مصر تُخلّد افتتاح المتحف المصري الكبير بعملات وطوابع تذكارية ذهبية وتقنية متطورة

0 75

كتب- د. محمد سليمان

 

في خطوة تعكس عمق الاعتزاز الوطني والريادة الحضارية، أعلنت وزارتا المالية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن إصدار عملات وطوابع تذكارية جديدة، توثق الحدث التاريخي المتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم وأحد أهم المشروعات الثقافية والحضارية في القرن الحادي والعشرين.

 

وأكد الدكتور أحمد كجوك، وزير المالية، أن مصلحة الخزانة العامة وسك العملة أصدرت عملات تذكارية غير متداولة من خامي الذهب والفضة، تجسد معالم المتحف المصري الكبير بما يحمله من رموز معمارية وتاريخية خالدة، موضحًا أن الإصدار يضم ست فئات من العملات تحمل تصميمات فريدة لعناصر بارزة مثل «المسلة المعلقة، تمثال رمسيس، مراكب الشمس، وقناع توت عنخ آمون الذهبي».

 

وأوضح الدكتور شريف حازم، مستشار الوزير للشئون الهندسية، أن كل عملة ستُرفق بشهادة تعريفية توضح خلفية التصميم والمواصفات الفنية الدقيقة لها، مؤكدًا أن هذا العمل يجمع بين الدقة الفنية والإبداع التصميمي لتوثيق معلم حضاري عالمي. فيما أشار جمال حسين، رئيس مصلحة الخزانة وسك العملة، إلى أن هذه المجموعة صُنعت بأيدي خبراء ومهندسين مصريين وفق أرفع معايير الجودة، على أن يتم طرحها بالتزامن مع الافتتاح الرسمي للمتحف، استكمالًا لسلسلة الإصدارات التي خلدت مشروعات قومية كبرى مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية ومبادرة «حياة كريمة».

 

وفي سياق موازٍ، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مجموعة طوابع بريدية تذكارية مزودة بتقنية “QR Code” من خلال الهيئة القومية للبريد، لتوثيق هذا الحدث التاريخي باستخدام التكنولوجيا الحديثة. وأكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، أن هذه الطوابع تمثل رسالة ثقافية وفنية تعكس عراقة مصر وتطورها في آن واحد، مشيرًا إلى أن البريد المصري لطالما كان شاهدًا على إنجازات الدولة ومؤرخًا بصريًا لمسيرتها الحضارية.

 

من جانبها، أعربت داليا الباز، رئيسة مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، عن فخر الهيئة بالمشاركة في هذا التوثيق الوطني من خلال تصميمات فنية تجسد روعة المتحف ومعروضاته، موضحة أن المجموعة تضم شيتًا من خمسة طوابع ومجموعة أخرى من ثلاثة طوابع تُبرز الواجهة المعمارية للمتحف وشعاره الرسمي.

 

ويُعد إصدار العملات والطوابع التذكارية احتفاءً برمز حضاري وإنساني فريد يجمع بين التراث المصري العريق والتقنيات الحديثة، ويُبرز قدرة الدولة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في توثيق أهم محطاتها التاريخية.

بهذه المبادرات، تؤكد مصر أنها لا تكتفي بصناعة التاريخ، بل تُخلّده أيضًا في معدنٍ نفيسٍ وطابعٍ خالدٍ يروي للأجيال قصة حضارةٍ لا تنتهي.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق