بعد استجابة وزير الصحة لنداءات العاملين بالمنظومة الصحية، خاصةً العاملين بالمراكز والمستشفيات التابعة للمحليات بزيادة أسعار الكشف والخدمات من أجل تحسين مستوى الخدمة الطبية .. يمكن القول أن صناديق تحسين الخدمة في حال التوافر المالي بها سيساعد في شراء المستلزمات اللازمة لخدمة المرضى.
وفى الحقيقة أننا منذ سنوات قد تصل إلى 27 عاما نشعر بالكثير من المعاناه سواء الطاقم الطبى أو المرضى. فالطاقم الطبى لا يهدف إلى إيقاف الخدمة ولكن نقص الإمكانات المتاحة هو العائق الأساسى، وقد وصل الأمر إلى الاعتداءات المتكررة من أهالى المرضى على الأطقم الطبية فى المستشفيات بسبب عدم وجود بعض المستلزمات اللازمة للإسعافات الأولية لمريض الطوارىء.
وقد ناشدت نقابة الأطباء المسئولين للانتباه لهذا الموضوع ولكن دون جدوى، حتى تم تغيير اللائحة مؤخرا بأسعار معقولة يستطيع المواطن العادى تحملها. ولكن عندما نذكر المواطن العادى فلا بد أن نذكر أيضا محدودى الدخل أو الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل هذه النفقات. فهناك عدة برامج وضعتها الوزارة قبل تحريك الأسعار منذ سنوات ولكن معظمها غير مفعل ومنها برنامج المشروطية وهو برنامج يشترط على المستفيدين من معاش تكافل وكرامة عدة شروط للحصول على هذا المعاش ومنها أن يكون الأبناء الصغار فى مدارس حكومية مجانية للحد من الأمية وأيضا أن يتردد أفراد الأسرة على المراكز الطبية لمتابعة حالاتهم الصحية وتقديم الخدمة اللازمة لهم بالمجان من أجل بناء جيل أصحاء وهى من أهم المبادرات الرئاسية التى تتم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
أما البرنامج الآخر فهو يخص غير القادرين، وهذه الفئة يتم فتح ملف لها عن طريق الخدمة الاجتماعية للتأكد من أحقيتهم فى العلاج المجانى، وهنا لابد أن نشير إلى أهمية تفعيل هذين البرنامجين خاصة بعد زيادة أسعار الخدمة. فهذه الفئة بالطبع لن تستطيع تحمل هذه النفقات وبالتالي عندما يتم تفعيل هذه البرامج نكون قد حققنا المعادلة الصعبة التى نشير إليها منذ سنوات فالكل سوف يستفيد من هذا التغيير وتفعيل البرامج الخاصة بغير القادربن.
ومن ناحية أخرى نناشد وزير الصحة بتشكيل لجان متابعة مستمرة لتقييم أداء العاملين بالمنظومة الطبية، فهناك بعض من ذوى المناصب تم نقلهم بسبب أخطاء إدارية تحول دون استمرارهم فى الإدارة ولكن مع تدخل الوساطة استطاعوا أن يتقلدوا نفس المناصب فى مناطق أخرى، وللأسف هؤلاء فاشلين إداريا، وعندما يتم نقلهم يبذلوا كل جهدهم لنقل بعض العاملين معهم من المنطقة القديمة إلى الجديدة لتكرار نفس المأساة.
فعندنا نموذج يتمثل في مدير عام إحدى المناطق بعد نقلها من المنطقة التى كانت تعمل بها نتيجة أخطاء إدارية أن تنقل معها أحد الأطباء المقربين لها وكانت تقول أنها مكروهة وتُحارب من جميع العاملين بالمنطقة القديمة، والعاملين بلا استثناء فى المنطقة الجديدة يكرهونها، وهذا يؤكد أن لديها مشكلة فهى لا تفهم معنى الإدارة لأن أول مواصفات المدير الناجح هو كيف يجذب الناس إليه لكى يستطيع إنجاز العمل.
ولكن هذه الطبيبة وبمساعدة مديرة المنطقة لم ينجحوا إلا فى شىء واحد وهو استياء الناس منهما والإحساس بالظلم وتمييز هذه الطبيبة عليهم جميعا. فالمديرة ترى أنها لا تخطىء وأن ما يحدث هو اضطهاد شخصى لها ولا تفكر بأن هذا الأمر يتكرر فى جميع الأماكن التى تتواجد بها هذه الطبيبة. لذا، نناشد وزير الصحة بعمل لجان مستمرة لمتابعة أداء العاملين في المجال الطبي الذين تتملكهم الأنانية التي قد تصل بهم إلى فشل المنظومة الإدارية. وبالتالي اختيار منظومة ذو كفاءة وخبرة ، فلابد من المتابعة المستمرة للحصول على أعلى مستوى من الكفاءة الإدارية لمزيد من الإنتاج والنجاح.