نموذج التعليم التوليدي
Generative Learning Model
ظهر نموذج التعليم التوليدي علي يد ” أوزبورن ويترروك Wietrek” ، ويرتكز علي أفكار الفلسفة البنائية ، وتطبيقاتها ، ويسهم فى دور فعال في تحقيق نواتج تعلم قائمة علي المعني ، والفهم، واستبدال الأفكار الخطأ بما هو صواب ، ويعتبر النموذج التوليدي انعكاساً لنظرية فيجوتيسكي التى تعتمد علي البنائية الثقافية الاجتماعية، وهو نموذج وظيفي في التعلم، والتعليم.
ويُعرف بأنه مخطط تعليمي يقوم علي أساس ربط الخبرات السابقة للمتعلم بخبراته اللاحقة، وتكوين علاقات بينهما ؛ بحيث يبني المتعلم معرفته من خلال عمليات توليدية يستخدمها في تعديل التصورات البديلة، والأحداث الخاطئة في ضوء المعرفة العلمية الصحيحة.
يعد نموذج التعليم التوليدي من أهم النماذج التي تساعد علي الحوار ، والمناقشة بين المتعلم، والمعلم ، وبين المتعلمين أنفسهم في مجموعات تعاونية، ويراعي أهمية المجتمع ، واللغة، والثقافة، والتفكير في تنمية المعرفة، ومساعدة المتعلمين في استخدام المفاهيم الجديدة في تفسير مواقف تعليمية مختلفة للتأكد من فهمه لهذه المفاهيم ، واقتناعهم بصحتها، كما يساعد المعلم علي تشخيص التصورات البديلة، والعمل علي تعديلها.
ويرجع أهمية نموذج التعليم التوليدي في التعليم؛ في وصول المتعلم إلي مرحلة ما وراء المعرفة من خلال التأمل، والتعمق فى الفهم ، والتفسير، والبحث، والاستقصاء، ويساهم أيضاً في بناء متعلم واعٍ مفكر ، ولديه الدافعية لحل المشكلات التى تواحهه.
يهدف نموذج التعليم التوليدي إلي تنشيط جانبي الدماغ للمتعلمين بواسطة إيجاد علاقات منطقية لبناء المعرفة في بنية الدماغ علي أسس حقيقية تزيد من قدرة المتعلم علي الفهم، والاستيعاب للمواقف التعليمية ، تصحيح أنماط المفاهيم الخطأ لدي المتعلمين ، وتوليد علاقات ذات معني من خلال ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة ، توليد علاقات بين أجزاء المعرفة أو الخبرات اللاحقة المراد للمتعلم اكتسابها، إثارة تفكير المتعلمين من خلال مساعادتهم علي استخدام المفاهيم الجديدة فى تفسير المواقف التعليمية المختلفة.
أسس بناء النموذج التوليدي:
1- المعرفة والخبرة التعليمية: الكشف عن مفاهيم، ومعلومات ، وخبرات المتعلمين السابقة المرتبطة بالأحداث، والظواهر الطبيعية.
2- الدافعية: تحفيز المتعلمين للعلم من خلال تحمل مسئولية المتعلم جراء الأنشطة المختلفة التي تقودهم للتوصل إلي خصائص المفاهيم، والأحداث، والظواهر.
3- الانتباه: توجيه انتباه المتعلمين من خلال أسئلة تركز علي بناء ، وشرح المعني للمفاهيم العلمية التى تم التوصل إليها، وكذلك توجيه الانتباه علي وصف الأحداث، والظواهر كوسيلة لتوليد بنية المعلومات.
4- التوليد: مساعدة المتعلمين للقيام بتوليد علاقات بين خبراتهم السابقة، واللاحقة حول تلك المفاهيم ، وبين المفاهيم اللاحقة ببعضها البعض من خلال الأنشطة ، والتطبيقات ، والأشكال التوضيحية، والعروض العملية.
5- ما وراء المعرفة : يتم توجيه المعلمين إلي استخدام مهاراتهم التفكيرية في تطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة، وفي حل مشكلاتهم اليومية.
مراحل النموذج التوليدي:
يتكون نموذج التعليم التوليدي من أربعة مراحل، حيث تبدأ بالمرحلة التمهيدية، وفيها يتم مناقشة المتعلمين عن معرفتهم السابقة، وعن المفاهيم التى يتضمنها الدرس، ويكتشف المعلم من خلال هذه المناقشة المفاهيم السابقة لدي المتعلم وكونها صحيحة أم بديلة، يليها المرحلة التركيزية، وفيها يهيء المعلم الخبرات اللازمة للمتعلمين لكي يربطوا المعرفة السابقة بالمعرفة الجديدة، فيقوم المتعلمين بالعمل في مجموعات صغيرة من أجل الوصول إلي المعرفة الجديدة الخاصة بالمفهوم، يليها مرحلة التحدي، وفيها يقوم المعلم بعمل مناقشة جماعية لكل المتعلمين في الصف، يليها مرحلة تطبيق ، وفيها يطلب المعلم من المتعلمين تنفيذ تطبيقات علي المفاهيم التى تم التوصل إليها في مرحلة التحدي.
ويعتمد نموذج التعليم التوليدي علي أربعة عناصر أساسية كما أشارت إليها العديد من الدراسات، والبحوث السابقة ، وهي :
1- الأستدعاء (Recall) : وفيه يسترجع المتعلم المعلومات من ذاكرته البعيدة المدي بهدف التذكر، وأن يتعلم المعلومات المستندة علي الحقائق.
2- التكامل (Integration) : وفيه يُكامل المتعلم بين المعرفة الجديدة، والمعرفة السابقة ؛ بهدف تحويل المعلومات بشكل مبسط يُمكن تذكرها بسهولة أكثر.
3- التنظيم (Organization) : وفيه يربط عن طريقه بين المعرفة السابقة ، والمعرفة الجديدة بطرق ذات معني.
4- الإسهاب (Elaboration) : وفيه يربط بين المعلومات الجديدة، والمعلومات الموجودة في عقل المتعلم ؛ بهدف إضافة معلومات، وأفكار إلي المعلومات الحديدة.
استراتيجيات تدريس النموذج : خرائط المفاهيم، التعلم التعاوني، العروض العملية، توليد الأسئلة، ما وراء المعرفة، الحوار ، والمناقشة، التساؤل الذاتي.
المراجع:
الغامدي، فايزة زابن بن نوار (2020). المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات ، مج2، ع 15، ص ص 41 : 75.