برعاية الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز
«الجامعة العربية» و«اجفند» و «المنظمات الأهلية»
يطلقون إصدارات المدونة العربية للتنمية المستدامة
«طلال»: التنمية المستدامة ليست فكرة مجردة أو مفهوما فوقياً، بل ضرورة حتمية
« القباج»: رؤية مصر 2030 ركزت على الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته
« البيلاوي»: الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله سبق تاريخيا مفهوم ومعنى التنمية المستدامة
«القحطاني»: أجفند تعامل مع التحديات التنموية الرئيسية التي شكلت محاور أجندة 2030
كتب – مصطفى خالد:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وبالتعاون بين كل من جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند” عقدت الشبكة العربية للمنظمات الأهلية حفل إطلاق إصدارات “المدونة العربية للتنمية المستدامة ” تحت شعار معا من أجل تحويل عالمنا ، وذلك اليوم 12 يناير 2022، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك بمشاركة أكثر من — من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني والخبراء والإعلام.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز كلمة في افتتاح أعمال الاحتفال أكد خلالها أننا نلتقي اليوم في “بيت العرب” على أرض الكنانة، لنحتفل بعطاء وانجاز يعكس الإسهام العربي المتواصل في استدامة التنمية، ويؤكد جدارة طاقاتنا الشبابية وقدراتها الفائقة على البقاء في طليعة عصر عنوانه التنافس بالمعرفة وفي المعرفة، فشبابنا بالفعل جدير وقادر متى ما تم منحنهم الثقة، واتيح لهم الأخذ بناصية علوم العصر وأدواته.
كما أكد سموه بأن التنمية المستدامة ليست فكرة مجردة أو مفهوما فوقياً، بل هي بركائزها الثلاث (النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية) ضرورة حتمية.
وأضاف، فإذا كان لنا أن نعيش حياة متوازنة في كوكبنا وفي الوقت نفسه نحفظ للأجيال المقبلة حقوقها، علينا أن ندرك أننا أمام لحظة تاريخية تتطلب أمرين مهمين، الأول إعادة النظر في ما نتعاطاه من سلوكيات تعيق استدامة التنمية وتهدر الموارد.
كما أكد على ضرورة توظيف ما نملكه من معارف ومهارات وقدرات للتعامل مع التحديات التنموية التي تحيط بنا من كل جانب، وهي عديدة وخطيرة، حيث برزت هذه التحديات بجلاء خلال جائحة كورونا (كوفيد – 19) التي تجتاح العالم وتنهكه منذ عامين، وكشفت عن الحاجة إلى التحلي بسلوكيات استدامة التنمية التي نجد فحواها في ” المدونة العربية” ونماذجها التطبيقية، وأهمية تعزيز التضامن الانساني والمساواة والتمكين والعدالة، فضلا عن السعي بمفهوم تشارك المعرفة المؤدي لتعظيم النتائج الإيجابية.
في حين جاءت كلمة جامعة الدول العربية التي القاها سعادة السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون العربية والأمن القومي مركزا على أن العالم أدرك أن الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص هي السبيل الوحيد لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، ولذلك، وانطلاقاً من إيمان الجامعة العربية بالدور الهام والبارز الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية، وإدراكاً منها بأن قطاع المجتمع المدني هو احد الاضلاع الرئيسية في دفع عجلة التنمية، يأتي تنظيم هذا الحفل في إطار المسؤولية الواقعة على عاتق الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ودورها المحوري في تطوير العلاقة ما بين المنظمات غير الحكومية والحكومات العربية وجامعة الدول العربية لتتواكب مع المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى ذات التجارب الناجحة مع المجتمع المدني، وإحداث تشبيك عربي واسع لمنظمات المجتمع المدني الفاعلة في المنطقة العربية بهدف تيسير التفاعل والتعاون فيما بينها تعزيزاً للقدرات المؤسسية لمنظمات المجتمع المدني العربية، وهذا هو الدور الذي تلعبه إدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تلك الإدارة التي تم استحداثها في عام 2002، لتكون بمثابة نقطة اتصال بين منظمات المجتمع المدني وأجهزة وآليات الجامعة العربية في المسائل المتعلقة بتعزيز آليات التعاون والحوار والمشاركة بين الجامعة والياتها المنبثقة والمجتمع المدني.
ومن جهتها أشارت نيفين قباج وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية في كلمتها التي القاها نيابة عن معاليها الدكتور أيمن عبد الموجود مساعد وزير ةالتضامن الاجتماعي لشئون المؤسسات الأهلية، إلى أن مصر كانت من الدول السباقة في اعتماد الأجندة الدولية للتنمية المستدامة، حيث بادرت بإعداد خطتها الوطنية مصر 2030 والتي أطلقتها في فبراير 2016، ثم قامت الحكومة المصرية في عام 2018 بتحديثها، حيث ركزت بعد التحديث على الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته في مختلف نواحي الحياة.
وأضافت بأنه في إطار خطة مصر 2030، أطلقت القيادة السياسية الحكيمة عددا من المبادرات الرائدة لتحسين جودة حياة المواطن، في مقدمتها مبادرة حياة كريمة التي تساهم فى تغيير حياة ما يقرب 60 مليون مواطن فى كل انحاء مصر، إضافة إلى برنامج فرصة، وتكافل وكرامة، ومودة، وتنمية الطفولة المبكرة وغيرها، وذلك بهدف الخروج بالمواطن من دائرة الفقر والتهميش والانطلاق نحو التمكين.
وعن أهمية دور المجتمع المدني أشارت إلى أن المجتمع المدني في صدور القانون لسنة 2019، يعيش فترة ذهبية وازدهار في ظل الاهتمام الرئاسي حيث أعلن عام 2021 عام المجتمع المدني وشهد إطلاق استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان.
وفي كلمته أشار الدكتور حسن البيلاوي رئيس مجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية إلى أن مصطلح “التنمية المستدامة” أصبح وثيقة دولية في منتصف عام 2015 بعنوان “أهداف التنمية المستدامة 2030” باتفاق كل دول العالم تحت شعار “تحويل عالمنا”، وتضم سبعة عشر هدفاً، ترتبط بمائة وتسع وستون غاية. وتدور هذه الأهداف باختصار شديد حول مكافحة الفقر، وحماية الطفل، والتعلم، وتحرير المرأة، والتعليم والحياة، وبناء القدرات الإنسانية لتوسيع قدرة الإنسان وتوسيع الفرص أمامه لتؤكد على حريته في الاختيار والعمل.
وأضاف بأنه بهذا السرد في هذه اللحظة التي يعلن فيها سمو الأمير عبد العزيز إطلاق المدونة العربية للتنمية المستدامة التي أنجزتها الشبكة وأجفند – وهما من المؤسسات التي أسسها خالد الذكر المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز – و هو ما يشير بوضوح أن سمو الأمير طلال بحق هو أول رائد للتنمية المستدامة، ليس فقط في العالم العربي، بل في كل المحافل الدولية الساعية إلى الوصول إلى تنمية مستحقة لشعوب العالم النامي. وقد سبق بذلك تاريخياً ما توصلت إليه المحافل الدولية إليه الآن في مفهوم ومعنى التنمية المستدامة.