من أجل النجاح

0 1٬612

عرض: يسرا محمد مسعود

مترجمة ومدرس مساعد بالجامعة الأفروآسيوية

كتاب للدكتور عبد الكريم بكار، تحدث فى مقدمته عن أن لا نجاح من غير توفير أفكار ومفاهيم لمساعدة الناس عليه وأن أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه. كما أن استثمار الوقت والتخطيط من أجل الأهداف الفرعية هو بداية السير لتحقيق أهداف أكبر.

 

وتحت عنوان “النجاح هل هو غاية؟”، أشار المؤلف إلى أن رأس المال الجديد الذى أخذ فى التكون عبر العقد الأخير لا يعتمد على نحو جوهرى على سعة الأراضى ولا على غزارة الأنهار ولا على الثروات المادية وإنما على ما لدى الأمة وكذلك الفرد من أفكار ومفاهيم ودوافع وأهداف.

 

وتحدث المؤلف عن صور النجاح المتمثلة فى الحصول على شهادة أو على وظيفة معينة أو إتقان علم معين أو جمع مبلغ كبير من المال أو التقدم فى العلاقة مع الله وغيرها من الصور..
وقد دلت بعض الدراسات على أن أصحاب التخصصات العلمية يكونوا فى العادة أكثر رضا عن إنجازتهم من أصحاب التخصصات الأدبية والنظرية.

 

وعن النجاح بين الماضى والحاضر، أشار الكتاب بأن كلمة النجاح كانت قليلة التردد على ألسنة الناس بسبب أجواء الإحباط واليأس التى سادت العالم الإسلامى قرونا عديدة. أما اليوم فإن معظم الناس إذا استخدموا كلمة نجاح عنوا بها فوزا دنيويا محضا مثل الحصول على المال أو الجاه أو النفوذ والقوة أو التألق الاجتماعى والسياسى.

 

وذكر الكتاب أن كل نجاح يحققه المسلم وإن كان بطرق مشروعة لا يساعده على النجاح الأخروى هو نجاح مؤقت مهما طال أمده. كما أوضح فى أحد فصوله أنه على كل ناجح أن ينمى فى نفسه أربعة معان وهم: الخوف من الله تعالى والرحمة والتواضع والعدل.

 

وعن ارتباط النجاح بالذكاء، فيذكر الكاتب مؤكدا على أن الذكاء والبيئة عاملان أساسيان لتحقيق النجاح. فالنجاح إذن خلطة معقدة من العوامل والمعطيات الإيجابية.

 

ويتساءل الكاتب هل النجاح جهد فردى أو جماعى؟، فهناك نجاح لا يتحقق إلا بمساعدة الآخرين وذلك مثل النجاح فى إدارة مؤسسة أو النجاح فى إجراء عملية جراحية وكل ما يتطلب إنجازه من خلال فريق عمل.

وتطرق المؤلف إلى أن السعى إلى النجاح ضرورى لسعادة الإنسان وتمتعه بمشاعر الاستقرار والرضا. كما تحدث عن علاقة النجاح والإرادة وإنه مما لا شك فيه أن الإدارة القوية والعزيمة الماضية لها دورا خطيرا وتأثيرا عظيما فى إحراز النجاح. وأكد الكاتب على أهمية الوقت فى النجاح وضرورة الاستفادة منه وأن الوقت أشبه بالزئبق القبض عليه عسير وصعب وأكثر أجزاؤه تفلتا هو اللحظات القصيرة التى لا نلقى لها بالا. ويمكن الاستفادة بالوقت بممارسة الأنشطة المفيدة أو القراءة.

 

وأكد الكتاب على أهمية التخطيط الذى يعد جهد ذهنى معرفى يبذله الإنسان فى تصور الأوضاع والإمكانات والموارد الحاضرة من أجل وضعها فى برامج واضحة بغية تحقيق أهداف محددة ومواجهة الظروف والتحديات المستقبلية.

كما أشار الكاتب فى كتابه أيضا على المثابرة والنجاح وأن السعى الدءوب المتواصل يؤدى إلى نتائج متراكمة ولو أننا نظرنا فى حياة الناجحين من كل الأمم لوجدنا أنهم عملوا فى الحقل الذى حققوا فيه نجاحا فترة طويلة من حياتهم.

 

وأشار المؤلف إلى العلاقة بين التفاؤل والنجاح وأن الإيجابية مهمة جدا للنجاح وعلى الإنسان أن يحدث نفسه بأنه يملك الحماسة والقدرة من أجل القيام بالأعمال العظيمة، كما أن بعض الناس كتبوا لوحات وضعوها فى بيوتهم ومكاتبهم تحمل عبارات توحى بهذا مثلا: “أنا فى تقدم مستمر” ،”الفرصة أمامى” ،”أنا أثق فى معونة الله وأنتظرها”. وأوضح على أهمية الثقة بالنفس للنجاح.

 

واختتم الكتاب بالحديث عن موضوع مهم ألا وهو: أن المثل القدوة له أثر فى النجاح وأن من يريد النجاح عليه أن يحتك بالناجحين والعظماء والنماذج الرفيعة وهى مصدر هام لاهتداء الإنسان إلى طريق العظمة، كما أنه يشكل حافزا عظيما على الدأب والاستمرار فى بذل الجهد، وقد دلت بعض الدراسات على أن 63٪ من المشاهير الذين أجريت دراسات عليهم سبق لهم أن تعرفوا على بعض المشاهير فى مرحلة مبكرة من العمر، كما تبين أن ما يزيد على نصف الحائزين على جائزة نوبل فى العلوم قد درسوا وتعلموا على من سبق لهم الحصول على هذه الجائزة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق