مشروع الدراسات الثقافية المقارنة.. منصة للتواصل والتفاعل بين البلدان العربية وشعوبها
متابعة- سارة عزالدين:
تم مؤخرًا تدشين صفحة (مشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة)، على منصة (فيس بوك)، وإطلاق البيان التأسيسي للمشروع الذي يوضح رؤيته وطموحه، وأشار البيان إلى عدة دراسات مرجعية توضح إطاره النظري والثقافي شملت دراسات لكل من د.حاتم الجوهري (مصر)، د.قاسم المحبشي (اليمن)، د.عمر كامل حسن (العراق)، وهي الدراسات التي تم نشرها هذه العام في كتاب الأبحاث الخاص بمؤتمر (المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والطموح)، والذي أقيم في 22 مارس، ورأسه ودعا إليه د.حاتم الجوهري أستاذ النقد والدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب.
وقد تواصلنا مع عدد من المهتمين بالمشروع والفاعلين فيه، ومنهم د. حاتم الجوهري الذي قال: “تمر الذات العربية بلحظة تاريخية شديدة الحساسية على المستوى الوجودي، يعيد فيها العالم تشكيل نفسه شرقا وغربا، ولابد للدراسات الإنسانية والرؤى الثقافية أن تعبر عن حاجة المجتمع العربي للعبور بسلام وبصيرة للمستقبل، من هنا طرحنا مشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة بوصفه منصة قادرة على بناء التواصل والتفاعل بين البلدان العربية وشعوبها، وهو ما عبرنا عنه حينما أصدرنا كتاب مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس بعنوان: “فلسفة المشترك الثقافي.. نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة”، لتتجاوز مذهب الدراسات الثقافية الغربية التي نشأت في بريطانيا واعتمدت فلسفة تفجير التناقضات والانتصار للهوامش.
وبدأت فكرة المشروع وظهرت للوجود منذ عام تقريبا مع فعالية (المائدة المستديرة للعلاقات الثقافية بين مصر والسودان)، سبتمبر العام الماضي، تلاها “مؤتمر المشترك الثافي بين مصر وتونس”، وقريبا نعلن عن فعالية جديدة بعد تدشين صفحة المشروع، وبيانه التأسيسي الذي عملت عليه نخبة عربية جادة لمدة قاربت الثلاثة أشهر، وكلي أمل أن يعمل المشروع كرافعة للذات العربية في القرن الحادي والعشرين”.
وفي السياق نفسه تواصلنا مع الدكتور قاسم المحبشي أستاذ فلسفة الحضارة ورئيس قسم الفلسفة السابق بجامعة عدن، والذي شارك في الفعالية الأولى للمائدة المستديرة، وفي الفعالية الثانية للمؤتمر، حيث قال: “صباح اليوم الأول من سبتمبر تم تدشين واطلاق صفحة مشروع الدراسة الثقافية العربية المقارنة وذلك بعد قرابة عام من البحث والحوار وتداول الرأي بين نخبة متميزة من مختلفة الاقطار العربية بشأن البحث عن فلسفة للمشترك الثقافي العربي واستنهاض المتون الحضارية العربية من زاوية رؤى عقلانية جديدة، ومفهوم المتون الحضارية يعد مفهوما جديدا في الدراسات الثقافية تمت صياغته بعد حوار طويل بين النخب الفاعلة.
ويعود الفضل في صياغته للأستاذ الدكتور حاتم الجوهري، ويأتي هذا التدشين في إطار التأسيس للمشروع الطموح الذي بادرنا بالتفكير والشروع به منذ عام مضى، وتجري الاستعدادات حاليا على قدم وساق لإنجاز المؤتمر الدولي الثاني عن المشترك الثقافي العربي بين مصر واليمن رؤى جديدة في المتون الحضارية، حيث نتطلع إلى تفاعل النخب الثقافية من مختلف البلدان العربي مع هذا المشروع الثقافي الجامع، وحينما تكون القاهرة هي الحاضنة لمستودع الهوية العربية الزاخر بالكنوز والموارد التراثية والثقافية القابلة لإعادة التوظيف في اللحظة الراهنة يكون للروافد معنى وقيمة وفاعلية.
ومن العراق تواصلنا مع الدكتور عمر كامل حسن أستاذ الجيوبولتك بجامعة الأنبار، والذي شارك في المؤتمر الأول، حيث قال: لاشك أن فكرة تأسيس مشروع الدراسات الثقافية المقارنة اليوم تشكل منعطفا ثقافيا بالغ الأهمية، في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها منطقتنا العربية في ضوء متغيرين، أسهما في تعويم الثقافة العربية ومحاولة طمس هويتها الجامعة، وهذين المتغيرين هما:
الأول يتمثل في تزايد حدة الصراع الكولونيالي على منطقتنا العربية لاسيما بعد الغزوة الكولونيالية على العراق عام ٢٠٠٣، و الثاني: يتمثل في صعود أو بروز الهويات الفرعية كبديل للهوية العربية الجامعة ونعني هنا بالهويات الفرعية هنا: الهويات الطائفية والدينية والمناطقية والقبلية والاجتماعية…الخ،
من هنا نجد أن الثقافة العربية تقف جماهيرا ومؤسسات ونخبة في موقع البحث عن طريق جديد واستراتيجية جديدة للمستقبل، لأن معظم المقاربات الثقافية العربية تراوح مكانها منذ فترة، إذا نحن في لحظة تاريخية تتسم بتحديات وجودية خارجية وداخلية ملحة تواجه العالم العربي وتنذر بتقسيمات جديدة لخارطته الجغرافية السياسية وخارطته الثقافية أيضا، بما يستتبع ضرورة الخروج بمبادرات معرفية لرفد وجود الذات العربية في مواجهة هذه التحديات.