ربيع شاهين يكتب: دلالات الغياب والتمثيل المنخفض لبعض الدول العربية

0 6

 

بداية دعونا نحيي الدبلوماسية المصرية ودور الجامعه العربية ممثلة بأمينها العام والدينامو المساعد له حسام زكي. هذا رأي حر مباشر ليس مداهنه لأحد .. والحق يقال أن مصر بخير ما دامت قلعة الخارجية بخير بما تضمه من خبرات ثقات وكفاءات كبيرة يقودها الآن سفير من طراز متميز..

 

أما عن القمة فأنا مدين بالاعتذار للتعجل في انتقاد بيانها الختامي .. ويكفي للتدليل على نجاحه ما صدر عن واشنطن وتل أبيب من رفض للخطة المصرية التي تبنتها القمة بالإجماع..

 

وأرى أنه من الطبيعي أن يتحقق الإجماع العربي في القمة باعتبار أن الخطة المصرية تم إعدادها ودراستها جيدا خلال الفترة التي سبقت القمة. أما التمثيل المنخفض من بعض الدول في القمة فأنا لست مع التبرير الدبلوماسي بأن العبرة بما صدر بتأييد كل الدول وأن أي ممثل لها يؤدي الدور والغرض تماما .

 

أرفض هذا التبرير تماما لأن التمثيل له دلالات سياسية ومعنوية يعرفها من يبرروا للغائبين.

 

أولا: أن حضور ومشاركة الدولة علي أعلي مستوي يعني مدي اهتمامها وتقديرها للقمة والحدث الذي انعقدت من أجله والمشاركة بثقلها ممثلة بقيادتها.

 

ثانيا: أنه حين ينخفض مستوي التمثيل بلا عذر فهذا أقل وصف له استهانه بها وهروب من مواجهة معنوية أو سياسية مع أطراف أجنبية معروفه..ومن ثم لا يكفي إنابة أي ممثل عن القيادة كي يبصم علي البيان وخلاص.

 

ثالثا: أن غياب القيادة لن يفسر إلا علي محمل خضوعها أو تجنبها لضغوط خارجية، ومن ثم إظهار عدم اهتمامها بالقمة والقضية برمتها أمام هذه الأطراف.

 

رابعا: أنه جرت العادة خاصة بين دول التجمع الواحد كما يحدث داخل مجلس التعاون الخليجي مثلا تقدير قادة دوله للدولة التي تحتضن قمة المجلس مما يعكس دعما سياسيا ومعنويا وأدبيا لها..

 

ومن ثم فإن تخلف دولة وتخفيض مستوي تمثيلها في قمة عربية مهمة تحتضنها عاصمة العرب ومقر الجامعه أقل وصف له أنه استهانة وعدم تقدير واحترام للدولة الداعية للقمة.

 

أخيرا بقي بُعد مهم يرتبط بوضع مصر ومكانتها لبعض العرب. فإذا لم تهبوا في هذا التوقيت بإعلان تكاتفكم معها أو وراءها .. فمتي؟ وأنا أستغرب أن السعودية بالذات تغيب عن القمة بمستوي لائق في الوقت الذي كان صوت مصر الأعلي والأسبق عن الدولة ذاتها رفضا لما تعرضت له من وقاحات صدرت عن ال نت ن .. علما بأنها حضرت قمة مصغرة عقدت في الرياض .

 

عموما نحن ندرك التغيرات التي طرأت علي الساحة العربية بالأشخاص والسياسات .. ولا نملك إلا أن ننشغل بحالنا دون أن يغنينا هذا عن التمسك بالحبال الهشه “الدايبه” لعل الله يحدث بعد ذلك امرا.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق