مصر تحصد منصبًا تاريخيًا باليونسكو

0 212

كتب: د. محمد سليمان

 

في لحظة استثنائية في التاريخ الدبلوماسي المصري، أعلن المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) انتخاب الدكتور خالد العناني، مرشح جمهورية مصر العربية، مديرًا عامًا للمنظمة، بأغلبية ساحقة بلغت ٥٥ صوتًا من أصل ٥٧، وهو الرقم الأكبر منذ تأسيس المنظمة عام ١٩٤٥. جاء هذا الفوز في السادس من أكتوبر ٢٠٢٥، متزامنًا مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، ليضيف إنجازًا جديدًا لمسيرة مصر الدبلوماسية والثقافية.

 

وأكدت وزارة الخارجية في بيانها الرسمي أن فوز الدكتور العناني يمثل إنجازًا تاريخيًا للشعب المصري وللعالمين العربي والأفريقي، باعتباره أول مصري وعربي وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب الرفيع. وأشاد البيان بالثقة الدولية الكبيرة في الدبلوماسية المصرية وفي كفاءة المرشح المصري ورؤيته الشاملة لمستقبل المنظمة.

 

لكن خلف هذا النجاح، برز اسم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج باعتباره البطل الحقيقي للحملة المصرية. فقد قاد جهودًا متواصلة على مدار الفترة الماضية من العمل الدبلوماسي المكثف، تنقل خلالها بين العواصم الأفريقية والأوروبية والعربية لحشد التأييد، وأشرف على إعداد الملف الانتخابي والرؤية المصرية، وأدار عملية التنسيق بين بعثة مصر في باريس وجميع سفاراتها حول العالم.

 

تحت إشرافه المباشر، نُظمت جولات انتخابية للمرشح المصري شملت ٦٥ دولة من يونيو ٢٠٢٣ حتى سبتمبر ٢٠٢٥، وجرى خلالها عقد لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين حكوميين وممثلين عن المجتمع المدني، كما تم تأمين دعم جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، وهو ما منح الحملة قوة وزخمًا دوليًا غير مسبوق.

 

وفي كلمته عقب إعلان النتيجة، عبر الوزير عبد العاطي عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري العظيم على هذا الفوز التاريخي، مؤكدًا أن انتخاب الدكتور خالد العناني هو احتفاء بإسهامات مصر والعرب وأفريقيا في الحضارة الإنسانية على مر العصور، ومشيرًا إلى أن المسؤولية الآن مضاعفة لتعزيز دور اليونسكو في حماية التراث وتعزيز العلم والسلام والتعايش بين الشعوب.

 

لقد جسدت هذه اللحظة معنى الدبلوماسية الناجحة، حيث اجتمع الجهد السياسي برؤية ثقافية راسخة، فكان النصر المصري مستحقًا، والفضل فيه يُسجَّل بحروف مضيئة لوزارة الخارجية المصرية ورجلها الميداني الفارس الدكتور بدر عبد العاطي، الذي نسج بخيوط عمله الدؤوب شبكة دعم عالمي مهدت الطريق لهذا الإنجاز التاريخي.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق