلال حضوري وسط هذا الزخم البيئي ووسط العشرات من الجمعيات تعرفت على المبادرة من صاحبها الدكتور (عماد الدين عدلي) رئيس المنتدى المصري للتنمية المستدامة والمكتب العربي للشباب والبيئة، وكان لنا معه الحوار التالي:

 

حدثنا عن مبادرة “بلدنا تستضيف قمة المناخ 27″؟
_ مبادرة “بلدنا تستضيف قمة المناخ ٢٧” هي مبادرة تُعد الأولى من نوعها للمجتمع المدني في مصر، لتعزيز دور المشاركة المجتمعية لإنشاء روابط وثيقة وخلق حوار بناء على المستويين المحلى والوطنى بين الشركاء والأطراف المعنية من أجل رصد أهم قضايا وتحديات تغير المناخ على مستوى كل محافظة مع اقتراح رؤى وخطط مستقبلية لمواجهة تلك القضايا، وتحفيز وتفعيل دور المشاركة المجتمعية للمؤسسات المعنية وذات الصلة والأفراد للتحضير الجيد لقمة “المناخ ٢٧”، وتزويد البنية المعرفية بأهم المحاور والقضايا التى ستركز عليها مصر خلال القمة فى ضوء توصيات القمة السابقة مثل التكيف مع التغيرات المناخية، والتخفيف، وتمويل المناخ، والأضرار والخسائر، بالإضافة إلى تأهيل القطاعات المتخصصة المختلفة من فئات الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدنى من أجل التحضير الجيد لقمة المناخ والمشاركة فى فعاليتها من خلال الأحداث الجانبية، والعمل على تيسير الإجراءات اللوجيستية والتنظيمية للمشاركين فى المؤتمر.
من هم المشاركين فى المبادرة وعددهم؟
_ أهم الجهات المنفذة للمبادرة: المكتب العربى للشباب والبيئة، والشبكة العربية للبيئة والتنمية، والمنتدى المصرى للتنمية المستدامة، وبرنامج المنح الصغيرة “gif”. أما الجهات الشريكة للمبادرة فهي أكثر من 500 جمعية ومنظمة غير حكومية، بالإضافة إلى الوزارات ذات الصلة وفى مقدمتها التخطيط والتنمية الاقتصادية، والبيئة، والشباب، والتضامن، والمجالس القومية المتخصصة، والمجالس التشريعية، والهيئة العامة للاستعلامات، ومديريات التربية والتعليم، والاتحاد العام للكشافة، والمحافظات، والكيانات الدينية، والجامعات، والمعاهد القومية، والمراكز العلمية والبحثية، والمدارس الدولية.
وما هى أهم المشروعات المزمع تنفيذها من خلال المبادرة؟
_ بدأنا العمل في المبادرة منذ الإعلان عنها في شهر يناير الماضي، وكان أول لقاء تحاوري بين كل الأعضاء المشاركين فيها من أعضاء الوزرات والمنصات الـ 500، والذي أقمناه من داخل قاعة نجيب محفوظ داخل مؤسسة الأهرام مؤخرا، بغرض حشد جهود المجتمع المدني للمشاركة في قمة المناخ القادم برعاية وزارة التضامن الاجتماعي وبحضور الوزيرة الدكتورة نيفين القباج، ومشاركة الدكتور محمود محي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، والذي تم تعينيه من قبل الأمم المتحدة مهام رائد المناخ للرئاسة المصرية للدورة 27 لمؤتمر المناخ، بالإضافة إلى عقد ورشة عمل للإعلامين المهتمين بالبيئة للاستعداد لحضور وتغطية “كوب 27 ” القادم.
كما أطلقنا من خلال المبادرة “ميثاق الشرف الإعلامي” لمواجهة التهديدات المتنامية للتغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض بما يؤثر على الموارد واستقرار المجتمعات المحلية، وازدياد الملوثات التي تسببت في التدهور البيئي في العالم وأثرت على معدلات التنمية دوليا ومحليا، بهدف تغيير السلوك والممارسات التى من شأنها المساهمة فى الحد من الاحتباس الحرارى، مع الاستعداد لتنفيذ حملة إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعى تهدف إلى رفع الوعى المجتمعى من خلال تقديم رسائل مبسطة لحشد جهود المجتمع بكافة أطيافة تجاه قضايا المناخ، وعقد لقاءات وطنية تخدم أصحاب المصلحة المعنيين بهدف التنسيق وتوحيد الجهود.
