السيسي يؤكد انطلاقة جديدة للشراكة المصرية-الأوروبية

0 84

كتبت: زينب محمد فايد

 

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل، في الحدث الاقتصادي المصاحب للقمة المصرية الأوروبية الأولى، بحضور رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، وعدد من الوزراء من الجانبين، إلى جانب أكثر من 300 من رؤساء وممثلي الشركات الأوروبية والمصرية، و15 مؤسسة تمويل دولية.

 

وأكد الرئيس السيسي في كلمته ختام الحدث، أن اللقاء يمثل محطة جديدة في مسار الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد الشريك التجاري والاستثماري الأول لمصر بنسبة 27% من تجارتها الخارجية عام 2024، فيما تمثل استثماراته نحو 32% من أرصدة الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد.

 

وأوضح الرئيس أن النقاشات تناولت محاور استراتيجية، أبرزها إنشاء ممر استثماري أوروبي في مصر ليكون بوابة للأسواق الإفريقية والعربية، وتعميق اندماج مصر في سلاسل الإمداد الأوروبية، وتعزيز دور القطاع الخاص كقوة محركة للتنمية.

 

وأشار إلى أن الحدث يأتي امتداداً لمسار متصاعد بدأ في مارس 2024 بإعلان الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مؤكداً التزام مصر بالعمل على تعزيز هذا التعاون وفق أسس عملية ومستدامة، مثمناً الدور البارز لرئيسة المفوضية الأوروبية في دعم هذه الشراكة.

 

ولفت الرئيس إلى أن مصر تمثل اليوم فرصة حقيقية أمام مجتمع الأعمال الأوروبي، موضحاً أن الحكومة نفذت حزمة من الإصلاحات الاقتصادية أسهمت في رفع التصنيف الائتماني للبلاد وزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وارتفاع معدل النمو إلى 4.4% في الربع الأخير من العام المالي 2024/2025. كما أكد استمرار التعاون مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية لتعزيز مشاركة القطاع الخاص.

 

كما أعلن إطلاق المنصة المصرية الأوروبية للاستثمار لتحفيز الاستثمارات الأوروبية في القطاعات ذات الأولوية وخلق شراكات بين القطاعين العام والخاص، داعياً مجتمع الأعمال الأوروبي إلى النظر إلى مصر كشريك إنتاجي موثوق قادر على تلبية احتياجات الأسواق العالمية بكفاءة وتكلفة تنافسية.

 

واختتم الرئيس كلمته بدعوة المستثمرين الأوروبيين إلى زيارة مصر للتعرف عن قرب على بيئتها الاستثمارية، مؤكداً أن هذا الحدث يمثل نقطة انطلاق نحو تعاون مثمر ومستقبل أفضل للعلاقات بين الجانبين.

 

وفي سياق الزيارة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي السيدة كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، حيث أكد تقديره للشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي وأهمية تعزيز التشاور في القضايا السياسية والأمنية.

 

وأشار الرئيس إلى نجاح النهج المصري في تحقيق الاستقرار الإقليمي خلال السنوات الماضية، موضحاً أن جهود مصر أسهمت في وقف الهجرة غير الشرعية منذ عام 2016، رغم استضافتها نحو عشرة ملايين أجنبي من دول تعاني من الأزمات.

 

وتناول اللقاء الأوضاع في الشرق الأوسط وجهود مصر في تسوية الأزمات، حيث استعرض الرئيس دور القاهرة في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة بالتعاون مع الوسطاء، مؤكداً التزام مصر بتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والاستعداد لاستضافة مؤتمر إعادة الإعمار والتعافي في نوفمبر 2025.

 

من جانبها، أشادت كايا كالاس بدور مصر المحوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي ووقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة تطلع الاتحاد الأوروبي للمشاركة في تنفيذ خطة ترامب ودعم جهود إعادة الإعمار. كما أعربت عن تقدير الاتحاد الأوروبي للجهود المصرية في مكافحة الهجرة غير الشرعية ودعم التنمية والاستقرار في المنطقة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق