طبيب ينقذ طفل حديث الولادة من موت محتم بمستشفى سيد جلال .

0 30

كتبت- أمنة عبد الحليم

قام الدكتور أحمد عبدالمحسن ، مدرس جراحة الأطفال والمناظير بكلية الطب جامعة الأزهر ، بإنقاذ حياة طفل حديث الولادة وُلد بعيب نادر تمثل فى عدم اكتمال نمو المرىء وتمكن الجراح الرئيسى بالعملية بمساعدة فريقه بمستشفى سيد جلال الجامعى ، وجسدت العملية نموذجاً ملهماً للتنسيق والتفانى بين الأطباء ، وعبرت عن أهمية التدخل الطبى العاجل والدقيق فى مواجهة التحديات الصحية المعقدة وإنقاذ حياة الأطفال الذين يولدون بعيوب خطيرة.

وفي هذا السياق قال عبد المحسن : إن الطفل كان يعانى منذ ولادته من صعوبة فى البلع وتراكم اللعاب، مما عرضه للإختناق المستمر ، نظراً لكونه غير قادر على استنشاق الهواء بشكل طبيعى ، مما شكل خطراً حقيقياً على حياته منذ اللحظات الأولى معللاً ذلك نتيجة القصر الشديد فى طول مرىء الطفل ، والذى يشبه الأنبوب الذى يصل الفم بالمعدة ، وأنه كان يتعرض للإختناق بمجرد إمتلائه باللعاب ، حيث يخرج اللعاب مباشرة من فمه موضحاً أنه كان يعانى من تشوه كبير جعل جزءاً صغيراً من المرىء متصلاً بالفم وجزءاً آخر متصلاً بالمعدة عبر الشعب الهوائية ، مما تسبب فى حدوث اختلاط الهواء الداخل إلى الرئتين والمعدة ، متابعاً : كلما حاول الطفل التنفس ، يدخل الهواء إلى الرئتين وجزء آخر إلى المعدة ، بدلاً من دخول الهواء كاملاً مباشرة إلى الرئتين ، وتحول الجزء المتبقى من المرىء إلى أنبوب متصل بالشعب الهوائية ، فبدلاً من أن يؤدى وظيفته فى نقل الطعام من الفم إلى المعدة ، أصبح ينقل الهواء من الرئتين ، وتسبب فى انتفاخ المعدة ، وساهم فى صعوبة تنفس الطفل وإصابته بالتهابات رئوية خطيرة و«عنيفة»، نتيجة إرتجاع الأحماض والعصارة الصفراوية من المعدة إلى الرئتين .

وتابع عبدالمحسن : الطفل كان يعانى أيضاً من عيب فى القلب ، وكان وزنه أقل من الطبيعى 2 كيلوجرام ، فكان أكثر عرضة للوفاة ؛ لذا تم نقله فوراً إلى الحضانة ومُنع عنه الطعام بشكل كامل لتجنب خطر دخول السوائل إلى الشعب الهوائية ، وإجراء العملية بشكل عاجل لإنقاذ حياته ، وإنطلقت العملية الدقيقة فى منتصف الليل ، واستمرت ثلاث ساعات ، حيث تم فصل المرىء عن الشعب الهوائية وإعادة توصيل أجزاء المرىء المفقودة وتعويض هذا الجزء المفقود من المرىء بإدخال أنبوب لتغذية الطفل من الفم إلى المعدة للبدء فى التغذية المبكرة بدلاً من الإنتظار حتى التئام التوصيل الجراحى .

وشدد مدرس جراحة الأطفال والمناظير على أن صعوبة العملية تكمن فى إجرائها عن طريق استكشاف الصدر ، وهو ما يتطلب دقة ومهارة عالية نظراً لعمر الطفل الصغير ولصغر حجم الطفل فكان من الضرورى طوال فترة العملية أن نضغط على الرئة ونجعلها تنكمش لتوفير مساحة كافية داخل الصدر لإجراء الجراحة ، مشيراً إلى أن ذلك تطلب مهارة كبيرة من فريق التخدير ، موجهاً الشكر لهم على جهودهم الكبيرة التى ساعدت فى إنجاز العمل على النحو الأمثل ، بالإضافة إلى فريق العمل بالكامل ، موضحاً أن انتفاخ رئتى الطفل أسهم فى تحسين مستوى الأكسجين فى الدم ؛ لذا كان يضطر إلى التوقف عن العمل والإنتظار حتى ينتهى فريق التخدير من مهمته، ثم يعودون ليتيحوا المجال لإستكمال الجراحة ، متابعاً : هذا التناغم بين الفريقين كان له دور كبير فى نجاح العملية ، والتى تمت بسلام.

وعن الرعاية الصحية للطفل بعد العملية الجراحية ، أوضح عبدالمحسن أنه تم وضع الطفل على جهاز التنفس الصناعى لمدة أربعة أيام لضمان إستقرار حالته وتجنب حدوث أى مضاعفات كما كان هناك فريق متعاون من الأطباء المقيمين فى قسم جراحة الأطفال بالحضانة ، مهمته مراقبة الطفل بعناية لضمان عدم الحركة ومنحه الراحة اللازمة لتسريع التئام التوصيل الجراحى فى المرىء لافتاً إلى أن الطفل تمكن من البدء فى الرضاعة وتحسنت حالته بسرعة ، وتم إجراء أشعة بالصبغة للتأكد من مرور السوائل من الفم إلى المعدة وعدم وجود أى تسريب فى التوصيل بالأمعاء ، مستطرداً : فى البداية أعطينا الطفل بعض القطرات الخفيفة من الماء لإختبار قدرته على الرضاعة بعد نحو أسبوعين من ولادته ، ثم أضفنا وجبة رضاعة بكميات بسيطة تبدأ بـ3 سم ، ثم فى الرضعة التالية 5 سم ، حتى وصل حجم الرضعة إلى 30 سم ، وفى غضون ثلاثة أيام ، بدأ الطفل يرضع بشكل طبيعى ويقوم بعملية الإخراج ويزداد فى الوزن ، وخرج بسلام .

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق