في ذكري ثورة ٢٣ يوليو .. متي نتوقف عن الكلام ..ونعمل؟

0 278

          بقلم: ربيع شاهين

بداية يجب أن نعلم أن كل ثورة أصابت وأخطأت وكم من الثورات شهدت بحورا من الدماء..لكن ثورة 23 يوليو كانت خضراء ..وإن شابها أخطاء بعد ذلك ..يراها البعض ترقي إلي الخطايا ..لكن معيار قياس مدي شرعية الثورة من عدمه عبر ترمومتر الشعب وحده..نعم الشعب..وحده وليس أصحاب الأهواء ..

فقد مات قائد الثورة ولم تمت شعبيته ولا أقول سيرته ..
خرج من الدنيا نظيف السيرة والسمعه وطاهر اليد ..
رحمه الله.

مات جمال عبد الناصر وبقيت شعبيته لدي جموع غفيرة وقطاع عريض من الشعب الذين مد إليهم يد الرحمة والرأفه وحملهم علي كتفيه وارتقي بهم ..نعم ارتقي بهم .. ثم أقامت نهضة صناعية، ونفذت ما وعدت من الإبرة إلي الصاروخ.

تلك القلاع التي تم تدميرها تماما أخطأت الثورة ونظامها .. نعم أخطأت بما يصل إلي درجة الخطايا فيما قادنا إلي نكسة يونيو وظلم بعض الفئات فيما جري من تأميم وأخطأت في سوء اختيار أماكن بناء قلاعها الصناعية والتي من أسف تمت علي ضفتي النيل أي علي الشريط الأخضر ومن ثم التهت الأرض الخصبة وكان يتعين أن تقتدي بأسلافها من قدماء المصريين الذين قال عنهم الراحل الكبير الأستاذ أحمد رجب في “نصف كلمة” أنهم كانوا أذكياء، أقاموا حضارتهم ونهضتهم في الصحراء، وليس علي ضفتي النيل.

الخلاصة:
أن الكثير من الدول شهدت ثورات ومعها بحور من الدماء لعل أبرزها الثورة الفرنسية ثم حققت نهضة وارتقت بشعوبها، ولا تجد أي من هذه الدول تنشغل بماضيها والصراع وإضاعة الوقت فيما إذا كانت ثوراتها صناعة داخلية أو خارجية .. وطنية أم بفعل تدخلات خارجية .

إلا نحن .. لا يشغلنا بعد ثورة يوليو ثم يناير سوي الصراع والهري والطعن والتشكيك والتخوين .. ماذا فعلت أنظمة الحكم التي جاءت بعد هذه الثورات .. هل قادت البلد نحو نهضة حقيقية .. هل ارتقت بالشعب والخدمات خاصة التعليم والصحة وأهم منها الإنسان؟ هل ارتقت بالإنسان المصري .. ليس عندي إجابة .. وضعنا ينطق ويتحدث وقيمة الإنسان المصري في الخارج والتعامل معه تتحدث ..
هل من أمل .. هل من مخرج؟ الله وحده الأعلم ..

حفظ الله مصر من كل شر وسوء خاصة من بعض أبنائها، أما المتربصين بها والكائدين لها فالله كفيل بهم وقد قضي أن “أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين” صدق الله العظيم
وفضي بأنها “خزائن الأرض” صدق نبي الله يوسف.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق