“إعلام القاهرة” تستضيف ورشة صحافة الحلول المناخية والتحضر للأخضر

0 1٬038

شوقى الشرقاوى

 

على هامش مؤتمر كلية الإعلام بجامعة القاهرة ال29، بعنوان الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية، استضافت كلية الإعلام ورشة تدريبية أون لاين عبر تطبيق زووم، بعنوان “صحافة الحلول المناخية والتحضر للأخضر” يوم الثلاثاء 7 مايو، وذلك بالتعاون مع مدرسة المناخ، قدمتها المدربة أ. رحمة ضياء، الصحفية ومؤسسة مدرسة المناخ، وذلك بحضور حوالي 10 متدربين من داخل وخارج مصر.

قدمت الورشة في البداية تعريفا لصحافة الحلول المناخية وأهميتها في المشهد الإعلامي الحالي، حيث أوضحت المدربة رحمة ضياء أن صحافة الحلول هي تلك التي تركز على حل المشكلة، وليس عرضها فقط للجمهور، حيث أثبتت الدراسات واستطلاعات الرأي العالمية أن تركيز الصحافة على المشكلات دون حلولها يؤدي إلى إجهاد القارئ وانصرافه عن الصحافة، لذلك ظهرت صحافة الحلول كبديل عن الصحافة التقليدية، ومنها ظهرت شبكة صحافة الحلول الدولية وعدة مؤسسات عالمية تعتمد على هذا النوع من الصحافة.

واستكلمت ضياء أن أزمة المناخ العالمية تأتي في مقدمة المشكلات التي تتناولها الصحافة منذ عدة سنوات، لذا تأتي صحافة الحلول المناخية للترويج للممارسات التي تحد من الأزمة المناخية ورفع الوعي لدى الجمهور عن مختلف الحلول لهذه الأزمة العالمية.

وبعدها تناولت الورشة خطوات العمل على قصص الحلول المناخية، التي تبدأ بالعثور على حل عملي يتم تطبيقه بالفعل لمشكلة يواجهها المجتمع، وليست مجرد عرض للتوصيات والأفكار المجردة، ويأتي بعد ذلك مرحلة جمع الأدلة على مدى فاعلية الحلول المقدمة للمشكلة، ومدى نجاحها في حل هذه المشكلة، حيث أكدت ضياء على أن دور الصحفيين لا يقع في خانة الترويج لحل بعينه، وإنما تفنيد الحل وجمع الأدلة والبراهين، مثل: الزيارات الميدانية والحديث مع خبراء مستقلين حياديين عن فعالية الحلول المطروحة على أرض الواقع المحلي، مع ذكر مزايا وعيوب ومعوقات هذه الحلول.

تناولت الورشة أنشطة تفاعلية مع الحضور لشرح عدة مفاهيم عن صحافة الحلول المناخية وتطبيقاتها، مثل مصطلح الري الذكي الذي يقوم على استخدام التكنولوجيا لتقليل هدر الموارد والتكيف مع الظروف المناخية المختلفة (مثل مجسات للتربة لقياس درجة رطوبة التربة لتحديد الكمية المحددة لمياه الري)؛ للتكيف مع شح الموارد في ظل الظروف المناخية، ومصطلح فجوة التخفيف وهو الفرق بين التمويل المناخي الدولي وبين الاحتياج الفعلي للموارد المالية لتخفيف أزمة المناخ في العالم.

وناقشت مصطلح العمارة الخضراء التي تقوم على تقليل الانبعاثات الضارة الناتجة عن المباني بما فيها من أجهزة تبريد،، وذلك باستخدام مواد بناء صديقة للبيئة مثل أنواع طين معينة تساعد على الحفاظ على مناخ بارد ورطب داخل البيوت دون الحاجة لأجهزة التبريد وكذلك تصميم المشربيات لخلق مناخ معتدل في البيوت، كما ناقشت مصطلح الموضة المستدامة التي تقوم على صناعة الأزياء بمواد صديقة للبيئة.

 

وتابعت رحمة ضياء أن مظلة الحلول المناخية تنقسم إلى قسمين أساسيين، هما التخفيف والتكيف، فالتخفيف هو التقليل من الانبعاثات الضارة على المناخ بتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الملوثة واستبدالها بالطاقة النظيفة. والتكيف هو الإجراءات المتبعة للتكيف مع آثار أزمة المناخ العالمية مثل شح الموارد المالية وتلوث الهواء.
وفي جانب مهم من الورشة التدريبية، بينت ضياء للحضور سبل تقديم محتوى صحفي قصصي متميز لصحافة الحلول المناخية، وذلك من أنسنة القصص الصحفية، واستخدام قوالب صحفية وأفكار غير تقليدية، والاعتماد على الفنون البصرية. كما أوضحت أنه ليس من الضروري الوصول في نهاية القصة الصحفية المناخية إلى أن الحلول المطروحة فعالة ومؤثرة على أرض الواقع، بل من الممكن انتقاد هذه الحلول بعدم فعاليتها إن ظهر ذلك للصحفي.
في النهاية قدمت نماذج صحفية ملهمة للحلول الخضراء، وأمثلة لصحافة الحلول المناخية، متنوعةً بين التحقيقات وتقارير الفيديو عن الزراعة الذكية وحماية الآثار من تغير المناخ بتغطيتها في الأماكن المفتوحة، وبناء بيوت للاجئين في أفريقيا.
يذكر أن مدربة الورشة أ. رحمة ضياء تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2012 وعملت في عدة جرائد ومواقع مصرية، متخصصة في قضايا المرأة والبيئة، وحازت على العديد من الجوائز الصحفية المحلية والدولية، كما أسست مبادرة “مدرسة المناخ” لتعزيز الكتابة حول البيئة وتغير المناخ.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق