ماذا قال الغرباء عن خاتم الأنبياء محمد (ﷺ)
موسوعة من الألف إلى الياء
ماذا قال الغرباء عن خاتم الأنبياء محمد (ﷺ)
تأليف وإعداد/ حمدى عبدالرحيم رضوان
قراءة وعرض/ سمير محمد شحاتة
يهدف الكتاب إلى التذكرة (للمسلمين) بعظمة نبيهم وسماحة دينهم، ولغير المسلمين تُعد رسالة مُترجمة لهم بنفس لغتهم لتخاطب عقولهم من وجهة نظرهم. وقد تم تناول الموضوعات بأسلوب يتفق مع ترتيب الحروف الأبجدية فى اللغة العربية، وكل حرف له صفحة مستقلة، ونظيرتها باللغة الإنجليزية. لذا، لم يكن في الإمكان عرضها كاملة.
يقول المؤلف فى اختياره لعنوان الكتاب، بأن المقصود بالغرباء هم الأشخاص غير المسلمين الذين ينتمون إلى جنسيات متعددة وعصور تاريخية مختلفة، قاموا بدراسة سيرة النبي محمد (ﷺ) وأشادوا بأخلاقه وأقواله وأفعاله وقراراته، فمنهم من أسلم وأعلن إسلامه، ومنهم من أسلم وأخفى إسلامه، ومنهم من ظل على دينه. وهذه هي الحقيقة الدامغة المبنية على أدلة وبراهين وشواهد صادقة.
يعرض المؤلف لنماذج مما قاله بعض المُنصِفين من غير المسلمين بألفاظِهم وعباراتِهم التي خرجت بما يتناسب مع موروثهم الثقافي والديني والفكري في خاتم النبيين محمد (ﷺ) وما شهدوا له في سيرته ودعوته وشخصيته وتأثيره. ويقول في مقدمة الكتاب: جاء اختياري للنبي محمد (ﷺ) ليكون على رأس قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم، وقد يُدهش البعض، وقد يعترض عليه البعض الآخر، لكنه الإنسان الوحيد الذي نجح نجاحًا مُطلقًا على المستوى الديني والدنيوي، وهذا ما يجعله أعظم شخصية ظهرت في تاريخ البشرية.
قال عنه مايكل هارت: عالم فيزياء يهودي-أمريكي في مؤتمر صحفي عُقد في لندن عام 1977، أن النبي محمد هو أعظم شخصية مؤثرة، فانفجرت القاعة غضبًا وأخذت الشتائم تنهال عليه ووصفوه بأنه قذارة اليهود. جاء ذلك بعد أن قضى مايكل 28 عامًا في دراسة 20 ألف شخصية، فكان العالم ينتظر صدور كتابه (100 شخصية مؤثرة عبر التاريخ) بكل شغف.
يقول ألفونس دي لامارتين: مفكر فرنسي، مؤلف كتاب (رحلة إلى الشرق وتاريخ تركيا) أن الإسلام هو المسيحية المطهرة لتقريبه إلى أذهان المسيحيين، لكنه تعرض لحملات شرسة واعتبروه باع نفسه للمسلمين، واتهمه المسلمون أيضًا بالتجني وعدم الفهم، والحقيقة أن النبي محمد (ﷺ) أكرم وأسمى من أن يقيمه بشر.
وبالنظر إلى كل مقاييس العظمة البشرية، من يجرؤ أن يقارن أي رجل من عظماء التاريخ بالنبي محمد (ﷺ) الذي قام بعمل خارق يفوق قدرة البشر، من أجل إعادة الإنسان إلى الله وإعادة الله إلى الإنسان، ورد الاعتبار إلى النظرة العقلية المقدسة لمقام الألوهية.
قال عنه المستشرق الأمريكى واشنجتون إيرفتج: مؤلف كتاب (النبي محمد وخلفاؤه)، للرد على الاتهامات الغربية بأن النبي محمد مستعير من النصرانية، وأن الراهب بحيرة قد علمه القرآن، فمحمد لسان الصدق الذي بلغ عن الحق هداية الخلق، فأودع الله في رسالته عناصر البقاء، وأودع في أمته عناصر الحفاظ عليها، فأصبحت خير أمة أُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.
فتصرفات النبي محمد (ﷺ) في أعقاب فتح مكة تدل على أنه نبي مرسل لا على أنه قائد مظفر، فعندما سمع أعداؤه المشركون يهتفون بـ”اليوم يوم الملحمة”، أمر المسلمين بالهتاف “اليوم يوم المرحمة”، وبعد أن أصبح في مركز قوى لم تستبد به شهوة الثأر، ولم يركبه غرور النصر، توج نجاحه بالشفقة عليهم والعفو عنهم.
وقال عنه غاندي: الزعيم الروحي للهند، في حديثه لجريدة “ينج إنديا” الأسبوعية عام 1930، لم تلق دعواته باحترام حقوق الأقلية المسلمة أي تأثير، حيث اعتبرتها الأغلبية الهندوسية خيانة عظمى تستوجب إعدامه، كما أن العالم الإسلامي روج ضده أن بريطانيا تدعمه في الخفاء خوفًا من ظهور دولة إسلامية، فيتم ذبح بقرة ورميها بالطريق لكي يشتعل الصراع بين الهندوس والمسلمين. لذلك لم يفوز بجائزة نوبل للسلام رغم أنه ترشح لها أربع مرات، ويقول أنا متأثر بشخصية النبي محمد في المقاومة السلمية باللاعنف، خاصة حين أصر على بنود صلح الحديبية وكان رأيه في محله.
فثقة النبي محمد (ﷺ) في ربه وفي رسالته، هي التي قادته إلى المناداة بتحرير الهند من الاستعمار البريطاني، فهو بدون نزاع يملك قلوب الملايين من البشر، فقد قال عنهم وهو يبكي: اشتقت لأحبابي الذين يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني، فأصبحت مقتنعًا أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته.
ردت كارين أرمسترونج: راهبة كاثوليكية إنجليزية، أمريكية الجنسية، مؤلفة كتاب (محمد نبي لزماننا)، على البابا بنيديكت بقوة وانفعال بعد أحداث 11 سبتمبر قائلة: نحن لا نستطيع تحمل إبقاء هذه الإجحاف ضد الإسلام، فهو نظرية دينية متكاملة تدعو إلى الحرب والسلام، وقد قرأ الجمهور الإنجليزي كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية)، وهو بالفعل كتاب شيطاني تم بيعه لهم بأسعار عالية، ولو كانوا مسلحين بالمعلومات الكافية عن حياة الرسول محمد (ﷺ) لأدركوا أنه بالفعل كتاب الشيطان المُباع لهم بالمال، ونصيحتي لهم قراءة القرآن بفهم، فهو كتاب الله المجاني بالإضافة إلى أنه أفضل كتاب في العالم.
وقالت أن جهاد النبي محمد (ﷺ) هو مجاهدة النفس والهوى ضد الطمع والظلم والغطرسة، فحمل على عاتقه جهودًا خارقة ومبدعة من أجل جلب السلام إلى بلاد العرب التي مزقتها الحروب، بتأسيس عادات وتقاليد لم تستند على السيف، ولكن بُنيت على المصالحة والتعايش في سلام، وتجميع العرب على عقيدة التوحيد في 23 عام، بينما استغرق أنبياء بني إسرائيل سبعمائة عام.
جاء رد هرقل: قيصر الروم والزعيم النصراني المتدين، أثناء حواره مع أبو سفيان في العام السادس لهجرة النبي من مكة إلى المدينة، فقد قرأ في الإنجيل والتوراة أن هناك رسول قد بشر به عيسى وموسى عليهما السلام وسيكون نبي آخر الزمان، لذلك استدعى الأسقف الأكبر للرومان ويدعى ضغاطر، وعرض عليه الكتاب الذي أرسله النبي محمد (ﷺ) إليه، فلما قرأه قال له، والله هذا هو الذي بشرنا به عيسى وموسى وكنا ننتظره، وأعلن الشهادة أمام الجميع ودعا الحاضرين إلى الإيمان بالله وبرسوله محمد الكريم، وبسبب ذلك قام الرومان عليه فضربوه حتى قتلوه. خطاب النبي محمد (ﷺ) الذي أرسله إلى هرقل عظيم الروم قال فيه: من محمد، عبدالله ورسوله، إلى هرقل، سلام على من اتبع الهدى، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين.
يقول مايك تايسون: الملاكم الأمريكى الذى ينتمى لأسرة زنجية، وكان يُطلق عليه الرجل الحديدى، الذي حصل على لقب بطل العالم فى الوزن الثقيل للمحترفين وعمره 20 عامًا، وكان إسلامه بالنسبة لوسائل الإعلام له نفس صدى إسلام محمد على كلاى فى الستينيات، وأصبح حنونًا ومتواضعًا، وعندما وجد لافتة على مقهى فى لوس انجلوس مكتوب عليها ممنوع دخول الكلاب والمسلمين وأصحاب البشرة السوداء، أصر على الدخول وقام بأداء الصلاة داخل المقهى، عندما حان وقتها.
يقول: لقد أمدنى الإسلام بقدرة على الصبر، وعلمنى أن أشكر الله حتى على الكوارث، وعندما درست القرآن وجدت فيه إجابات على كل الأسئلة وعن الحياة والموت، وأشد ما أقنعنى فى القرآن أنه يحترم اليهودية والمسيحية فى الوقت الذى ينكر فيه اليهود المسيح، والمسيحيون ينكرون الإسلام. ولم أستطع مقاومة دموعى عندما صليت فى حضرة النبى الكريم بالروضة الشريفة، وأخذت عهدًا على نفسى بالحفاظ على الصلوات الخمس، والالتزام بأوامر الله ونواهيه.
هتلر: زعيم ألماني، مؤلف كتاب “كفاحى” عام 1924، أدخل القسم بالله العظيم على جيشه، ولم يشرب الخمر طيلة حياته حتى لو كان دواء لمرضه، تبنى حملة الإقلاع عن التدخين بإهداء ساعة مطلية بالذهب لمن يمتنع عنه، استشهد بآية: “حتى يلج الجمل فى سم الخياط” الأعراف (40)، لوصف اليهود بعدم إمكانية هدايتهم، والجمل هنا يعنى الحبل السميك الغليظ الخاص بالسفن وليس الحيوان المعروف.
يقول هتلر: ذكاء النبى محمد (ﷺ) ظهر فى تعامله مع اليهود، استقطبهم بطريقته التى لم ولن يصل إليها أحد، واستطاع أن يدرك ما تدور به عقولهم وقلوبهم، فكان واسع الصدر معهم، وأنا لست نبيًا، فالأنبياء لا يفعلون الشرور، بل أنا هتلر الذى وُلد ليكره اليهود، وكان فى وسعى أن أقضى على يهود العالم كله، فهم لا يستحقون الحياة، لكنى فضلت أن أترك بعضهم لكى تعرفوا لماذا كنت أبيدهم؟ فما من فعل مغاير للأخلاق ولا جريمة بحق أى مجتمع إلا ولليهود يد فيها، استخفوا برسولهم موسى حتى ضاق بهم وابتعد عنهم أمام أطماعهم وجشعهم، والعصابات اليهودية البنكية هى السبب فى معظم الانهيارات الاقتصادية العالمية. ولذلك رحبت بانضمام 20 ألف مسلم إلى الجيش، وأمرت بتوفير وجبات اللحم الحلال لهم، وإعفائهم من القوانين الخاصة بنقاء العرق الألمانى، وحقهم فى الصلاة فى جماعة فى أى وقت وفى أى مكان مهما كانت الظروف.
برنارد شو: أديب أيرلندى، مؤلف كتاب “الإسلام ورسوله”، الذي قامت بريطانيا بإحراقه خوفًا من تأثيره، فقد رفض تسلم جائزة نوبل عام 1936، واعتبرها طوق نجاة يلقى للغريق، ولكن بعد وصوله إلى بر الأمان، قال: استطاع النبى محمد (ﷺ) حل الكثير من المشكلات منها، القتال على وضع الحجر الأسود فى مكانه، وخلع ثوبه ووضعه عليه وجعل كل قبيلة تمسك بطرف فرفعه الجميع، وحل مشكلة العنف والإرهاب، حين منع المسلمين من قتل رجل يتبول فى المسجد، بل أمرهم بالانتظار حتى يكمل بوله، ثم قال له برفق إن المساجد لا تصلح لهذا وإنما لذكر الله، وحل مشكلة إدمان الخمر، حين أكد على أضرارها، ومنع استخدام الخمر كدواء، فقال عنها إنها داء وليست دواء، وحل مشكلة البطالة حيث حث الرجل على العمل فهو خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه، وقال ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم، أو كان له حرفة، وقد حل مشكلة أى مجتمع حين قال: “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
فولتير: مفكر فرنسى، مؤلف مسرحية “محمد والتعصب” عام 1751، قال: إن سيرة النبى محمد (ﷺ)، تستحق الإعجاب والإجلال والتقدير، خاطب القساوسة والأحبار فقال: كيف تحتقرون القرآن وهو الكتاب الذى يدعو إلى الفضيلة والزكاة والرحمة؟ لقد قام بأعظم دور يمكن للإنسان أن يقوم به على الأرض، يكفى أنه جعل زنوج إفريقيا يشعرون بآدميتهم، وجعل سكان جزر المحيط الهندى يعرفون أن هناك قوة إلهية غير التى اعتادوا عليها، فالإسلام هو الدين الحكيم الذى لا يسقط فى جنون الإشراك بالله، وهو الدين المناسب للعقل والمنطق.
يقول: من السخف التفكير فى أن الله صاحب العزة والجلال قد اختار اليهود وهم قبيلة من البدو الرحالة ليجعل منهم شعبه المختار، وبعد ذلك ألف كتاب “بحث فى العادات”، مدح فيه الإسلام وأشاد بالقرآن، وكتاب “أخلاق الأمم وروحها”، دافع فيه عن النبى محمد (ﷺ) باعتباره مفكرًا سياسيًا ومؤسس دين عقلانى حكيم.
اميل درمنغم: مستشرق فرنسى، مؤلف كتاب “حياة محمد” عام 1929، يقول: كان النبى محمد (ﷺ) إذا تكلم فكانت كل الآذان صاغية، وكل القلوب واعية، وعندما قال له أبو بكر وهما محاصرين فى الغار لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، لم يقل له أصمت كى لا يسمعك أحد، بل قال لا تحزن إن الله معنا، فهل هذه عقلية كاذب أم عقلية صادق يثق بعناية الله له؟ فالنبوة لا ينالها إلا أصدق الصادقين، ولا يدعيها إلا أكذب الكاذبين، وبالطبع لا يخفى ذلك إلا على أجهل الجاهلين.
يقول: صدق النبى محمد، عندما مات ابنه إبراهيم من مارية القبطية وعمره 18 شهرًا، حزن عليه ودفنه بيده وبكاه، ووافق ذلك اليوم كسوف الشمس، فقال المسلمون له إنها انكسفت لموته، لكنه صحح لهم هذا الاعتقاد وقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان ولا يخسفان لموت أحد، وإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله، فلو كان كاذبًا لوافقهم على ذلك.
حسان بن ثابت: شاعر الرسول، من أفضل شعراء العرب فى المدح والهجاء، مؤلف قصيدة “محمد المبعوث”، يُعد من طبقة المخضرمين لأنه أدرك الجاهلية والإسلام، حيث عاش فى الجاهلية 60 سنة، وعاش فى الإسلام 60 سنة أخرى، وقد أهدى له النبى محمد جارية قبطية اسمها سيرين بنت شمعون كانت قد أهداها له المقوقس ملك القبط وهى أخت مارية القبطية، وعندما أسلمت وحسن إسلامها، تزوجها حسان وأنجبت منه ولده عبدالرحمن، وفى نهاية حياته أُصيب بالعمى، فذهب إلى السيدة عائشة أم المؤمنين فأجلسته على وسادة، فتعجب كل من كان عندها، لما بدر منه يوم حادثة الإفك، ولكنها سامحته وتعللت بما كان يقوم به للدفاع عن النبى، فكان يتخذ منبرًا فى المسجد يُلقى على أعدائه الهجاء، ويرد عليهم سبابهم وشتائمهم، ويقول ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟ فالإسلام أن نسلم لله ونتوكل عليه.
جوته: شاعر ومستشرق ألمانى، مؤلف مسرحية “نشيد محمد” عام 1773، يقول: ما كان النبى محمد (ﷺ) يغضب لنفسه، بل كان غضب لله، لقد بحثت فى التاريخ عن رجل يصلح أن يكون مثل أعلى لكل البشر، فوجدته فى رسول الإسلام محمد، وكلما نفضنا عن أنفسنا غبار العصبية الباطلة، تعجبنا بعظمة الإسلام. وكان يقول بعض الحيوانات محظوظة لأنها ستدخل الجنة! منها حمار المسيح عليه السلام، وكلب أهل الكهف، وناقة النبى محمد، وقطة أبى هريرة، لا لشئ إلا أن النبى محمد مسح بلطف على رأسها، وأنا لا أكره أن يُقال عنى أنى مسلم بل أفتخر بذلك، فكلما قرأت القرآن شعرت بروحى تهتز داخل جسمى، وقال: لا تندبوا الشهداء فإنهم أحياء، لقد فتحت السموات أبوابها ليدخلوها بسلام، يقابلون الحور العين على أجنحة النسيم، إنهن يدعينهم إلى شراب أهل النعيم، فذلك هو الرحيق المختوم.
ليو تولستوى: أديب روسى مؤلف كتاب “حكم النبى محمد” عام 1912م، دفاعًا عن الحق فى مواجهة التزوير والتلفيق اللذين لحق بالرسول على يد جمعيات المبشرين فى قازان، ضم فى الكتاب 64 حديثًا عن النبى، ينصح المسلم إذا وقع بين أمرين، عليه أن يختار أيسرهما ما لم يكن إثم، وإذا كان أمامه أمر واحد ويشك هل هو حلال يفعله أم حرام يتركه، أوصى إن تركه فهو خير له لأنه أطاع الرسول، وإن فعله فهو شر له، لأنه قام بمعصية الرسول، قال تعالى: “وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”، الحشر (7)، وعندما يتزوج الرجل المسلم بامرأة غير مسلمة، فالإسلام يفرض عليه السماح لها بأداء شعائرها الدينية كاملة ولا يمنعها.
ومن فضائل الدين الإسلامى أنه أوصى خيرًا بالمسيحيين واليهود، فقد أمر بحسن معاملتهم ومؤازرتهم، وقد أباح الإسلام لأتباعه الزواج من المسيحيات واليهوديات، مع السماح لهم بالبقاء على دينهم، قال تعالى: “هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون” الصف (9)، وهذا ما تؤكده الإحصائيات العلمية الحديثة، فى أن الإسلام خلال سنوات سيكون الديانة الأولى فى العالم من حيث عدد أتباعه والدول التى ينتشر فيها، فكيف عَلِم النبى محمد (ﷺ) بهذه الحقيقة، وكيف ضمن أن الإسلام سيكون الدين الأكثر انتشارًا فى العالم؟!