تطورات التسويق التجاري.. من الشعر والأساطير إلى استغلال «الجنس» في جذب الزبائن

0 820

 

بقلم: سيد نور

لم يقف فكر الإنسان في التسويق عند حد معين أو فكر معين لزيادة نسبة مبيعاته ومن ثم أرباحه وعائداته المالية، لقد اتبع أساليب دعائية في القدم حتى أنها كانت ممزوجة بالشعر والأساطير عن مصادر السلع.

  ولما تطور العالم في القرن العشرين بوجود المرئي والمسموع، مزجت ببعض الفكاهة والأغاني والإذاعة لها، ثم بدأ التصوير للدعاية وعمل أفلام قصيرة.. ولم يتوقف الإنسان عند باب إلا وطرقه في هذا المجال، وانتهى إلى الدعاية بأقوى وسيلة وهي الاتجار عبر الجنس، فقد وضعت خطط محكمة الدقة والعناية مدروسة علميا ونفسيا وتجاريا تعد أقوى وسائل الدعاية للسلع، الجنس التجاري أو التسويق عبر الجنس ليس معناه التسويق عبر ممارسة الجنس الجسدي بل عبر ممارسة العين للجنس، وشد ولفت انتباه الزبائن عن طريق الهرمونات التي تفرزها غددهم عند رؤية منظر بشري جميل.

إن وضع بعض رجال الأعمال الأذكياء سكرتيرات في منتهى الجمال وبأسلوب واتيكيت معين ولباقة في الحديث والتعامل توقع الزبائن الكبار والصغار في شباك تلك الصيادة الماهرة لتقتنص صفقات كبرى بالملايين بأقل من نصف ساعة، وعندما نجح هذا الموضوع مع رجال الأعمال أحست بعض سيدات الأعمال بالضعف أمام سيدة مثلهن لجلب سيدات فتم توظيف شبان غاية في الجمال للفت انتباه المرأة، وبعد هذا تم انتشار هذا الأسلوب التسويقي في كل مكان.

 

أصبحنا لا نستغرب عندما نرى طلب توظيف (مطلوب لوظيفة شاب أو سيدة حسنة أو حسن المظهر يجيد العربية والإنجليزية) ولا نستغرب عندما يرفض الكثيرون توظيف شاب أو شابة متواضعين في المظهر رغم شهاداتهما والسبب أن الجمال ملفت للنظر ويجعل الزبون لا شعوريا يكثر من التعامل مع حسن أو حسنة المظهر والمنظر، والسبب هو الهرمونات المتعلقة بالنشاط الجنسي والتي تتفاعل في أقل من ثوان عندما تحدق عين الناظر إلى المنظور الجميل خصوصا إذا حركت ذاكرته تجاه مشاهد حميمة كان يعيشها.

لهذا، فأكثر محلات المبيعات الراقية في العالم تشترط وجود الأناقة والمنظر الحسن وقد تعدى ذلك إلى التدخل في بنية الجسد والنحافة للمرأة والماكياج (وسيقان وخصر وشعر أشقر) وللرجل أن يكون له (جسم معضل وملامح جذابة وعيون خضر)، وهكذا حتى أنك تجد هؤلاء البائعين يتحدثون معك وكأنهم أصدقاؤك في كل المواضيع حتى لو كانوا في أشد حالات اكتئابهم لتعيد الشراء والتعامل مرة أخرى، وهنا زادت الظاهرة في المطاعم والأسواق التجارية ومحلات الأغذية والأندية الصحية والصالونات وحتى مقدمي البرامج في الفضائيات لجذب عدد مشاهدين أكبر.

ألا تجد أن كثيرين يلاحقون مطربة أو مطرباً أو ممثلاً وممثلة للجمال لا للإبداع و(كل ما قصر الفستان وضاق وانتفخ الصدر وكل مستور بان للعيان) كان حظها أوفر في جميع الأحوال والأزمان وانتقلت العدوى للشبان (عضلات وكشف الصدر أيضا وضيق البنطلونات) والأمثلة كثيرة كهيفاء ونانسى عجرم وعمرو دياب وماريا وحماقي .. الخ، لذا كن جميلا (تمشي بضاعتك فى السوق) وغير هذا “ما فيش حد يديك وش”.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق