البراح فى اللغة
بقلم/ حسين السيد
إدخال “أل” على “بعض”
سبق أن تحدثت عن التشدد فى اللغة، وبينت أن ما نعده خطأ يراه آخرون، أكثر علما منا ودراية، صوابا، وأن العيب فينا لجهلنا الكثير من المعارف، أو كما يقول الأصمعى “من عرف كلام العرب لم يكد يُلحِّن أحدا”، وكما نعلم فإن اللغة العربية تسع كل شىء رغم محاولات بعضهم التضييق، فهى كما قال عنها حافظ:
وسِعتُ كتابَ اللَه لفظا وغاية وما ضِقتُ عن آي به وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلة وتنسيق أَسماء لمخترعاتِ
وفى هذه المرة أتحدث عن كلمات يعدها بعضهم خطأ لكنها ليست خطأ، وإنما تحتمل الوجهين، وإذا استخدمنا وجها، فإن هذا لا يعنى بالضرورة أن الوجه الثانى خطأ ومرفوض.
ولا بد من التقرير أن وظيفة اللغة عندى توصيل المعنى إلى الآخرين، فهى كما عرفها ابن جنى “أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، هذا حدها”، ومن المهم أن يعبر الإنسان عن غرضه بطريقة تلائم القواعد ولا تخالفها، فإن النفس تنفر من الخطأ النحوى الفاحش، كما تنفر من الإنسان العيى، ولهذا فإن” كل من أفهمك حاجته من غير حبسة ولا استعانة فهو بليغ”، كما نقل الجاحظ فى البيان والتبيين عن العتابى.
وعليه، فإنى اعتمدت على صواب هذه الألفاظ دون الرجوع إلى المعجم؛ وذلك لأن مصدرها هم أصحاب اللغة الذين يدركون كنهها أكثر منا، فمثلا قد أستعين بكتابات الجاحظ والمتنبى وطه حسين والعقاد والرافعى والمجمعيين الذين كانوا أعضاء بمجمع اللغة العربية، فإذا وردت الكلمة عند هؤلاء فهى صحيحة ولا غبار عليها.
-
إدخال “أل” على بعض