الوطن عزيز وإن جار أهله عليه، وله فى النفس وحشة، وإذا كان فراق المنزل يورث الوحشة فكيف بفراق الديار، فلابد أن يكون انتماء المواطن وولاؤه كاملين للوطن، يحترم هويته، ويؤمن بها، وينتمى إليها، ويدافع عنها بكل ما فى عناصر هذه الهوية من ثوابت اللغة والتاريخ والقيم والآداب العامة، وولاء المواطن لوطنه يستلزم البراء من أعداء هذا الوطن طالما استمر هذا العداء.والدعاء إلى الله بالعودة بأسرع ما تكون العودة، سلما أو حربا إن كان ذلك ممكنا. وفيه استحباب الدعاء للوطن بما فيه خيره، وصحة أهله، ونفى الأمراض عنهم، وكل ما يعكر صفو الحياة. ونروى هذه الواقعة كى نؤكد حق المواطن وانتماؤه لبلده “مصر”:
مواطن مصرى فى مطار دبى
عند التخليص الجمركى أخذت موظفة الجوازات جواز سفره كى تضع ختم الدخول عليه:
فنظرت إليه وهى تبتسم، وسألته: من تحب أكثر مصر أم الإمارات
فقال لها:
الفرق عندى بين مصر والإمارات .. كالفرق بين الأم والزوجة ..
فالزوجة أختارها ..
أرغب بجمالها ..
أحبها .. أعشقها ..
لكن لا يمكن أن تنسينى أمى ..
الأم .. لا أختارها ولكنى أجد نفسى ملكها ..
لا أرتاح إلا فى أحضانها ..
ولا أبكى إلا على صدرها ..
وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت أقدامها ..
فأغلقت جواز السفر ونظرت إليه باستغراب.. وقالت:
نسمعُ عن ضيق العيش فيها..
فلماذا تحب مصر؟
قال: تقصدين أمى؟
فابتسمت وقالت: لتكن أمك ..
فقال: قد لا تملك أمى ثمن الدواء، ولا أجرة الطبيب. لكن حنان أحضانها وهى تضمنى..
ولهفة قلبها حين أكون بين يديها “تشفينى” ..
قالت: صف لى مصر..
فقال: هى ليست بالشقراء الجميلة..
لكنك ترتاحين إذا رأيت وجهها ..
ليست بذات العيون الزرقاء ..
لكنك تشعرين بالطمأنينة إذا نظرت إليها ..
ثيابها بسيطة، لكنها تحمل فى ثناياها ..الطيبة والرحمة ..
لا تتزين بالذهب والفضة، لكن فى عنقها عُقداً من سنابل القمح والشعير .. تُطعم به كل جائع ..
سرقها اللصوص ولكنها ما زالت تبتسم ..!!
مصر .. باقية للأبد .. واللصوص لمزبلة التاريخ مهما صمدوا..
مصر.. باقية طول الدهر رغم القهر..
مصر.. باقية قلعة للعرب.. والعرب ياااااااااااااااااااااااا
أعادت إليه جواز السفر ..
وقالت: أرى مصر على التلفزيون ..
ولكنى لا أرى ما وصفت لى ..!!
فقال لها: أنتى رأيتى مصر التى على الخريطة ..
أما أنا فأتحدث عن مصر التى تقع فى جوفَ قلبى.