ما رأيك في خطوة استضافة مصر لقمة المناخ المقبلة 2022؟
_ إن استضافة مصر لقمة المناخ المقبلة 2022 في شرم الشيخ لها أهمية كبرى، حيث تمثل مصر القارة الأفريقية، وكان لا بد من عقد قمة المناخ في دولة إفريقية، وهو تشريف لمصر وإعلاء للدور الإقليمي الذي تلعبه مصر وقدرتها على التنظيم لمثل هذا الحدث الكبير، خاصة أن لها سنوات طويلة تشارك في كل مؤتمرات الأطراف التي عقدت في السابق حتى القمة الأخيرة في جلاسجو، ولها رأي في التفاوض الإقليمي الإفريقي والعربي فيما يخص قضايا البيئية.
والأهم أن وجود قمة المناخ في مصر سيكون نقطة انطلاق للدفاع عن الحقوق الإفريقية، لأن هناك الكثير من الموضوعات التي لا يزال يجري التفاوض بشأنها، ووجود القمة في شرم الشيخ وبعدها في الإمارات، سيعطي فرصة لمصر والدول العربية أن تحقق حجما كبيرا من النجاحات على مستوى التفاوض بشأن مواجهة التغيرات المناخية.
وكيف ترى مجهودات الدولة في مجال مواجهة تغير المناخ، خاصة مع استضافتها لقمة المناخ القادمة؟
_ من الضروري والمهم بناء قواعد حضارة جديدة لجمهورية جديدة أساسها العلم والابتكار والإبداع, لابد وأن نكون مدركين لما قامت به مصر من جهود على المستويين الوطني والدولي في قضية التغيرات المناخية، وخطواتها السريعة لتحديد مساهمتها في العمل المناخي، ودمج بعد تغير المناخ ليصبح أحد ركائز التخطيط الاستراتيجي فيها، وكذلك المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حالياً، والتي توجت باختيار مصر لتنظيم قمة المناخ “كوب 27″، إلا أننا مازلنا مطالبين كمصريين على المستوى الشخصي والمجتمعي بالكثير من الالتزامات السلوكية والتعهدات البيئية والمناخية التي ترسخ مفهوم أن لا حياة بدون بيئة ومناخ مستدامين.
لك تاريخي طويل في العمل البيئي التطوعي .. إحكي لنا نبذة عنه؟
_ بدأ اهتمامي بالبيئة منذ أن كنت طالبا فى كلية الطب بجامعة القاهرة، وأسست مع زملائي المكتب العربى للشباب والتنمية عام 1978، برعاية الدكتور محمد القصاص من داخل أروقة مؤسسة الأهرام التي ساعدتنا لسنوات لاحتضان فكرة الجمعية وتنفيذ أهدافها، من خلال التثقيف البيئى للشباب بخمس محافظات وقتها، نتج عن هذا العمل إنشاء بعض الزملاء في المكتب العربي لجهاز شئون البيئة، وإدارات حماية البيئة بالمحافظات، وتحضير مسودة قانون البيئة، حيث سبقنا بحلمنا وفكرتنا الدولة في الاهتمام بمجال البيئية.
وكنا في المكتب العربي للشباب والبيئة لنا رؤية مستقبلية حيث أقمنا أول نشاط عن آثار التغيرات المناخية عام 1990، حيث تم اتهامنا وقتها بأننا مجموعة من المجانين ونتكلم عن خزعبلات لن تحدث، وها هنا الآن أصبحت قضية تغيرات المناخ حديث العالم كله وشغله الشاغل.
صف لنا من خلال خبرتك في المجال دور المجتمع المدني في حل قضايا البيئية والتنمية وعلي رأسهم تغير المناخ؟
_ دور المجتمع المدنى حاليا إزاء مواجهات آثار التغيرات المناخية، دور أساسي لا غنى عنه بل قد يكون عادا سابق لدور الدولة لأنه يعمل برؤية مستقبلية وحلم وطموح لإنشاء بيئة أفضل. ولهذا، فإن دورها الآن مهم جدا في زيادة الوعى بين المواطنين للاهتمام بقضايا المناخ بشكل يجعله قادرا على مواجهة التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها، ومن المهم أن يدرك المسئول أهمية دور المجتمع المدنى حتى تتكامل الأدوار.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق